الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التوتر في حياة اللبنانيين... كيف يمكن التحكم به؟

المصدر: "النهار"
التوتر  في حياة اللبنانيين... كيف يمكن التحكم  به؟
التوتر في حياة اللبنانيين... كيف يمكن التحكم به؟
A+ A-

مشاكل كثيرة تجعلك تعيش ضغوطاً نفسية تنعكس سلباً على حياتك وصحتك. لسنا بحاجة الى التذكير بالعوامل المؤثرة التي باتت جزءاً لا يتجزأ من يوميات اللبناني، نحن بحاجة الى استراتيجية ونصائح عملية تساعدنا على التحكم بالتوتر والأهم الشعور بالرضا والسعادة في ما نقوم به أو أقله في حياتنا. 

ليس سهلاً عليك أن تكون في مكان لست سعيداً فيه، كما ليس سهلاً أن تعمل في وظيفة لا تُحبها أو تعيش حياة مغايرة لما كنت تحلم بها. أسباب كثيرة تجعلك تعيش في دوامة الروتين والتوتر والضغوط التي تجعل من الوضع أكثر سوءاً. نحن بحاجة الى التغيير لكننا لا نعرف من أين نبدأ؟ لذلك تُقدم لنا المدربة التحويلية (breakthrough coach) ومعالجة باليوغا ومنسقة وحدة إدارة الضغوط والتوتر نجلا العموري كيفية التحكم بالتوتر ومعالجة مسبباته وإعادة التوازن إلى حياتك من جديد.

تستهل عموري حديثها بتلخيص العوامل المسبّبة للتوتر والضغوط منها العمل في وظيفة لا تحبها، علاقة عاطفية غير صحية، حياة غير سعيدة، مشاكل عضوية، وغيرها من الأسباب التي تزيد من حدّة الضغوط في حياة الشخص. لكن قبل الحديث عنها والبحث في طرق معالجتها والتعامل معها، علينا أولاً أن نُقسم  بين المشاكل العضوية والمشاكل غير العضوية لمعرفة كيفية التعامل مع كل حالة على حدة. وفق الحالات التي نعالجها تبيّن لنا ان العلاج الجراحي أو بالدوء لا يكفي وحده أحياناً، فالمريض بحاجة أيضاً الى إعادة النظر في داخله والعودة الى ذاته للبحث في الأسباب الحقيقية الخفيّة التي تلعب دوراً كبيراً في زيادة التوتر وعدم الرضا".

تعلم العموري جيداً أن "ما نُخفيه من مشاكل والتحولات التي شهدتها شخصيتنا أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم. التغاضي عن الآلام والعمل في مكان أو وظيفة لا نحبها، أو لا ترضي طموحاتنا أو المضي في قيم ومعايير لا تُشبهنا تودي بنا إلى حياة غير سعيدة. نحن بحاجة إلى البحث في أعماق كل شخص، علينا أن نجعله يتحدث عن نفسه، يُشاركنا أفكاره وطفولته وكل ما في داخله حتى نستطيع مساعدته والبحث في العلاج المناسب له. أحياناً لا يحتاج المريض سوى إلى مساعدة، لمن يستمع إليه، لعلاج طبيعي أو لرياضة اليوغا حتى يرتاح ويزيل عنه بعض التعب والتراكمات".

 تشير العموري الى أهمية إزالة كل المعوقات التي تقف حاجزاً لتطوره أو سعادته، كأننا "نرسل حياته إلى مختبر لإعادة ترسيم أهدافه وقناعاته وأحلامه كما يريد لا كما يراها الغير أو ما يفرضه عليه محيطه. أحياناً كثيرة يُشكّل المحيط طاقة سلبية تؤثر على حياته، ونلجأ الى تغيير قناعاتنا وأحلامنا لحماية أنفسنا من موجة الحياة. لذلك تكمن القاعدة الأساسية أن يعود المريض إلى ذاته، وكأنها جلسة مصارحة ومصالحة مع نفسه، يحتاج إلى من يساعده لإنجازها أو اتمامها بطريقة سليمة وصحيحة".

لا تُخفي منسفة وحدة إدارة الضغوط والتوتر في مركز بلفو الطبي أن التغيير المنشود لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل نحتاج إلى وقت والعودة إلى ماضيه والبحث في أفكاره وإعادة برمجتها أو تجديدها  أو التخلص منها، نحن بحاجة الى "نفضة" داخلية للتخلص من كل ما يُرهقنا او يُتعبنا ويجعلنا غير سعيدين في حياتنا، حتى دون معرفتنا الدائمة بهذه الحقيقة".

اذاً، كلمة المفتاح تكون بالتشخيص الصحيح لحالة المريض حتى نقرر طريقة العلاج الأفضل له. وفق العموري أن "وجود فريق طبي متعدد الاختصاصات (12 طبيباً ومعالجاً) سيساعده على تخطي التوتر بعد العمل معه في مشوارنا العلاجي من نوع آخر. هدفنا توعية المريض حول ما يريده حقاً قبل فوات الأوان ، كلما تأخرنا في العلاج كلما أصبحت المهمة أصعب على المريض والطاقم الطبي. تختلف طرق المعالجة بين مريض وآخر ولكنها تتمثل بـ:

* علاج اليوغا

* لايف كوتشينغ أو التدريب التحويلي 

* العلاج النفسي 

* علاج بالزيوت العطرية

* علاج التدليك

* العلاج التقويمي

* العلاج بالفن

لذلك تكون البداية حسب ما تشرح العموري في "التعرف إلى المريض وتقييم حالته حتى نميّز بين المشاكل وآلام العضوية وبين الأسباب غير العضوية. في حال بقي المريض متألماً برغم العلاج الطبي، عندها أبدأ في العمل معه حتى نعرف السبب الكامن وراء هذه الآلام. أحياناً يكون الشخص عالقاً في الماضي، ما هي المعوقات أو القصة المخفية التي تمنعه من تحقيق أهدافه، لماذا يعيش في الحزن والاكتئاب؟ فرضيات وأسباب كثيرة مسؤولة عن هذه الحالة، وبناء على بعض الطرق والمعايير والاستراتجيات يمكنني معرفة حقيقة ما يجري معه، ولكن بحاجة للعمل معاً حتى ننجح في هذه المهمة، لا يمكنني أن أفعل ذلك بمفردي. انا بحاجة الى معرفة حياته وماضيه ومحطات حياته حتى نزيل كل العوائق وحثه على المستقبل والمضي قدماً".

[[embed source=annahar id=1310]]

إذاً، بعد تقييم حالة المريض ننتقل الى الخطوة الثانية وهي مراقبة تطور المريض وتفاعله مع الخطط والاستراتجيات التي تساعده على تخطي مخاوفه وشكوكه والصعوبات التي يواجهها. هدفنا هو معالجته داخلياً وخارجياً، في كل جزء من جسمه، من التنفس إلى الحركات والتفكير ونمط الحياة والوجود والمحيط ...من المهم أن يطرح الأسئلة ومعرفة ذاته وإعادة النظر في حياته ورغباته وأهدافه والاستراتجيات والبحث عن وسائل وخطة جديدة لتحقيق ما نريده. القاعدة الأساسية في علاجنا تتمثل بحقيقة ما أريد، وبناء عليها أنطلق في مشواري مع الحياة ومع ذاتي ومع المحيط، أحياناً تكون الطريقة التي أعتمدها لا تتناسب مع شخصيتي أو مع أهدافي، علينا إعادة البحث باستراتجيات جديدة تُحاكي مع ما أسعى إليه".

السنوات التي حفرت آثارها في حياتنا ليس سهلاً أن نمحوها، لذلك الوقت والإرادة أساس العلاج، علينا أن نراجع ونتأكد من التطور وتقييم حالة المريض. أنا بحاجة إلى استخدام لغة الاندفاع والإيجابية وعدم القبول بما أنا عليه والتسليم بالأمر الواقع. أحتاج الى مساعدة نفسية وحثها على التغيير للتحكم بمشاعرنا والضغوط التي أصبحت تتحكم بكل تفصيل في حياتنا.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم