اشترِك في نشرتنا الإخبارية
خالد القيش "عميد" رمضان بخمس نجوم
لم تكن مخاوف سامر رضوان مُبرّرة، فمَن أمامه هو خالد القيش، المُتقلّب، المتلوّن. أسماء طُرحَت لأداء شخصية العميد عصام، لكنّ القيش يحملها إلى الأقاصي حيث لا مجال للشكّ بالقدرات. متوازن، يفرمل الانفعالات ويضبط المبالغات، يؤدّي الدور كأنّه حقيقة أمام مرآة. يدوزن القسوة والرقّة، وفق مبدأ المصلحة أولاً، ومن عمق الضابط الفاسد، يُخرِج إنساناً طيّباً، لا يزال يكترث للأخلاق ويرفع شأن القلب الصافي.
يتحلّى بموهبة اكتشاف معادن الناس، وتمييز النيّات وأصنافها. خالد القيش هو النجم المناسب للدور المناسب. لا يزيح عنه ميليمتراً واحداً، تماماً كالبازل حين تنطبق مكوّناته على بعضها البعض، طبق الأصل. يملأ مكانه مهما اتّسع، ويثبت قدرة على التقلُّب بين الخير والشرّ، بلا افتعال. هكذا هو الظنّ بالقيش، نجم بقوّة بركان. منذ بدايات "دقيقة صمت" (كتابة سامر رضوان، إخراج شوقي الماجري، "الجديد"، "أبو ظبي دراما")، وهو ينذر بعاصفة. تخاله ضابطاً عتيقاً، برقبته ملفّات وبذمّته مسائل عالقة. الشخصية بحرفيتها، معجونة بدهاء حاد واطّلاع عميق على شروط اللعبة. يُدخل يده في فمها، ليستخرج الصوت والنبرة وتوتّر الحنجرة. لم تكن مخاوف سامر رضوان في مكانها، وما قاله عن "مغامرة قد تؤدّي إلى الجحيم"، قُصر رؤية. في القيش كلّ ما يضمن وصول السفن آمنة إلى شواطئها. دفاعاته لا تكترث للريح ولا لهدير الموج. يسير بأشرعة واثقة ويبلغ مقصده. في الخلاصة، هو عميد الموسم الرمضاني بخمس نجوم معلّقة بثقة. وقد استحقّ بعدما ابتلع الشخصية وتركها تسيل في العروق.
جميل حين شرح على طريقته الفارق بين الرجل والمرأة: "الرجل بيهتم بالنتائج، بينما المرأة بتهتم بالتفاصيل. تنيناتنا معنا حق، بس الفرق هو السرعة. هي بتعيش المشوار كلو وبتشوف كل شي عالطريق، بينما نحنا مندعس عالسرعة وبس بدنا نوصل، شو ما كانت النتيجة". صحيح أنّه النصّ، لكنّ الأسلوب يصنع المعادلة. يتلوّن في كلّ حالته، مع الذئاب في المكتب، ومع خطّطه للنجاة وشعوره بالتقصير حيال عائلته واختلاق الأعذار للهروب من الضريبة. فنّان في كلّ حالاته. أكثر من كاراكتير في رجل واحد، قادر على السيطرة وإيفاء التقلّبات حقّها، بحالاته النفسية المتناقضة ولعبة الكرّ والفرّ مع الظرف. خمس نجوم بنجم.
اقرأ للكاتبة أيضاً: عابد فهد "يطحش" مُقارِعاً رؤوساً كبيرة
Twitter: @abdallah_fatima
