شريط تسويقي يثير استياء الناشطين البيئيين في عكار

أثار شريط فيديو تسويقي لإحدى الشركات التجارية، تعلن فيه صراحة وتتباهى بأنها تجمع، وبشكل جائر وعشوائي، بصيلات النباتات السحلبية البرية ORCHID من جرود عكار، كمواد أولية لصناعة منتج غذائي، استياء الناشطين البيئيين، لا سيما وأن عكار تتميز بهذا النوع من النباتات ذي القيمة العالية، وبجمال زهورها النادرة، والتي من المفترض أن يتمّ اعتبارها ثروة وطنية يجب حمايتها لا بل السعي إلى توسيع رقعة انتشارها.

والسؤال الكبير: هل ستلقى السحلبيات نفس مصير العديد من النباتات الرحيقية (الزعتر البري، القصعين، البابونج البري، إكليل الجبل...) التي تمّ التعدي عليها بشكل جائر لمصالح تجارية محضة، وباتت مهددة بالانقراص، حيث لا حسيب ولا رقيب؟!

وفي هذا السياق، أصدرت مجموعة درب عكار البيئية بياناً جاء فيه:

"تفاجأنا بفيديو لإحدى المؤسسات التجارية وهي تُمعن بالقضاء على السحلبيات Orchid في عكار وتستأصلها من جذورها بكميات تجارية للافادة من بصيلاتها.

للأسف لم نتوقع أن يتم القضاء على واحدة من أبرز الثروات الطبيعية لعكار بهذا الشكل، فتركيا تزرع السحلبيات لأغراض تجارية، ولكن ما يقومون به حالياً في عكار، هو القضاء على السحلب البري وبالتحديد نوع orchis italica وهو محدود الانتشار، وعند انتزاع بصلته لن ينمو مجدداً، وقد تبلغ غرامة هذا التعدي في دولة أوروبية آلاف الدولارات".

وتابع البيان: "إننا نطالبهم بالتفكير ملياً بالموضوع لأنه بعد عدة سنوات لن يبقى سحلبيات ليصنعوا منها منتجاتهم، وندعوهم إلى إنشاء مزارع خاصة بهم بعيداً من التعرض للأنواع البرية التي تُعتبر مهددة بالانقراض".

وختم البيان: "نحن نراقب منذ سنوات تجمعات لأنواع من السحلبيات كما نراقب صغارنا، وننظر إليها كإحدى أهم ركائز التنوع الطبيعي لدينا، فهل تكون التجارة فوق كل اعتبار؟".