الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

طلاب "اللبنانية" انتفضوا من أجل الجامعة الوطنية... "نحن الرهان"

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
طلاب "اللبنانية" انتفضوا من أجل الجامعة الوطنية... "نحن الرهان"
طلاب "اللبنانية" انتفضوا من أجل الجامعة الوطنية... "نحن الرهان"
A+ A-

اتخذ طلاب من #الجامعة_اللبنانية خيار مواجهة قرارات السلطة السياسية المستمرة بضرب جامعة الوطن. غصّت بهم ساحة رياض الصلح اليوم، فإليها تداعوا من كافة المناطق كتفاً يَسنِدُ كتف أساتذتهم. ولأنهم طلاب حقٍ، يؤمنون بقوة الوحدة الطلابية التي غيرت مجرى التاريخ، عادوا بعد غياب وبإرادة مستقلة، لا لاستجداء الحق، إنما لانتزاعه بقبضاتهم. ومن الشارع أطلق الطلاب قرارات واضحة بوجه المسؤولين عن إهمال الجامعة، ربما لأنها ليست استثماراً مربحاً لجيوبهم هم الساعون إلى خصخصة القطاع التربوي؛ أبرزها عدم المس بميزانية الجامعة ومخصصاتها أو بحقوق أي ركنٍ من أركانها، وإيجاد حل يراعي مصلحة الجامعة من أجل العودة إلى الدراسة في أقرب وقت.

هل هو كثير أن يرغب طالب جامعة الوطن بمختبرات؟ أو بمجمعات لائقة؟ أو بممارسات ديموقراطية؟ أو بممّرات شتوية طال انتظارها لأكثر من سبع سنين؟ كيف تتجرأ تلك الطبقة للتفكير في تخفيض #موازنة الجامعة، وتالياً التقصير في حقوق طلابٍ فقراء لن تنطلي عليهم ذريعة التقشّف، في خضم الهدر الحاصل والاستراتيجيات الاقتصادية والإصلاحية الملتوية.


من أمام جامع محمد الأمين في ساحة الشهداء، الذي كان الإتفاق على التجمع أمامه، انطلق الطلاب نحو ساحة رياض الصلح، ومنها إلى أمام جمعية المصارف، رافعين الشعارات عينها، لعلمهم أن التغيير لا يتجزّأ، هاتفين "عنا كتير معلمين وعنا معلمين بالسرقة"... "الحفاظ على الوطن من الحفاظ على الجامعة". ليس لغزاً سببُ غضبهم اليوم. حمّلوا أصحاب السلطة، ولا أحد سواهم، مسؤولية الإضرابات. وكي لا تختلط الأمور على أحد قالوا: "لسنا الرهينة، بل نحن الرهان. ولا نرى في هذه الإضرابات سوى فرصة لاستعادة ما سُلب. فحذارِ، نحن الرهان".

عن الإهمال المتراكم منذ التسعينيات والتغاضي عن كل ما يستحقه الطلاب، كان بيان المعتصمين، ومما جاء فيه،

"اقتطاع ٨٠ مليار من #ميزانيّة الجامعة اللبنانية من السنة الماضية حتى الآن. المسّ بحقوق أساتذتنا. كفى الآن! أيُعقل؟ أيُعقل أن نصرخ لأجل العودة إلى الجامعة؟ بوج السلطة منقول مش عحسابنا". أما بالنسبة للمطالب فركزّ البيان على "رفع ميزانية الجامعة لا تقليصها، دعماً للمنح التعليمية ولإنشاء مراكز الأبحاث والمختبرات، وتطوير المكتبات ومكننتها، والأهم من كل ذلك إنجاز مجمّعات جامعية لائقة تضم السكن الطلابي والمطعم الجامعي والنادي الرياضي". الأزمة ليست مالية بحت، وهذا ما أدركه الطلاب جيداً، مشددين في بيانهم على "استقلالية الجامعة الإدارية والأكاديمية والمالية من أجل تحسين المستوى الأكاديمي وانتقاء أفضل الأساتذة". ولأن الحياة الديموقراطية متوقفة منذ سنوات، ذكّروا بأهمية "إجراء الإنتخابات الطلابية". وأخيراً وليس آخراً، رفض هؤلاء تهميش حقوق أساتذتهم، لعلمهم أن "مستوى الإنتاجية والعطاء يرتبط لا محالة بحصول الفرد على حقوقه المهنية"، على حد قول طالبة الماجستير في معهد العلوم الاجتماعية ملاك صوان لـ"النهار". تلفت صوان إلى أن "مجمّع الحدث الجامعي ومع كل ما ينقصه من تجهيزات، هو أفضل بمراحل من كليات الأطراف. بعضها يفتقد إلى التكييف، وفي بعضها الآخر لا تزال ألواح الطبشور مُعتمدة". تسأل الطالبة أين التنمية المستدامة؟ وفي ظلّ النقص اللوجيستي تشعر ملاك بالمس بحقوقهم في حال خفضوا ميزانية الجامعة.

المسير طويل، والقضايا الطلابية كثيرة. تحاول ملاك رفع المعنويات "اثنان يشعلان الثورة في البلد، الفقراء والنخب، إذا كانت النخب تابعة ومسيّسة فطوبى للفقراء"، مؤكدة أن "الفساد موجود في الجامعة اللبنانية شأنها شأن كافة إدارات الدولة، لكن بنسب متفاوتة لا تشمل الجميع".

وكان وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، قد أكد اليوم أن ما يتم الترويج له عن خفض لموازنة الجامعة اللبنانية للعام 2019 وما قبلها هو مجرد شائعات لا صحة لها مطلقاً،

في 8-2-1951، بعد تحرّكات طلابية ونضالٍ ذهب في سبيله شهداء، انصاعت السلطة للمطالب المحقة ببناء جامعة وطنية. وبعد غياب مطوّل عن الساحة، عاد الطلاب ليقولوا: "ها نحن اليوم في 24-5-2019، حان الوقت ليكون لنا صفات اعتبارية، ونفسُنا طويل". ودّعوا الساحة ضاربين مع المسؤولين موعداً في بداية الأسبوع المقبل أمام وزارة التربية.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم