الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ثلاثة عقود على احتجاجات تيان انمين: الصين تستخدم "ترسانة جديدة" للمراقبة

المصدر: "أ ف ب"
ثلاثة عقود على احتجاجات تيان انمين: الصين  تستخدم "ترسانة جديدة" للمراقبة
ثلاثة عقود على احتجاجات تيان انمين: الصين تستخدم "ترسانة جديدة" للمراقبة
A+ A-

بعد ثلاثة عقود على الحملة الأمنية التي استهدفت متظاهري #تيان_انمين، استُبدلت الدبابات التي كانت مصطفة في الشارع الواقع وسط #بيجينغ بعدد لا يحصى من كاميرات المراقبة المثبتة على أعمدة الإنارة.

وعمل الحزب الشيوعي الصيني جاهدا لمنع قيام حركة جديدة مطالبة بالديموقراطية، فلاحق الطلبة الناشطين والحركات العمّالية والمحامين، بمساعدة وسائل مراقبة عالية التقنية.

لكن الحزب ضغط ايضا من أجل تطبيق إصلاحات اقتصادية أصبح الملايين بفضلها أكثر ثراء وأقل اهتماما بالتمرّد، كما كان الطلبة الذين انتهت احتجاجاتهم بمقتل المئات في 4 حزيران 1989.

خلال العقد الماضي، أقيمت أكشاك صغيرة للشرطة في أنحاء البلاد لمراقبة التوترات داخل الأحياء، ومنع الجرائم ومراقبة أي شخص يشتبه في إخلاله بالنظام الاجتماعي.

وقال عدد من الناشطين لوكالة "فرانس برس" إن هوس الصين اليوم بالذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعرّف الى الوجوه يضيف مزيدا من التطور على شبكة المراقبة المعقدة هذه، ما يسمح للشرطة بطرق باب أي شخص يعتبرونه مثيرا للمتاعب.

وأشار آخرون إلى أن تغلغل الحزب في الجامعات والحملة الأمنية على "المساحات الليبرالية"، بما فيها متاجر بيع الكتب المستقلة جعلت من الصعوبة بمكان على الناس مناقشة قضايا الإصلاح.

وقال الباحث لدى منظمة "العفو الدولية "المتخصص بالشأن الصيني باتريك بون إن "تكنولوجيا الرقابة المعززة تقلل احتمال خروج أي تظاهرات واسعة اليوم على غرار احتجاجات تيان انمين التي اندلعت عام 1989".

واشار الى أنه بدلا من ذلك، خرجت سلسلة "تظاهرات عفوية" أصغر قادها ناشطون عمّاليون أو طلاب أو عائلات تأثّرت بفضائح مرتبطة بلقاحات أو أغذية خلال السنوات الأخيرة.

وأفاد بون أن حتى ذلك أصبح أكثر صعوبة إذ تحاول بكين وأد أي تحركات من هذا القبيل "في مهدها"، وتمحي سريعا أي ذكر لها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وذكر رجل الأعمال في محافظة شانشي يي وينلونغ الذي عانت ابنته داء الصرع بعد تطعيم غير مطابق للمعايير الصحية، "كلما خرجت من المدينة عليّ إبلاغ شرطة المنطقة".

وأضاف الوالد الذي احتج على اللقاحات الفاسدة خارج المقار الحكومية: "إذا كنّا غير قادرين على التحدث عن مسألة مهمة على غرار التطعيمات الرديئة، فهل سيكون من الممكن رفع لافتات تدعو الى تغييرات أكبر؟"

وقلّصت الحكومة في شكل كبير المساحة المتاحة للحريات المدنية منذ تولّى الرئيس شي جينبينغ السلطة عام 2012، بحيث اعتقلت مدافعين عن حقوق الإنسان في حملة عام 2015 وطلابا ماركسيين خلال العام الماضي.

وازدادت الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي ومراقبة أنشطة ملايين الأشخاص، ومنعت أي مواد تحمل حساسية سياسية، على غرار تلك التي تكشف وقائع تيان انمين عام 1989.

