الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

العالم العربيّ بين حراك شعبيّ حتميّ وتحوّل ديموقراطيّ عسير

الأب صلاح أبوجوده اليسوعي
Bookmark
العالم العربيّ بين حراك شعبيّ حتميّ وتحوّل ديموقراطيّ عسير
العالم العربيّ بين حراك شعبيّ حتميّ وتحوّل ديموقراطيّ عسير
A+ A-
"ثمّة ما هو أسوأ من الأفكار السيّئة التي تراود الإنسان، ألا وهو تقبُّل الأفكار الجاهزة. وثمّة ما هو أسوأ من روحٍ فاسدة، ألا وهو أن تكون روح الإنسان متعوِّدة"(شارل بيغي)تصطدم قابليّةُ عدوى الحراك الشعبيّ الجاري في كلٍّ من الجزائر والسودان حاليًّا، بحيث تعمّ باقي الدول العربيّة أو بعضها كما حصل في العام 2011، في نظر بعض المراقبين، بثلاثة عوائق أساسيّة، هي: أوّلاً، خصوصيّات المجتمعَين المعنيَّين وتحدّياتهما الداخليّة؛ وثانيًا، عدم قدرة البلدَين المذكورَين لأسباب تاريخيّة وجغرافيّة على التأثير سياسيًّا في الأوساط الشعبيّة العربيّة كافّة؛ وثالثًا والأهمّ، نتائج "الربيع العربيّ" الكارثيّة التي تتراوح بين حروب أهليّة اكتسبت أبعادًا إقليميّة ودوليّة، وأوضاع سياسيّة واقتصاديّة هشّة، وعودة الأنظمة التسلطيّة. واللافت أنّ إعلام الدول العربيّة التسلطيّة يوظِّف هذه العوائق على طريقته لإقصاء كلّ تأثير ممكن للحراك الجزائريّ والسودانيّ في الأوساط الشعبيّة العربيّة. وفي المقابل، ثمّة مَن يحبّذ قابليّة العدوى، وإن كان يتّخذ موقف الحذر والتعقّل منطقيًّا حيالها. ذلك أنّه يجب التفريق في الحراك الشعبيّ بين إمكانيّة حصوله وأهدافه. فالإمكانيّة متوافرة بوضوح؛ وبالتالي، فقابليّة العدوى واردة بقوّة؛ أمّا الأهداف فمسألة أخرى. ومن الضروريّ التفريق بين الأمرَين بغية فهم الواقع وتحدّياته فهمًا أعمق.في ما خصّ قابليّة العدوى، أوّلاً، يكشف انطلاق الحراك الشعبيّ في كلٍّ من الجزائر والسودان، بالرغم من أهوال نتائج "الربيع العربيّ"، عن قناعة راسخة في أذهان المواطنين، تقول بعدم إمكانيّة تحمّل بقاء النظام القديم، وبعدم إمكانيّة إصلاحه. وتتّضح هذه القناعة في إصرار الحراك الثابت في البلدَين المذكورَين على إسقاط النظامَين القديمَين بالكامل، وإقصاء جميع رموزهما عن المشهد السياسيّ بدون استثناء. ويمكن تعميم هذه القناعة على البلدان العربيّة بالنظر إلى العناصر المشتركة التي تميّز الأنظمة القديمة، وإن اختلفت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم