تحالفات السودان الإقليمية تتغير: خطوات تكتيكية أم تحوّل استراتيجي؟

وفيما قد تؤشر هذه المتغيرات إلى تحولات جذرية في السياسة الخارجية السودانية، واحتمالية تخلي الخرطوم عن ارتباطات البشير الإقليمية مع تركيا وقطر وإيران، وتقارب السودان عوضاً عن ذلك مع التحالف الرباعي العربي الذي يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين، إلا أن الأوضاع الداخلية، ووجود ضغوط مدنية على المجلس العسكري الحاكم في الخرطوم، تطرح تساؤلات حول مدى عمق وثبات هذه التحولات. هل هي تغيرات إستراتيجية؟ أم هي خطوات تكتيكية يهدف من خلالها "الإخوان المسلمون" الذين سيطروا على السلطة على مدار 30 عاما من حكم البشير، وتغلغلوا في مؤسسات الدولة، إلى الاستعانة بالخارج، إلى حين استعادة توازنهم الداخلي، ثم بعد ذلك يرجعون إلى محورهم التقليدي الداعم لتيارات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط؟تحول طبيعييرى السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون العربية "أن القضية أكثر عمقاً مما تبدو عليه. الثورة التي قامت في السودان على نظام ظل حاكماً على مدار 30 عاماً، وسط سخط شعبي شديد، وكان يحاول تصدير مشاكله الداخلية إلى دول الجوار، ويستعين في ذلك بأعدائها، ويبرز هنا دور قطر وتركيا. كل هذا قد تغير".ويقول الدبلوماسي المصري لـ"النهار": "لا يوجد ما يشير إلى أن الوضع الجديد مجرد تحول تكتيكي، ولكن يبدو أنه انسجام مع الأوضاع الطبيعية التي ينبغي أن تسود بين السودان ودول الجوار، ولا يمكن أن يتحقق...