وحُجبت نسخ "ويكيبيديا" بجميع اللغات- التي تضمنت تفاصيل عن حملة تيان انمين الأمنية- من الإنترنت في الصين قبل أسابيع من حلول الذكرى.

وقال المعارض الصيني البارز هو جيا إن "حرية التعبير هي نقطة انطلاق جميع الحريات (...) لا يمكن من دونها التفكير حتى في إمكان حصول تيان انمين مجددا".

وتشمل الترسانة الجديدة التي تستخدمها السلطات الصينية برنامجا للتعرف على الأصوات بإمكانه تحديد المتكلمين في الاتصالات الهاتفية وبرنامجا واسعا لجمع بيانات الحمض النووي، بحسب عالم الفيزياء النظرية شياو كيانغ الذي أصبح ناشطا في مجال حقوق الإنسان بعد احتجاجات تيان انمين.

وأفاد عدد من الناشطين الصينيين وكالة "فرانس برس" أنهم يعتمدون على تطبيقات الرسائل المشفرة على غرار "تلغرام" أو "واتساب" للتواصل. لكن عقد اللقاءات الشخصية بات أمرا أكثر صعوبة نظرا الى الرقابة الواسعة على استخدام التسجيلات المصورة.

وقال معارض سياسي سجن من 2013 حتى 2016 إن "المساحة المتوفرة للأنشطة المدنية تتقلص"، مضيفا أنه يمكن حتى استخدام بيانات على غرار حجوزات الفنادق والمواصلات لمتابعة الأفراد.

وفي 2015، أطلقت الحكومة مشروع "العيون الثاقبة" الذي وصفته بأنه منظومة مراقبة واسعة عبر الفيديو تشمل تكنولوجيا للتعرّف الى الوجوه "منتشرة في كل مكان وبشبكات متكاملة وتعمل في شكل دائم، ويمكن السيطرة عليها في شكل تام".

ووفقا لخدمة "آي إتش إس ماركت" لتزويد البيانات، كانت لدى الصين نحو 176 مليون كاميرا لمراقبة شوارعها وأبنيتها والأماكن العامة في 2016، بالمقارنة بخمسين مليون في الولايات المتحدة.

وبحلول عام 2022، يتوقع أن يصل العدد إلى 2,76 ملياري كاميرا في بلد يعد 1,4 مليار نسمة.

ويحذّر الناشطون الحقوقيون من احتمالات الخطأ في نظام التعرّف الى الوجوه.

كذلك تمّ نشر كاميرات مراقبة داخل المساجد والمطاعم وغيرها من الأماكن العامة لمتابعة تحرّكات أفراد أقلية الأويغور في منطقة شينجيانغ الحدودية المضطربة، حيث تقول منظمات حقوقية إنه يتم احتجاز نحو مليون مسلم في معسكرات اعتقال.

وبات الطلاب الماركسيون مجموعة جديدة تستهدفها السلطات الشيوعية حاليا. واعتُقل العشرات أو اختفوا بعد دعمهم حركة العمال العام الماضي.

وتجعل الرقابة المشددة على ما يتم تدريسه أو مناقشته في الجامعات وغيرها قيام من "حركة إيديولوجية" كتلك التي شهدتها الصين عام 1989 أمرا "مستحيلا"، وفقا للمحرر السابق في صحيفة "بيجينغ الشبابية اليومية" لي داتونغ.

وخضع لي للرقابة منذ كتب رسالة مفتوحة تنتقد تعديل 2018 الدستوري الذي يتيح للرئيس شي الحكم لولايات غير محدودة.

ويشير إلى سبب آخر يجعله يستبعد قيام تحرك جديد في الصين على غرار تيان انمين. وقال: "يعد الجيل الحالي أنانيا، إذ دخل حالة غيبوبة من جرّاء الثراء المتنامي للصين. لا يمكن مقارنته بطلاب الثمانينات الذين كانوا مثاليين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم