الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

يارون الحدودية تتشكى من مكب نفايات يحمل الأوبئة إلى قاطنيها (صور - فيديو)

المصدر: "خاص - النهار"
يارون الحدودية تتشكى من مكب نفايات يحمل الأوبئة إلى قاطنيها (صور - فيديو)
يارون الحدودية تتشكى من مكب نفايات يحمل الأوبئة إلى قاطنيها (صور - فيديو)
A+ A-

يارون بلدة جنوبية حدودية، قصية، أنعم الله عليها بهدوء وبموقع جغرافي مميز مما منحها هبة أن تكون منتجعاً ومصيفاً لساكنيها وقاصديها على حد سواء.

لكن هذه النعمة الهبة الإلهية شاء البعض عن قصد أو عن غير دراية أن لا تكتمل، إذ يخرق "مزية الهدوء والهواء العليل ذلك ويقض مضاجع أهلها ويهدد بيئتهم وصحتهم منذ عشرة أعوام مكب نفايات يفتقد لأي شروط بيئية وصحية ويغدو مصدر تلوث وأمراض جهاراً نهاراً.

مكب النفايات الواقع على تحوم البلدة يسمى مجازاً مكب نفابات بنت جبيل وفق ما يقول نائب رئيس بلدية يارون حسين جعفر لـ "النهار"، ويفترض أنه مخصص أصلاً لتخليص عاصمة القضاء وحاضرتها التاريخية من أطنان من نفاياتها ونفايات بلدات أخرى واقعة تحت لواء اتحاد بلديات بنت جبيل، وذلك بناء على شروط صحية عصرية متطورة بيد أن رياح الأمور والمصالح بدّدت لاحقاً كل ذلك وقلبت الأمور رأساً على عقب.

واقع الحال كما يقول أحد مختاري البلدة رياض الرضا إن هذا المكب استحال "نقمة ما بعدها نقمة" وبات مصدر أوبئة وأمراض ومصدر روائح كريهة تثقل هواء البلدة الجبلية منذ أكثر من عقد من السنين، وتحرمها فرصة أن تكون منتجعاً ومصيفاً لسكانها المسلمين والمسيحيين على حد سواء، خصوصاً أن غالبيتهم العظمى هم من المغتربين والمنتشرين ويدفعون ثمن هذا الاغتراب.

المكب لا تنحصر أضراره بهواء البلدة وصحة قاطنيها، بل هو أيضاً وفق قول السيد جعفر مصدر تلوث حقيقي للبئر الارتوازية التي تستقي منه البلدة حصراً، إذ إنها (البئر) لا تبعد سوى مئات الأمتار عن مكب النفايات الذي تحول لاحقاً إلى مطمر، وهو ما سمح "بتسلل" عصارة النفايات المطمورة إلى باطن الأرض وإلى الخزان الجوفي.

ويروي حعفر أن يارون تبلغت أصلاً ان المكب سيقام وفق شروط علمية وصحية تراعي أوضاع الأهالي وتتماشى مع الشروط البيئية السليمة، لكننا فوجئنا لاحقا بان المكب تحول إلى مطمر لنفايات ملاحم بنت جبيل وحتى للنفايات الطبية وتحول أيضاً محرقة تارة أخرى يعمل القيمون عليه (اتحاد بلديات بنت جبيل) إلى ستر ما تحتويه أطنان النفايات التي ترسل إلى هذا المكب يومياً.

ويشير المختار الرضا إلى أن بلدية يارون ومخاتيرها وفاعلياتها بادروا خلال الاعوام الماضية إلى اجراء عشرات المراجعات مع الجهات والسلطات ذات الصلة بهدف رفع سيف الخطر المصلت على صحة أبناء البلدة، لكنهم، ويا للاسف، لم يتلقوا إلا الوعود بأن العمل جار لرفع الضرر اللاحق بنا جميعاً، ولكن "الأمر الواقع" ظل مفروضاً علينا وكأنه قدرنا أن نتحمل قسراً وقهراً نفايات بنت جبيل وقراها، إنه ظلم ما بعده ظلم لا يقبله أي صاحب ضمير ووجدان حي، فاتقوا الله بنا.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم