الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من أي الكواكب أنتم؟!

المصدر: النهار
احمد القرواني
من أي الكواكب أنتم؟!
من أي الكواكب أنتم؟!
A+ A-

لا يسعني في بادئ الأمر إلا أن أقدم كل المحبة والاحترام والتقدير للأب الروحي، لصانع الأجيال، لغارس ثمار العلم والمعرفة، لنبراس الأمة وقادتها، لكل من المعلم ولبنان.

لبنان البلد الذي تتغير فيه كل المفاهيم التي تعجز عن تفسيرها مناهج البحث العلمي، تلك المفاهيم التي أدخلت المعلمين والمتعلمين في دوامة الشلل العلمي، وأدخلت الجميع في حالة من الفوضى التي لا يحمد عقباها

فقد قيل: "مصائب قوم عند قوم فوائد"، أما في لبنان فمصائب قوم عند قوم مضارُّ، وأي ضرر المساس بالعلم والعلماء. الأمل الأخير المتبقي لهذه الأمة الكريمة اللامع في عيون هذا الشعب الكريم المتأمل بأحد رجال العلم المنقذ لهذه الأمة ليقود دفتها بالعلم نحو الخلاص والوصول بها إلى بر الأمان تريدون أن تطفئوا نور العلم بقراراتكم التي لم يشهد لها العالم مثيل أم تريدون أن تخمدوا هذ البريق المتأجج في العيون المتأملة برجل العلم الذي سيقال عنه يوماً إنه أدخل لبنان في العصر الذهبي أي خطيئة ترتكب بخفض أهل العلم منزلة والله يرفع أهل العلم درجات.

ثم أين أنتم من حكومة مصدّق في إيران عندما أعلن تأميم شركة النفط البريطانية؟ وأين أنتم من القرار الأعظم للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تأميم قناة السويس؟ ألم يكن الواجب عليكم بدلاَ من التضييق على العلماء والمتعلمين وإطفاء نور الشعلة الأخيرة المتقدة منذ أجيال المتمثلة بالجامعة اللبنانية أن تصدروا القرار الأعظم بحق الجامعات والمدارس الخاصة؟ أم حسبتم أن جميع أبناء شعبكم الكريم هم من الطبقات الثرية؟ أليست قراراتكم هذه هي انتقاص من هيبة الجامعة ومن فيها؟ أما علمتم أن العلم هو سلاح الدولة القوية، وأن طلب العلم من المهد الى اللحد أم لم تتعلموا كما تعلمنا أن:

( قم للمعلّم وفّه التبجيلاً... كاد المعلم أن يكون رسولا)؟ هل أنتم مثقفون أم نسيتم ما تعلمتم بلحظة؟ هنا أقول والشعب يقول: أيُعقل من عقلاء مثقفين يصدرون قرارات تجعل المعلم بإحباط وقلق بدلاً من تكريمه بقرارات تسعده ليستمر بإضاءة الكون نوراَ ومحبة، وبقرارات تشبه القرارات التي تصدر على هذا الكوكب من تنافس الدول في ما بينها لتتصدر الجامعات التابعة لها في المراكز الأولى، والتي جعلت من رواتب المدرسين من أعلى الرواتب في العالم؟ هل هو عجز في المال العام أم عجز في العقول ...؟!

ألم يكن الحال في لبنان يشبه إلى حد كبير الحال في تركيا؟ كيف استطاعت تلك الأخيرة التخلص من العجز المالي وإلغاء كافة الأصفار من نقودها وتخصيص رواتب للمتعلمين لديها؟ لكن العتب كله يقع على أمة اقرأ وأمة الذي يبرأ الأعمى هانت عليكم أبناؤكم وبناتكم.

لذلك أرجو من المعنيين بهذا الأمر إعادة النظر قبل اإصدار أي قرار بحق الجامعة والمعلمين وأن نرد لهم الجميل على ما يقدمون وأن نرفع من شأنهم أمام الجميع، ففي النهاية هم نواة التأسيس للعالم المثقف، وعمود المجتمع. وحتى لا نسأل باستهزاء من أي الكواكب أنتم...؟!

ولتعلموا أن كل معلم فضله على سائر الخلق كفضل الرسل على سائر الناس، فتريثوا بقراراتكم قبل إصدارها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم