الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مصير امتحانات الجامعة اللبنانية على المحكّ رغم التطمينات

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
مصير امتحانات الجامعة اللبنانية على المحكّ رغم التطمينات
مصير امتحانات الجامعة اللبنانية على المحكّ رغم التطمينات
A+ A-

السّنة الدراسية تشرف على الانتهاء وأبواب الجامعة اللبنانية ما زالت مقفلة. الطلاب في وقفة تضامنية حقوقية مع أساتذتهم وكثر يظنّون أنّ مصير الامتحانات في مهب الريح. الإضراب يكاد أن يصنّف بـ"المفتوح" في حال لم تستوف الموازنة الشروط التي حدّدتها رابطة الأساتذة المتفرّغين الذين أكّدوا أنّ "تحرّكهم هو للدفاع عن الوطن من خلال الدفاع عن الجامعة اللبنانية لما تمثله من قيم ثقافية وحضارية"، رافضين "الإهمال لجامعة الوطن التي تحتضن التعليم العالي لجميع أبنائه، والتي يقطف الشرق من بساتينها ثمار الفكر والإبداع، والتي صمدت في الحروب وبقيت المعلم الوطني الثابت".

 الطلّاب والأساتذة معاً في وقفة تضامنية

الأساتذة والطلّاب يلتقون في ساحة الاعتصام ويغيبون معاً عن الصرح الجامعي. يصرخون بـ"لا" مدويّة، رافضة لأن تَنتَقِصَ الموازنة من حقوقٍ تمكّنهم من "المساهمة في الاقتصاد عبر الخرّيجين، والدراسات والأبحاث التي يقدّمونها لحلّ أزمات البلاد، ووضع استراتيجيات تعزز الوحدة الوطنية والازدهار".

سويّةً، يعترضون، يتكاتفون، يطالبون بالحدّ الأدنى الإضافي، ويترقّبون...

في حديث مع "النهار"، يبدي عدد من الطلّاب في الجامعة اللبنانية تعاطفهم مع أساتذتهم، وتضامنهم معهم في مطالبهم، مشمئزّين من المساس بمعاشات المتقاعدين نظراً لارتباط هذه المسألة بصحّة المتقاعد وحقّه بالعيش الكريم بعد مسيرة عطاء وتفان في العمل. غير أنّ بعض الشبان أبدوا خشيتهم على مصير امتحاناتهم وشهاداتهم. لذا، قمنا بالتواصل مع جهات مسؤولة لنتبيّن حقيقة التوجّهات.

 الأساتذة يطمئنون الطلاب على مصير عامهم الدراسي

يجزم رئيس مجلس المندوبين الدكتور علي رحّال لـ"النهار" بـ"أننا تعهّدنا للطلاب أيّاً كانت النتيجة، أنّنا لن نسمح أن يشربوا من الكأس المرّة. لن نرضى أن يتحمّلوا تداعيات الأزمة، فهم يتحمّلون بما فيه الكفاية معنا. إنّنا إلى جانبهم ومعهم، حريصون على مصالحهم أكثر ممّا نحن حريصون على مصالحنا. سوف يعودون إلى صفوفهم وسيجرون امتحاناتهم".

ويطمئن الدكتور المتقاعد عصام خليفة الطلاب على مصيرهم، ويدعوهم إلى عدم القلق، معتبراً أنّ "الجامعة اللبنانية منذ نشأتها، وبالرغم من الإضرابات العديدة التي شهدتها كانت دائماً إلى جانب الطلّاب".

 ما بعد الموازنة

وتفيد مصادر مقرّبة من رابطة المتفرّغين أنّ الأساتذة ما زالوا يواكبون وضع الموازنة ويحلّلون بنودها، وبناء على نتائج دراستهم لها سيقولون كلمتهم ويحسمون موقفهم. أمّا القرار بالإضراب فيعود إلى الهيئة التنفيذية. وفي ما يخصّ الطلاب، فلن يعطوا أيّة إفادة لأنّهم سيستأنفون دراستهم. ويشرح من ناحيته الدكتور علي رحّال: "ستُصدِر الهيئة التنفيذية خطّتها الجديدة بعد الانتهاء من الاطّلاع على بنود الموازنة. وقد تأتي باقتراحات يمكن أن تشمل الإضراب الطويل أو الاعتصامات. وأَستَبعِدُ اللجوء إلى الاضراب المفتوح، ولكن في حال اقتراحه، فسيتمّ إحالته إلى الهيئة العامة لمناقشته".

 صرخة المتقاعدين

يبدي الدكتور عصام خليفة لـ"النهار" استياءه من الوضع الراهن، مذكّراً بالمعاهدات الدولية التي ترعى شؤون المتقاعدين والتي يلتزم لبنان بها، موضحاً أنّه مؤيّد للإضراب وقد شارك في التحرّك لأن المشكلة تطال المتقاعدين وهو أمر لا يجوز. ويضيف: "ادّخرنا طوال حياتنا مالاً من أجل شيخوختنا. فكيف يُمسُّ بأموال صندوق التقاعد؟ في هذا تهديد لأمننا الصحي. فقبل التعرّض إلى معاشات المتقاعدين، ليحصّلوا الأموال المهدورة من الأملاك البحرية والنهرية..."

 تصاعد الدخان "الرمادي"

وتشير المصادر الجامعية لـ"النهار" أنّ الرابطة ستصدر قرارها في الساعات القليلة المقبلة. فيما كان رئيس #الجامعة_اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب قد تمنّى على الأساتذة العودة عن قرار الإضراب المفتوح، ناقلاً وعوداً وضمانات حصل عليها بعدم المسّ بموازنة الجامعة اللبنانية. غير أنّ ردود الفعل التي تلقّفناها عكست خيبات أمل ليشاركنا أحدهم: "بالرغم من الإبقاء على رواتب الأساتذة والالتزام ببعض الشروط، إلّا أنّ معظم المطالب المحقّة تمّ إهمالها، كما حسمت أموال من المخصّصات المرجوّة".

في المحصّلة، يصرّ أكثر من طرف على صلة بالإضراب على بثّ أجواء تطمينية حول مصير الامتحانات. أجواء لا تبدّد الأثر السلبي للوقت المهدور والحصص الضائعة والمشاريع والأبحاث المعلّقة. نعم، الطلاب ضحية مرة أخرى.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم