الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في اليوم العالمي لمضيفي الطيران... تعرّف إلى دور المضيف الجوّي في الطوارئ الطبيّة

الدكتور عبدالله الجلعود
في اليوم العالمي لمضيفي الطيران... تعرّف إلى دور المضيف الجوّي في الطوارئ الطبيّة
في اليوم العالمي لمضيفي الطيران... تعرّف إلى دور المضيف الجوّي في الطوارئ الطبيّة
A+ A-

يُحتفل باليوم العالمي لمضيفي الطيران يوم 31 أيار من كل عام، بهدف إبراز دور المضيف الجوّي في تعزيز سلامة الطيران كأحد أفراد الطاقم الجوي العامل على الطائرة للحفاظ على صحة وسلامة وأمن وراحة المسافرين بعد إغلاق أبواب الطائرة.

الضيافة الجوية هي أحد أشكال العمل داخل الطائرات التجارية والتي توفرها شركات الطيران ضمن أسطولها الجوي في كل رحلة من رحلاتها، من خلال تطبيق مجموعة من القواعد التي تُساهم في تأمين السلامة الجوية، كما تشمل الضيافة الجوية تقديم الخدمات كافة في مقصورة الطائرة، كوجبات الطعام والشراب والإسعافات الأولية، وإرشادات السلامة في أثناء الرحلة الجوية، والحفاظ على الأمن وغيرها من الخدمات.

في عام 1912 ظهرت فكرة الضيافة الجوية، وكان الألماني هينريك كوبيز أول مضيف طيران في العالم؛ ومع زيادة عدد الرحلات الجوية وما صاحبها من زيادة عدد الركاب، ظهرت الحاجة إلى وجود مضيفين جويّين ذوي خبرة في مجال التمريض للعمل على منع حدوث حالات مرضية على متن الطائرة، فكانت الأميركية إلين تشيرش أول مضيفة طيران تحمل شهادة في التمريض منتصف القرن الماضي.

بالرغم من الدور المحوري الذي يقوم به المضيف الجوي وأهميته في صحة وسلامة الركاب، يعتقد بعض المسافرين أن عمل مضيف الطيران الرئيسي يتمحور حول خدمتهم من خلال تقديم وجبات الطعام والمشروبات، حيث يجهل العديد من الركاب المسافرين الوظيفة الأساسية للمضيف الجوي، وهي المحافظة على صحة وسلامة وأمن المسافرين ضمن نظام محدد بعد إغلاق أبواب الطائرة.

بعد أن تغلق أبواب الطائرة وترتفع إلى السماء، فإنها تصبح كغرفة طائرة، وعند وجود حالة طارئة في مقصورة الطائرة، فإنّ من الصعب على الطيّار ترك قمرة القيادة والذهاب إلى مقصورة الطائرة لحلّ المشكلة. كما أنه من الصعب التكهن بسلوك عدد كبير من الركاب في منطقة مغلقة كمقصورة الطائرة دون وجود رقابة. بجانب المهام الوظيفية للمضيف الجوي، يجب أن يكون مؤهلاً للعمل بقواعد سلامة الطيران من خلال نظام السلامة الذي تقرّه شركة الطيران المشغِّلة والمعتمد من قبل إتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، والمنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو). وكجزء لا يتجزأ من منظومة السلامة الجوية، يتعامل مضيف الطيران مع حالات الطوارئ الطبية على متن الطائرة أثناء الطيران.

يمكن تقسيم حالات الطوارئ الطبية على متن الطائرة أثناء الطيران إلى فئتين: الإصابات أو الحالات ذات الصلة بصحة الركاب. يمكن أن تحدث الإصابات نتيجة المطبات الهوائية العنيفة، أو سقوط الأمتعة من مقصورة الأمتعة العلوية، أو الحروق التي تحدث نتيجة السوائل الساخنة كالشاي والقهوة أو الأفران المخصصة لتسخين الطعام في الطائرة. في ما يتعلق بصحة الركاب، فإن الحالات المرضية يمكن أن تراوح بين الإغماء أو ضيق التنفس إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، وحتى السكتة الدماغية أو الذبحة القلبية. وفي حالات جداً نادرة قد يصاب الركاب بحالات من التسمم الغذائي أو مرض معدٍ.

عند حدوث حالة طبية طارئة في مقصورة الطائرة أثناء الطيران، فإن الوصل الفوري للرعاية الطبية المتقدمة صعب جداً. لذلك يتم تدريب طاقم مقصورة الطائرة (المضيفين الجويّين) على تقديم الإسعافات الأولية والمساعدة الطبية المحدودة، إلا أنهم ليسوا مؤهلين مهنياً للتعامل مع جميع الحالات الطبية الطارئة، حيث يتم تدريب المضيفين الجويّين على التعامل مع تقديم الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي، واستخدام جهاز مزيل الرجفان الآلي، ووضع قناع الأوكسجين في حالات ظهور أعراض نقص الأوكسجين على أحد الركاب. أما في ما يخص الحقيبة الطبية على متن الطائرة فهي مخصصة لاستخدام الأطباء فقط، حيث غالباً ما يتم طلب المساعدة الطبية من طبيب ضمن الركاب المسافرين على متن الرحلة، إن وُجد!

يتوقف ردّ طاقم الطائرة على حالة الطوارئ الطبية على طبيعة المشكلة الطبية، ودرجة الحاجة للتدخل الطبي، وموقع الطائرة، ومرحلة مسار الرحلة؛ ما لم يتم اعتبار الوضع على الفور تهديداً لحياة الراكب والتي تقتضي تحويل مسار الرحلة والهبوط الاضطراري لأسباب طبية، ومن هنا برزت أهمية أن تكون لدى شركات الطيران لوائح معتمدة لاتخاذ إجراءات في حالة الطوارئ الطبية على متن الطائرة. وسيعزز إلتزام شركات الطيران بهذه اللوائح ضماناً أفضل نتيجة لتجاوز الطارئ الصحي أثناء الطيران.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم