الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الانتخابات الأوروبيّة... خمسة دروس للاستخراج

المصدر: "أ ف ب"
الانتخابات الأوروبيّة... خمسة دروس للاستخراج
الانتخابات الأوروبيّة... خمسة دروس للاستخراج
A+ A-

تمكنت الأحزاب المؤيدة للمشروع الأوروبي من احتواء صعود المشككين فيه، مقابل تقدّم الشعبويين بعد #الانتخابات_الأوروبية التي انتهت الأحد، وتميزت بنسب مشاركة قوية وتقدّم الخضر داخل #البرلمان_الأوروبي الجديد.

غير أن تبعثر الأصوات يؤذن بمفاوضات صعبة بين الكتل المختلفة. فلا يمكن أية كتلة من الأربع الأولى تشكيل غالبية مطلقة من دون الكتل الثلاث الأخرى.

وفي ما يلي خمسة دروس يمكن استخراجها من هذا الاستحقاق:

-لا يمكن أيا من الكتل الكبرى المؤيدة للمشروع الأوروبي أن تعلن انتصارها في الانتخابات الأوروبية، وفقا للنتائج غير النهائية.

وقد خسرت أقوى كتلتين في البرلمان الأوروبي غالبيتهما، للمرة الأولى منذ عام 1979. فكتلة حزب الشعب الأوروربي ممثل يمين الوسط حصلت على نحو 178 مقعداً، أما الاشتراكيون والديموقراطيون فنالوا 152.

ويرى المستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية في لندن فرنسوا هيزبورغ أن عملية اختيار رئيس المفوضية الأوروبية ورؤساء الهيئات الأوروبية الرئيسية الأخرى ستكون أمراً عويصاً، من دون أن يُفسح في المجال امام تحالف الليبراليين والوسطيين (108 مقاعد) بتولي القيادة، ولا للخضر (68 مقعداً)، بأن يلعبوا دوراً مؤثراً.

ويقول مدير مركز "جاك دولور" سيباستيان ميار إن "كل القوى يمكنها أن تطالب بجزء من الغنيمة".

بحصوله على أكبر عدد من المقاعد، يمكن حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) أن يطالب برئاسة المفوضية لمرشحه البافاري مانفريد فيبير. غير أن البعض، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء هولندا مارك روتي، يعارض فكرة التعيين التلقائي لرئيس أكبر كتلة برلمانية على رأس المفوضية. ونظراً الى موقفه الثابت بهذا الخصوص، ستكون عملية مفاوضات اختيار رئيس الاتحاد الأوروبي صعبة.

ويضيف ميار: "يمكن رابحين كثرا الادعاء بدور مؤثر في اختيار الرئيس ووضع برامج المفوضية. هذا يدفع الى ضرورة عقد ائتلاف بين أقوى أربع قوى سياسية (يمين الوسط والاشتراكيون الديموقراطيون والليبراليون والخضر)، لكلّ منها الحق في المطالبة بجزء من الغنيمة".

-تخرج القوى الشعبوية والمشككة في المشروع الأوروبي أقوى من هذا الاستحقاق الأوروبي. مع ذلك، لم تصل نتائجها إلى أعلى التوقعات، خصوصاً في إيطاليا وفنلندا.

انقسامات هذه القوى العميقة تهدد قدرتها على تشكيل ائتلاف متجانس في البرلمان الجديد، على ما يرى محللون.

في فرنسا، حلّ حزب "التجمع الوطني" (الجبهة الوطنية سابقاً) في الطليعة مع 23,31%ـ  متراجعاً عن عام 2014 (24,9%). لكنه تقدّم على الكتلة الرئاسية التي حققت نحو 22,41%.

وفي ألمانيا، بقي ائتلاف المستشارة أنغيلا ميركل في الطليعة. لكن حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف حقق هدفه مع 10,5% (7,1% عام 2014).

وحلّ "فيديز"، حزب رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان في الطليعة في بلاده، محققاً فوزاً ساحقاً بنسبة 56% من الأصوات، ومتقدماً بأكثر من 45 نقطة على معارضة يسار الوسط واليمين المتطرف، وفقا للتقديرات.

