الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العسكر يواجه العسكر... مصابون وكرّ وفرّ على بعد أمتار من قاعة اجتماع الحكومة

عباس الصباغ
العسكر يواجه العسكر... مصابون وكرّ وفرّ على بعد أمتار من قاعة اجتماع الحكومة
العسكر يواجه العسكر... مصابون وكرّ وفرّ على بعد أمتار من قاعة اجتماع الحكومة
A+ A-

كرَّ العسكريون المتقاعدون ففرَّ العسكريون من خلف الحاجز الحديدي ما قبل الأخير الذي يفصل السرايا الحكومية عن "غليان" المعتصمين.

ربما هو التشبيه الأكثر تعبيراً عن موجات المواجهات المتقطعة، عصر أمس، قبالة السرايا الحكومية، بين مئات العسكريين المتقاعدين والعشرات من فرقة مكافحة الشغب مدعومين بالحرس الحكومي. فالاعتصام الذي بدأ سلميّاً في ساحة رياض الصلح وشارك فيه آلاف الأساتذة والموظفين والمعلمين والعسكريين المتقاعدين تحوّل إلى ساحة مفتوحة من الصدامات كانت نتيجتها 3 مصابين على الأقل بين عسكري متقاعد وفي الخدمة الفعلية، في مشهد أعاد إلى الأذهان محاولة اقتحام السرايا في 22 تشرين الأول عام 2012 .

العميد ينادي... والعسكر يتقدّم

حتى الرابعة عصر أمس كان الاعتصام هادئاً ولم يعكّره سوى إشكال محدود بين هيئة التنسيق النقابية والعسكريين المتقاعدين الذين احتجّوا على عدم إعطائهم الفرصة الكافية لإيصال مطالبهم من على المنبر، وبعد جدل ونقاش عالي الوتيرة قررت هيئة التنسيق إنهاء اعتصامها والإشارة في كلمة الشكر المقتضبة إلى الفوضى التي سادت قرب المنصة وأمام الكاميرات.

وما كاد الاساتذة والموظفون يغادرون الساحة حتى اعتلى أحد العمداء بلوكاً إسمنتياً وطلب مكبّر الصوت من أحد العسكريين وتوجه إلى رفاق السلاح: "يا شباب إلى هنا، إلى الحاجز بسرعة"، وقبل أن يتقدّم العسكريون حاول أحدهم، وهو مصاب بعينه، إحراق نفسه عبر رشّ نفسه بمادة البنزين، وعلى الفور تدخّل بعض المعتصمين ومنعوه من ذلك.

وما هي إلا لحظات حتى تقدّم العشرات من المتقاعدين وأزالوا الحاجز الحديدي وسط ذهول عناصر فرقة مكافحة الشغب الذين يبدو أنهم تفاجأوا بحركة زملائهم المتقاعدين، وخلال لحظات كان العسكريون قد وصلوا إلى البوابة الرئيسية والأخيرة التي تفصلهم عن حرم مبنى السرايا.

وبعد تزايد أعداد "المقتحمين" على خطين متوازيين، لجأت القوى الأمنية إلى خراطيم المياه محاولة إبعاد المتقدمين، بيد أن هؤلاء اعتلوا سيارة الاطفاء في محاولة لمنع مَن في داخلها مِن رشّ المياه، وعندها تدخلت عناصر من فرقة مكافحة الشغب وحصل هرج ومرج تخلله قذف السيارة بالحجارة وبعض العوائق الحديدية، ما أجبر سيارة الإطفاء على التراجع، وعندها أُطلقت قنبلة واحدة من الغاز المسيل للدموع، فيما واصل عسكريون متقاعدون قذف سيارة الاطفاء بالحجارة، وعندما باتت قرب النفق المؤدي إلى الإسكوا انهالت عليها الحجارة من جديد، وحمل أحد العسكريين المتقاعدين حاجزاً حديدياً ورماه نزولاً، ولكن لحسن الحظ لم يصب أحد. وفي هذا الوقت أصيب عسكريان جراء استخدام خراطيم المياه من مسافة أمتار قليلة جداً، ووصلت أحياناً إلى متر واحد، وكذلك أصيب أحد عناصر فرقة مكافحة الشغب، وعملت سيارات الإسعاف على نقلهم من ساحة المواجهة.

وفي هذه الأثناء استقدمت القوى الأمنية المزيد من التعزيزات وخصوصاً من الحرس الحكومي الذين شكّلوا حواجز بشرية من خمسة صفوف مدعّمين بعناصر من مكافحة الشغب التي فقدت حاجزها الأول وتراجعت إلى الحاجز الثاني والأخير، وجرت محاولات للتقدم بيد أنها أخفقت، وبعد نحو ساعة وصل طلب وزير الدفاع الياس بو صعب للاجتماع بوفد من العمداء المتقاعدين، وبالفعل نجح 3 منهم، وهم محمود طبيخ وسامي الرماح ومنير عقل، باجتياز الحاجز الأخير، ولكن سلمياً، ومن ثم عادوا وزفّوا البُشرى لرفاقهم، مؤكدين "عدم المساس بالرواتب والطبابة والتقديمات المدرسية".

وبعدها عاد الهدوء إلى الساحة وتفرّق المعتصمون، فيما عاد عدد منهم إلى الخيمة التي نصبوها قبل أيام قرب تمثال الرئيس الراحل رياض الصلح.

يُذكر أن الاعتصام الذي سبق المواجهات شارك فيه إلى هيئة التنسيق، رابطة موظفي الإدارة العامة والأساتذة، "دفاعاً عن الحقوق والمكتسبات"، وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومية.

وشدّدت الكلمات خلال الاعتصام على عدم المسّ بالرواتب والتقديمات، وكذلك الحصول على "الدرجات الستّ وإجبار المدارس الخاصة على الالتزام بها".

وتوعّد المعتصمون بالتصعيد والإضراب مجدداً، وكذلك الذهاب إلى الإضراب المفتوح في حال عدم الاستجابة لمطالبهم .

[email protected]

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم