الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو: صفير عاد إلى عرينه في بكركي محمولاً على الأكتاف كعريس الكنيسة المارونية

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
بالفيديو: صفير عاد إلى عرينه في بكركي محمولاً على الأكتاف كعريس الكنيسة المارونية
بالفيديو: صفير عاد إلى عرينه في بكركي محمولاً على الأكتاف كعريس الكنيسة المارونية
A+ A-

عاد مثلّث الرحمة مار نصرالله بطرس صفير إلى كنيسة سيدة الانتقال، المكان الأحبّ إلى قلبه في بكركي بعد وادي القديسين، حيث كان يجول وترافقه روح البطاركة والكهنة الذين حفروا بإيمانهم الصخور وحوّلوها إلى بيوت لله. دموع امتزجت بالبسمة ونثر الأرز ّوالورود على عريس الكنيسة المارونية الذي عاش على خطى المسيح. البطريرك السادس السبعون الذي غادرنا في الشهر المريمي، وصل إلى مدخل الصرح البطريركي وسط موكب مهيب من الجيش والقوى الأمنية والشخصيات السياسية والكنسية التي رافقته في مسيرته الأخيرة من الأشرفية إلى بكركي. رائحة البخور عبقت في أجواء بكركي منذ الصباح لتعلن قرب وصول مثلث الرحمة الذي عبق إيمانه وحبه للمسيح وللبنان في العالم كله، وبات اسمه مرتبطاً بالحرية والسيادة، وبالصمود والتواضع.

منذ ساعات الصباح استُهلت الصلوات في الصرح البطريركي، على وقع الأناشيد الدينية. ووسط إجراءات أمنية مشدّدة على طول الطريق المؤدية إلى بكركي وصولاً إلى الصرح البطريركي، توافد المؤمنون وتلامذة من المدارس الكاثوليكية والكهنة والراهبات والشخصيات السياسية من جميع المناطق اللبنانية، ومن جميع الطوائف، وانتظروا وصول الجثمان. عيون شاخصة إلى المدخل لاستقبال مَن غادرهم، مَن كان يُشغِل الداخل والخارج بكلمة واحدة تخرج من فمه. ولحظة وصول الجثمان قرعت أجراس الحزن في كنيسة الصرح، وكان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يتقدم حشداً كبيراً من الكهنة والمطارنة لمرافقة جثمان البطريرك صفير إلى داخل كنيسة الصرح. حُملَ النعش الذي يعتليه رأس البطريرك الراحل الشاخص كالرمح كما كان في حياته،  على الاكتاف مزنراً بالبخور والورود وحبات الأرز التي نثرت عليه، ومشى الجثمان مشواره الأخير إلى كنيسة الصرح فيما عزفت موسيقى قوى الامن الداخلي موسيقى الحزن والتعظيم والنشيد الوطني. كتف إلى كتف كما أراد البطريرك الراحل أن يجمع رعيته في أصعب أيام الحرب الأليمة، ساروا به إلى الكنيسة التي استقبلته بحجارتها التي اعتادت على صلاته النابعة من قلب لم يعرف إلا الحب والمغفرة. وتقدّم الجثمان خدّامٌ يحملون صليب البطريرك الراحل الذي كان يبارك به المؤمنين، وعصاته التي كان يحملها كراع صالح قاد سفنيته إلى برّ الأمان. سُجِّي الجثمان في وسط الكنيسة بلباسه الكنسي الأبيض والأحمر، وبدأ القداس الأول عن راحة نفسه بمشاركة المؤمنين الذين كانوا يدخلون لإلقاء النظرة الأخيرة. وستسمر القداديس والصلوات حتى منتصف الليل، على أن تستأنف صباح الغد حتى الساعة الثانية من بعد الظهر. وتواصل توافد الشخصيات والمؤمنين لتقديم العزاء للبطريرك الراعي ولتوديع البطريرك الراحل والصلاة أمام جثمانه في الكنيسة.

الخازن والجراح وعقيص: خسرنا قامة وطنية كبيرة

النائب فريد هيكل الخازن الذي يُعتبر وفق التقاليد من حُماة بكركي، قال لـ"النهار" عقب القداس الاول في بكركي: "برحيل البطريرك صفير خسرنا مجموعة قيم روحية وإنسانية وهو أفضل مَن حمل رسالة الكنيسة المارونية التي تهدف الى وحدة لبنان واستقلاله، وهو من أعظم البطاركة الذين رفعوا راية حماية لبنان، كبيت الخازن خسرنا ابن كسروان الصلب، وكلنا أمل ان يحمل البطريرك الراعي الشعلة بالايمان والصلابة ذاتهما، وفي التقاليد نحن حماة بكركي ونحرسها في انتخاب البطاركة وفي وفاتهم، وسنحافظ على هذا التاريخ العريق، ولهذا واكبنا الجثمان من الاشرفية الى بكركي وسنحرص ان يكون دفناً مهيباً يخلد اسم البطريرك في مماته كما كان في حياته".



بدوره، قال وزير الإعلام جمال الجراح لـ"النهار" عقب تقديم واجب العزاء :"خسرنا قامة وطنية واستقلالية طبعت تاريخ لبنان في مسيرة بناء الدولة والمؤسسات، وكان رحمه الله العمود الفقري في عملية ولادة الاستقلال الثاني، طبعاً رحيله خسارة كبيرة على أن يستكمل البطريرك الراعي المسيرة المشرقة لكل اللبنانيين ولمصلحة كل لبنان".

النائب جورج عقيص الذي رافق أيضاً الجثمان من الاشرفية الى بكركي، أكد لـ"النهار" أن "التظاهرة العفوية التي قام به المواطنون لوداع البطريرك هي دليل على تقديس اللبنانيين الاشخاص الوطنيين والمتواضعين،  وأنهم أبناء رجاء، فالبطريرك صفير ليس للمسيحيين فقط بل لكل لبنان، ونحن كقوات لبنانية ندين بالوفاء لهذا الرجل الذي وقف الى جانبنا أيام الوصاية والاعتقال والاضطهاد، وكان النقطة التي تحفر الصخر".




الاستعدادات اللوجستية اكتملت

وفي ما خصّ الاستعدادات لمراسم الدفن، كل شيء أصبح جاهزاً في باحة الصرح البطريركي، التي أشرف عليها مسؤول الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض. ووُضعت منصة كبيرة للمذبح مقابلة للمدخل الداخلي للصرح حيث سيسجّى الجثمان في وسطها أمام المذبح خلال مراسم الدفن. ونشرت الكراسي في باحة الصرح والكنيسة الخارجية للصرح حيث سيجلس المشاركون في المراسم الوداعية. وتقوم مجموعة كبيرة من اللوجستيين كخلية نحل على تنظيم دخول وخروج المشاركين، إضافة الى الإجراءات الأمنية المشددة للقوى الأمنية والجيش اللبناني.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم