الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"أسود" يسمّ البدن... تحرُّش امرأة بطفل على مائدة رمضان

فاطمة عبدالله
"أسود" يسمّ البدن... تحرُّش امرأة بطفل على مائدة رمضان
"أسود" يسمّ البدن... تحرُّش امرأة بطفل على مائدة رمضان
A+ A-

انتظر "أسود" منتصف #رمضان حتى كشّر عن أنيابه. أمس في الحلقة 15، سقطت الأقنعة، وتبيّنت بشاعة الحقيقة. جرأة من المسلسل ("أل بي سي آي") طرح إشكالية البيدوفيليا أو التحرّش الجنسي بالأطفال. نتفهّم الآن لما الأم وخطيب ابنتها على علاقة، ولما يغلّف الإحساس بالكراهية والحقد روح البطل المُهشَّم.

كانت صدمة، ولوهلة ضربة كفّ. لا يعتاد المُشاهد الرمضاني هكذا ولائم على مائدته. المسلسل له اتّجاهه المغاير للاتّجاهات كلّها. ليس بالضرورة أن تكون المقاربات عميقة، فقد ترنّحت بين الخيال والافتراض، واتّخذت شكلاً كاريكاتورياً. هل يتقبّل الجمهور واقعاً من هذا النوع، أم يُصاب بالنفور وحالات الغثيان التلفزيونية؟ الإشكالية شيءٌ من المخاطرة، ردود الأفعال حولها غير مضمونة، والنتيجة ليست في الجيب. ينطلق صنّاعها (كتابة كلوديا مارشليان وإخراج سمير حبشي) من ضمانة أكيدة هي أنّ مقولة "خالف تُعرف" تروق الجمهور. سيرى في "أسود" مادّة تسمّ البدن، لكنّها تحرّض على المتابعة. هذه في النهاية حسابات تجارية، أكثر من كونها خلاصات فنّية. الضرب هنا على الحافر وعلى المسمار معاً. وهو ضرب على الوتر الحساس حيث الخلفيات الاجتماعية والنفسية والقدرة على التقبّل والتحمُّل، وما هو أهم، "فضح" المستور ورميه في المنازل، وعلى الألسن وفي الواجهات.

الصدمة الأكبر: المتحرّشة هي امرأة. تذهب الحبكة الدرامية إلى أقصى البشاعة، جاعلة من الرجل هنا ضحية. وعلى عكس الكليشيه، هو ليس الشيطان الأكبر. يتقن باسم مغنية دور الطفل في جسد يكبره سناً، فلا شيء فيه يتغيّر، حتى النظرات والانكسار والذنب والوجع.

على مستوى الحماسة الدرامية، في المسلسل انتقام من نوع آخر، يترك في المُشاهد رغبة في إلغائه عن أجندة المُشاهدة، وفي آن، يشاء المتابعة حتى النهاية. مُقزّز، لكن واثق. ليس محبباً تكرار الإعجاب، إنّما ورد الخال تضرب رمضان بيد من حديد. دورها ليس مزحة. تطلّ بكلّ البشاعة والسفالة والوحشية. لا أنصاف مشاعر معها. كراهية مُطلقة من فرط لمعانها.

اقرأ للكاتبة أيضاً: ورد الخال "وحشة" وتستحقّ

[email protected]

Twitter: @abdallah_fatima

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم