الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أنا في عملي أفكرُ فيك

نادر القاسم
أنا في عملي أفكرُ فيك
أنا في عملي أفكرُ فيك
A+ A-

موكب

أنا في عَملي أفكرُ فيكِ

تذهبُ حواسي حيثُ تكونين

يذهبُ دخانُ سيجارتي معها

وقد اختلطَ بأنفاسي

وأنا خلف زجاج نافذتي

أبثُ زفيري ليشكلَ سطحاً جليدياً من غبشٍ

يعودُ موكبُ روحي محملاً

برائحةِ تبغكِ

وببحةِ صوتكِ

وبشيءٍ غيرِ قليلٍ منكِ

كلُّ ذلك بمشهدٍ مهيب

لكأنّهُ عائدٌ للتو

من

طريقِ

الحرير. 

نمل

من بين أصابعِنا

يسحبُ النملُ هذه البلاد

خدرٌ لذيذٌ

يمشي قريباً منّا

هكذا يصفُ الشهداءُ

برزخَ

لحظتهم

الأخير.

طبول

طرقاتٌ خفيفةٌ

لا تريدُ أن تفزعَ الموتى

تعلمتْ الهمسَ

ليس من كتابِ الحُّبِ

هو يأتي من نافذةِ الخوفِ

يفتحُ لها البابَ

يتلازمُ ذلك

مع طبولِ قلبِها

هذه القبيلةُ الأفريقية

التي

لا تكف

عن

الاحتفال.


زيارة

تركضُ الأرصفةُ

الشوارعُ

أعمدةُ الكهرباءِ

وجوهُ الناسِ

الجدرانُ المتلاصقة

الباعةُ مع عرباتِهم

واجهاتُ المحال

انعكاسُ الأشكالِ عليها

المدينةُ بكامل حجارتِها البيضاء

العالمُ المترامي اللهفات

أنتِ للتو عندي

أنا

الآن

أغلقُ

البابْ.


ورد طازج

كم يضحكُ

ومن آخرِ نُقطةٍ بقلبهِ

هذا الجنديُّ المجهولُ

من كميةِ الوردِ الهائلِة

من حروبٍ لم يقترفْها

أقلّ ما يقالُ عنها

إنّها مفترضة

وتقالُ بحقهِ

ولا تعنيه من قريبٍ أو بعيدٍ

الأكثر غرابة

أنْ يكونَ لهذا الحجر الغريب

كلّ هذه الجاذبية

إن من يصعدونَ إليه بمواكبهم المفضوحة يموتون

يبقى هو

وعندَ أسفلِ قدميه

يبقى

كذلك

وردهُ

الطازج.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم