ماغي بو غصن، في المرّة المقبلة كوني شريرة!
هذه سنة تأكيد المحاولة بالنسبة إلى #ماغي_بو_غصن. في "بروفا" ("أل بي سي آي")، أيضاً، تطلّ بالبراءة عينها وطيبة كلّ المسلسلات تقريباً. عمل يصلح للعرض عند السابعة مساء، لا يحتمل فلسفة، موضوعاته أكبر من المعالجة. تكتب يم مشهدي نصاً يحاول احتضان إشكاليات تفوق قدرته على التحمُّل، فيقف أمامها مُتفرّجاً. قوّته في بعض واقعيته ولعبة توزيع الأدوار. ليست بو غصن البطلة الوحيدة، ولا تدور حولها النجوم والكواكب. على العكس، تظهر كأي وجه جديد في المسلسل، لها مَشاهدها، والباقي ليس لها. عمل من النوعية الوسط، سلسٌ في مكان وتائه في آخر.
بو غصن في دور ليال، شخصية ترسّخ الانطباع بأنّها طوال الوقت رائعة والعالم في الخارج نذالات وبشاعة. ما تغيّر هذه السنة هو الجوّ. هنا عالم المراهقين، أو جانب منه أمام كاميرا رشا شربتجي، بصراعاته ومناكفاته وهرموناته المتقلّبة. المراهقون هم المسلسل، يُضاف إليهم حبّ مضطرب بين ثنائي متناقض، وصداقة رقيقة مع وسام صبّاغ. الخلطة جيدة، لكنّها تعاني الارتباك. كأنّها في وضعية Pause. تارة تُكمِل وتارة تعجز أمام الخطى المتقدّمة.
[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/BxU6Jcmn5_q/?utm_source=ig_web_copy_link]]
لم يبلغ العمل مرحلة "النفضة" في محطّة بو غصن الرمضانية. هو جانب جديد فحسب، متعلّق بعناوين اجتماعية شائكة كالتنمّر والمظاهر والخطر داخل جدران (بعض) المدارس. أما في الكاراكتير نفسه، فلا فوارق واضحة. لا تزال مؤطّرة بشخصية الشابة "على نيّاتها"، فيما الآخرون "خبزوا الحياة وعجنوها". شخصية محفوظة غيباً، وإن بدّلت المسلسلات والأسماء والأدوار. هي هكذا، بسيطة، بريئة، في داخلها طفلة لا تزال تبحث عن ملاعبها وألعابها والفراشات والضحكات. لم يكن رمضان 2019 محطة مفصلية، ومع ذلك، المسلسل كالاستراحة، لا يزعج.
لا شكّ في صفاء النيّة، فالعمل يحاول أن يقدّم موضوعاً مختلفاً عن سوريالية الجوّ المُسيطر. كلّ شيء يصبّ دفعة واحدة: العنصرية تجاه البشرة السمراء، الواتساب، المظاهر الغشّاشة، الـ Pub G، التحالفات ضمن الشلّة، الفوقية، وما يُهرَّب في المدارس. يمرّ المسلسل على الجرح مروراً عرضياً، تاركاً للمُشاهد إدراك ضرورة علاجه من تلقائه. لا يدّعي وصف الدواء ولا فتح جميع الدفاتر. عملٌ يكتفي بالسرد والعرض، لا يراهن على المفاجآت بقدر رهانه على الحقائق. أسهمه ترتفع كلّما لعب دور تلفزيون الواقع وعكس مشاهدات تحصل يومياً. الحبّ هنا ليس الحصان الرابح ولا البطل الذي لا يُقهَر. هو مُتمّم على مائدة من نوع آخر، وجباتها لمن هم دون سنّ الـ18.
أحمد فهمي عفويّ الأداء، إطلالته تترك بسمة. هو في شخصية ماجد محاكاة لزواج المصلحة وتعاسة الإحساس بالوحدة والوجود في اللحظة الخطأ. الجميع مشغول بهمومه، حتى الأهل وهم يخالون أنّ الأمور تحت السيطرة، والمدرسة وهي تعجز عن ضبط ما يدور في زواياها وحمّاماتها والملعب وخارج البوابة. عالمٌ لطالما كان الظنّ أنّ اقتحامه سهل، لتنكشف جدرانه العالية وازدحامه ودهاليزه.
حتى الآن، المسلسل "خفيف نظيف"، لا ينفخ بريشه ولا يكبّر رأسه. على ماغي بو غصن في المرة المقبلة التفكير بدور الشريرة.
[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/BxN_CcKhaR6/?utm_source=ig_web_copy_link]]
اقرأ للكاتبة أيضاً: "مسافة أمان": "بوكس" سوريّ على وجوه المسلسلات جميعها!
Twitter: @abdallah_fatima