"النهار" جامعة- مقاربة ذكية لحل أزمة إدارة النفايات في لبنان

ينتج لبنان ما يُقدَّر بـ2.4 مليونَي طن من النفايات البلدية الصلبة سنوياً، أي ما معدّله 1.25 كيلغ للفرد في اليوم الواحد. تحتوي هذه النفايات على 32 في المئة من المواد القابلة للتدوير ونحو 52-55 في المئة من المواد العضوية. تتّسم المنظومة الراهنة لإدارة النفايات بدرجة مرتفعة جداً من الفاعلية في جمع النفايات (99-100%) مع تولّي البلديات والاتحادات المحلية تنظيم هذه الخدمات. غير أن النفايات تُجمَع متداخلة أو مختلَطة، ولذلك تفتقر عملية تدويرها ومعالجتها إلى الفاعلية إلى حد كبير. في الواقع، هناك أكثر من 50 معملاً لمعالجة النفايات قيد العمل في مختلف أنحاء البلاد، وهي قادرة على معالجة كمية من النفايات تصل إلى 2.65 مليونَي طن في السنة، أي أكثر من المعدل الحالي لكمية النفايات البلدية الصلبة التي يتم توليدها سنوياً. ومع ذلك، 15 في المئة فقط من النفايات ينتهي بها الأمر في معامل التسميد والتدوير، في حين تُرسَل نسبة 35 في المئة إلى المطامر، ويُرمى 50 في المئة بطريقة عشوائية أو يُحرَق في الهواء الطلق في 960 مكبّاً غير قانوني. وأكثر ما يثير القلق هو أن مليون طن من النفايات التي تُجمَع من أقضية بيروت وجبل لبنان تُرمى سنوياً في اثنَين من أكبر المطامر الساحلية في البلاد، مطمر الكوستا برافا ومطمر برج حمود.يمكن تحقيق الرؤية الهادفة إلى إحداث تحوّل جذري بعيداً من الممارسات الفاشلة الراهنة لإدارة النفايات، عبر تبنّي مفاهيم دولية متقدّمة للحفاظ على الموارد وإدارتها. وبغية تحقيق ذلك، يجب الجمع بين إدارة النفايات وكفاءة استخدام الموارد في اقتصاد دائري متكامل وسياق تنموي مستدام. في الواقع، يجب أن تشتمل إدارة النفايات الصلبة على بعدَين أساسيين: المنظومة الفيزيائية والحوكمة السليمة. فكلاهما يسيران جنباً إلى جنب من أجل تطوير منظومة راسخة وذات أداء جيد تأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب التقنية والبيئية والصحية والمالية - الاقتصادية والاجتماعية - الثقافية والمؤسسية والقانونية والسياسية.تتألف المنظومة الفيزيائية ومكوّناتها التكنولوجية من ثلاثة مرتكزات:1- الصحة العامة: من أجل الحفاظ على ظروف صحية في المدن. يشتمل هذا الجانب على مختلف مراحل جمع النفايات ونقلها وإرسالها إلى معامل المعالجة.2- استعادة الموارد:...