وفي إيطاليا، تجاوزت نسبة حزب "الرابطة" لماتيو سالفيني، 34%، في حين تراجع "الخمس نجوم" إلى 17%، وفقا للنتائج شبه النهائية.

في دول شمال أوروبا، حقق حزب "الفنلنديون الحقيقيون" تقدماً، لكن أيضاً من دون ما توقعته استطلاعات الرأي.

أما في السويد، فيبدو أن حزب "ديموقراطيو السويد" حقّق صعوداً ملحوظاً مع 16,9% مقابل 9,67% في 2014.

-رغم صعودهم، يشكك مسؤولون في بروكسيل في أن تتمكن كتل الشعبويين والمشككين من نيل 200 مقعد من أصل 751 مقعداً في البرلمان الأوروبي، وفقا لفرانسوا هيزبورغ الذي يقدّر أن عدد مقاعدهم قد يراوح " من 78 إلى 110 مقاعد، أو 115 مقعداً". ويقول إنهم يختلفون أيضاً "حول قضايا ذات أهمية حيوية، مثل العلاقة بروسيا".

-ضاعف الخضر في ألمانيا نتيجتهم بحصولهم على نحو 20,5 إلى 22 بالمئة (مقابل 10,7% في 2014). وفي فرنسا كذلك، نجح الخضر من لائحة "أوروبا-بيئة" في أن يكونوا ثالث قوة سياسية في البلاد بنسبة 13,47% (8,9% في 2014)، متقدمين على اليمين التقليدي لحزب الجمهوريين (حقق 8,48%).

في السويد، انعكست التعبئة البيئية التي قامت بها السويدية غريتا ثونبرغ البالغة 16 عاماً، والتي حركت آلاف الشباب الأوروبيين في الأشهر الأخيرة، على نتائج الخضر، رغم أن معظم طلاب المدارس الذين شاركوا في هذه الاحتجاجات أصغر من أن يصوتوا.

وأكثر الكتل التي تمكنت من التقدم في فنلندا هي كتلة الخضر التي حققت نحو 15% من الأصوات.

ويرى مدير مكتب باريس لـ"المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" مانويل لافون رابنوي أن "الخضر الذين يؤلفون تقليدياً مجموعة متجانسة في البرلمان الأوروبي، سيحافظون على تماسكهم"، مع 67 مقعداً، ومن دون استبعاد انضمام بعض من صفوف الاشتراكيين الديموقراطيين إليهم.

-خلافاً للتوقعات، أقبل الناخبون الأوروبيون بشدّة على التصويت. فقد وصلت نسبة المشاركة إلى 61% في 27 دولة من دول الاتحاد، بحسب أرقام صادرة عن البرلمان.

وارتفعت نسبة المشاركة في المانيا خمس نقاط بالمقارنة بعام 2014 إلى 59%، وبلغت في فرنسا 50,12%، بزيادة نحو ثماني نقاط عن 2014.

وارتفعت نسب الإقبال في دول أوروبية أخرى أيضاً. في إسبانيا، بلغت نحو 35% مقابل 24% في 2014. في بولونيا، وصلت إلى 15% مقابل 7% في الاستحقاق الماضي، وفي المجر ارتفعت من 11,5% إلى 17%. 

في السنوات الأخيرة كانت نسبة الإقبال في انخفاض تدريجي في كل استحقاق، بحيث انخفضت إلى 42% في انتخابات عام 2014.

كما كان متوقعاً، حلّ حزب "بريكست" لنايجل فاراج، المؤيد لانفصال من دون اتفاق عن الاتحاد الأوروبي، في الطليعة في المملكة المتحدة بنسبة 35%، بحسب شبكة "بي بي سي". وأشار فاراج إلى "انتصار كبير"، معززاً بذلك فرضية خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي من دون اتفاق.

وصوّت البريطانيون الذين عليهم مغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول الخميس في ما كان آخر استحقاق أوروبي لهم. في المقابل، صوت جيرانهم الإيرلنديون بنسبة كبيرة للائحة المؤيدة للاتحاد الأوروبي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم