الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

يازجي اختتم جولته العكارية في شدرا: عكار تحمل الإيمان الأرثوذكسي والأصالة

المصدر: عكار - النهار
ميشال حلاق
يازجي اختتم جولته العكارية في شدرا: عكار تحمل الإيمان الأرثوذكسي والأصالة
يازجي اختتم جولته العكارية في شدرا: عكار تحمل الإيمان الأرثوذكسي والأصالة
A+ A-

إختتم بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، جولته الرعوية العكارية، التي استمرت على مدى 8 أيام، بدعوة من راعي ابرشية عكار الأرثوذكسية المتروبوليت باسيليوس منصور، بزيارة بلدة شدرا الحدودية، يرافقه منصور وعدد من مطارنة الكرسي الأنطاكي وكهنة الرعايا، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد مشال عون النائب أسعد درغام، النائبين هادي حبيش ووهبي قاطيشا، الوزير السابق يعقوب الصراف، النائب السابق نضال طعمة، قيادات عسكرية وأمنية وفاعليات من مختلف القرى والبلدات المجاورة.



وكان في استقبالهم عند مدخل البلدة رئيس البلدية سيمون حنا وأعضاء المجلس البلدي، كاهن الرعية الأب يعقوب جبر ومجلس الرعية، ومخاتير وفاعليات البلدة، وحشد كبير من الأهالي الذين رفعوا صورا لليازجي ومنصور.

وفور وصوله وضع يازجي يرافقه حنا، إكليلا من الزهر، عند نصب شهداء شدرا في الجيش، ليضع تاليا، حجر الأساس لحديقة شدرا العامة، في الباحة الخارجية لقصر عطية الجبور البلدي.

ثم انتقل يازجي إلى دير مار يعقوب قيد الإنشاء، وكان في استقباله المسؤول عن الدير الشماس جوزيف جبر، الذي قدم شرحا عن الدير ومراحل بنائه، وما أنجز حتى الآن، وتسلم إنجيلا مقدسا من يازجي.

بعد ذلك، كانت مسيرة صلاة، رددت خلالها الصلوات والتراتيل الفصحية، وصولا إلى باحة كنيسة مار إلياس الغيور، حيث أقام يازجي صلاة الشكر.




جبر

وبعد الصلاة، ألقى الأب جبر كلمة، رحب فيها ب"البطريرك يازجي والحضور والفاعليات المشاركة"، وقال: "اليوم يا صاحب الغبطة، ليس يوما عاديا في شدرا. لأنه من اليوم وصاعدا، سنتذكر أن الحادي عشر من شهر أيار، هو يوم تاريخي يؤرخ لزيارة أول بطريرك لكنيستنا، تعطينا يا صاحب الغبطة الثبات وأبناء شدرا حملوا سعف النخيل فرحين بقدوم أبيهم إليهم. قلبنا مطمئن لأن أبناء أنطاكية تحت رعايتكم وإشرافكم".

وختم "سيبقى هذا اليوم مطبوعا في ذاكرتنا، عرفان جميل لكم. ونحن لا ننسى أبانا وراعينا باسيليوس منصور، الذي بذل ويبذل ما بوسعه، من أجل إنجاح هذه الزيارة".

حنا

وألقى رئيس البلدية كلمة، توجه فيها إلى يازجي بالقول: "أبانا غبطة البطريرك، أيها الراعي الصالح الآتي باسم الرب، شدرا بكل أبنائها يغمرهم الفرح، بأن ختام جولتكم الرعوية لعكار، في هذه البلدة الوادعة على حدود الوطن، كم نحن محظوظون بوجودكم بيننا، ومتلفهون لبركتكم السلامية، بحضور سيادة الميتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام، والمطارنة والكهنة الأجلاء".

أضاف: "أهلا بكم في بلدتنا المتواضعة الحالمة بقدومكم المبارك، الذي سيزيدنا إيمانا، ومحطة سنذكرها ما حيينا. واعلم يا صاحب الغبطة، بأن هذه اللحظات العظيمة سنتركها إرثا جميلا مباركا لأجيالنا القادمة... فباسم المجلس البلدي وأهلنا في البلدة، أرحب بكم أجمل ترحيب، ونشكر الله بأننا من هذا الجيل، الذي واكب زيارتكم لبلدتنا ومنطقتنا...فلكم كل الشكر".


وتابع: "صاحب الغبطة، لقد عاينتم خلال جولتكم الرعاوية مدى الإهمال اللاحق بمنطقتنا البعيدة، منذ عهود، عن مركز القرار، وإننا نتطلع في هذا العهد الكريم، عهد بي الكل فخامة الرئيس العماد عون، إلى أن تحظى عكار بما تستحقه من مشاريع تنموية، هي التي تتميز بمقومات طبيعية وسياحية واقتصادية هامة، ونتطلع إلى أن تحتل مكانها، كالقلب النابض إلى شمال الصدر، وأن تحظى بالعناية التي تستحق، وكلنا أمل بأنكم ستقفون إلى جانب أهلها لرفع حال الحرمان عنها".

وأردف: "وإننا نغتنمها فرصة أيضا، في حضور سيادة المتروبوليت الحبيب باسيليوس منصور، الذي له أياد بيضاء وإنجازات مشهودة، تستحق منا جميعا كل ثناء، ونحن نشهد كما شهدتم، على مدى النجاح الذي تحققه المدرسة الوطنية الأرثوذكسية، ونحلم بإنشاء فرع لها في بلدتنا، التي هي من كبريات البلدات الأرثوذكسية في عكار، فأولادنا يستحقون اكتساب خبرات هذا التألق".

وختم "صاحب الغبطة، أنتم بالكلمة التي تنطقون، تكرسون قيم التآخي وقيم السماحة، وما أحوجنا اليوم، في عكار، كما في كل لبنان، إلى الخطاب الروحي الهادف والملتزم القيم الروحية. عكار هذه المحافظة الفتية تكبر بمحبتكم، يا صاحب الغبطة، وتحتاج مؤازرتكم والتوصية بها في مراكز القرار، وأهالي عكار وشدرا، يرحبون بكم، لأنهم يؤمنون بأن خطى المبشرين، تحمل السلام الحقيقي للشعوب".

الديب

وألقى الدكتور نعمة الديب، كلمة رعية بلدة شدرا، فقال: "صاحب الغبطة، إنه لكسب روحي ومعنوي وفكري كبير! وإنه لشرف عظيم! أن يتحلق جمهورنا، حول صاحب الغبطة، حامل الوديعة الإنطاكية المقدسة، بكل ثقة وأمانة ومسؤولية، منذ تسلمه السدة البطريركية".

أضاف: "بقدومكم إلينا في هذه الأمسية السعيدة، تتألق بلدتنا شدرا، فرحا وابتهاجا، ومعكم يا صاحب الغبطة، نستحضر صفحات روحية وتاريخية مشرقة، من تاريخ شدرا Chadrah، أكسبتنا التجذر في الأرض، والتعلق بالهوية المسيحية والعربية، على مر العصور والأزمان".

وختم "إذا كانت عكار تعاني الحرمان المزمن، من إقامة المؤسسات والمشاريع الإنمائية والعمرانية، بيد أنها تغتني روحيا وإنسانيا، بفضل رعاة الأبرشية والكهنة والشمامسة وجمهور العلمانيين المؤمنين...فرعيتنا المحروسة من الله، على تواصل وتعاون دائمين مع صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس منصور، منذ تسلمه الأمانة، خلفا للمثلث الرحمات المطران بولس بندلي. فصاحب السيادة السامي الاحترام، لاهوتي قدير، وكاتب مبدع وعمراني وإنمائي من الطراز الرفيع، مما جعل أبرشيتنا ورعيتنا تعانقان النمو الرعائي والإنساني والروحي في أبهى تجلياته وازدهاره".

قاطيشا

بدوره، قال قاطيشا: "غبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى، سيادة المطران باسيليوس منصور الكلي الاحترام، زملائي وأصدقائي النواب الكليي السعادة، أيها الأخوة الأحباء: شدرا اليوم مغتبطة جدا، وسرورها عظيم، باستقبال رسول بولس الرسول في ديارها".

أضاف: "زيارتكم غبطة البطريرك، تزيدها رسوخا بإيمانها برسالة سيدنا يسوع المسيح، القائمة على التضحية بالذات، من أجل إنقاذ الآخرين من الخطيئة، على نشر رسالة المحبة والسلام والتآخي، وما تشهده اليوم غبطتك من تنوع في الحضور، ليس سوى إثبات لرسالة المحبة، التي نعمل على نشرها، فوق ربوع وطننا. هذا الجمع المتنوع كباقة الزهور، ليس سوى نموذج عن لبنان كله".

وختم "نشكرك سيدنا على ختام زيارتك لعكار في شدرا، إذ جعلتنا نستذكر سيدنا يسوع المسيح، في أولى عجائبه في عرس قانا الجليل، عندما ترك الخمرة الجيدة لنهاية الاحتفال؛ فشكرا لأنك تركت لشدرا، أطيب البركات في نهاية جولتك الرعوية".

ثم قدم قاطيشا ليازجي هدية تذكارية، متمنيا عليه "الصلاة دائما لعكار، وأهلها لنشر المحبة والسلام".

يازجي

من جهته، شكر يازجي "الرب من أعماق قلبي على هذه الأيام، التي قضيتها معكم في عكار. عكار هي في قلب الكنيسة الأنطاكية، وإن كانت في الشمال اللبناني، فهي في قلب لبنان. سررت بوجودي معكم في شدرا، وما يسمع من كلمات طيبة تنبع من القلب. نشكر الرب أننا رأينا وجوه إخوتنا في عكار. رأينا الوجوه المبتسمة".

وقال: "نعم وعندما نتحدث عن شدرا، نتحدث عن الإيمان الأرثوذكسي والأصالة، وهذا ما تحمله عكار في بلداتها. ونتوجه بالتهنئة لإخوتنا في شهر رمضان".

أضاف: "كنيستكم الأنطاكية هي كنيسة ضاربة في التاريخ، استمدت إيمانها من القديسين. نحن هنا، حيث أراد الرب، أن نكون في هذه الديار، رغم وعورة الدرب في هذه الأيام".

وأردف: "نحن فخورون بعكار وبشدرا، وما شاهدت في عكار، هو شهادة في نفوس أبناء عكار وشدرا. وبمقدار ما نكون متحابين، بمقدار ما نؤدي رسالتنا بمحبة".

ودعا للمطران منصور ب"الصحة والعمر الطويل"، آملا أن "يكون دير مار بعقوب نموذحا يرى خلاله المؤمن وجه يسوع".

وختم: "اترك عكار وعكار في قلبي وقلب الكرسي الأنطاكي وقلب راعي الأبرشية. وكل ما قمنا به هو لمجد الله".

ثم قدم يازجي إنجيلا مقدسا للكنيسة، كما تسلم هدايا كنسية ورمزية من رئيس البلدية ومن مجلس الرعية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم