السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

نفايات الأقضية تقلق طرابلس وعكار

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
A+ A-

منذ إقفال مكب عدوي في نيسان الماضي وبلديات الأقضية الشمالية التي كانت تنقل اليه نفاياتها اليومية ضائعة خصوصاً أنها حتى الساعة لم تجد البديل رغم الاجتماعات المتتالية مع المحافظ رمزي نهرا ورغم الدعوات والعمل الجاد للفرز من المصدر الذي بات ضرورة ملحة وحاجة اساسية يزداد تجاوب المواطنين معها يوما بعد آخر.

المكب هذا كان يستقبل يومياً بين 300 و400 طن من النفايات تطمر عشوائياً الى أن قرّر صاحب أرض المكب مصطفى سيف إقفاله بعد تراكم مستحقاته على البلديات إلى نحو 700 مليون ليرة منذ حوالى سنة، بالتزامن مع احتجاز عائدات البلديات من الصندوق البلدي المستقل في وزارة المالية. إقفال المكب البالغة مساحته 500 ألف متر مربع تسبّب بأزمة بيئية لبلديات المنية والضنية وزغرتا وأنفة والكورة، وبشري وأدى إلى تراكم النفايات في الشوارع، فيما عادت بعض البلدات إلى اعتماد الحرق للتخلص من نفاياتها.

البحث عن مكبات بديلة لم يثمر إيجاباً حتى الساعة وكانت آخر المحاولات في اراض بور قرب دير بكفتين في الكوره رفضته بلدية طرابلس والاهالي خوفاً من تأثيره

"على صحة وسلامة أهلنا في طرابلس"، وأصدرت البلدية بياناً وفيه:

"تداولت بعض مواقع التواصل خبراً عن بدء العمل بإعداد وتسوية أرض لتكون مكباً للنفايات على تلة دير بكفتين وهي تابعة للدير، بأمر من رئيس بلدية بكفتين، وتطل قطعة الأرض على مدينة طرابلس من الجهة الشمالية والغربية، ومساحتها 100000 متر مربع، وهي ملاصقة لزيتون أبي سمراء، وتطل على زغرتا من الجهة الشرقية، وعلى الكورة من الجهة الجنوبية، ويقال إن المكب موقت ريثما يتفق على الحل النهائي للنفايات.

توضح بلدية طرابلس أنها سترسل فريقاً هندسياً مع دورية من شرطة البلدية للتأكد من أن العقار المعني خارج النطاق العقاري لمدينة طرابلس، وإذا اتضح انه في النطاق العقاري لطرابلس ستعمد الدورية إلى إيقاف العمل بالمكب.



ويهمنا التأكيد على "ضرورة أن تتم معالجة النفايات بهذا المكب بطرق بيئية، وتالياً لن نسمح بأن يؤثر هذا المكب على صحة وسلامة أهلنا في طرابلس. مع عودة الحديث عن أزمة نفايات في البلد، عادت بعض البلديات الى سيناريو نقل نفاياتها عبر شاحنات الى المناطق البعيدة ولا سيما في الشمال وعكار".

قبل ايام استفاق أهل بلدة فنيدق في عكار على مشهد النفايات المرمية في غابة القموعة وتبين من خلال ايصال كهرباء انها تعود لمنطقة زغرتا. سارع الناشطون في المنطقة الى مناشدة وزير البيئة سليم جريصاتي ودعوه الى التحرك للجم هذه الظاهرة.

وأصدر اتحاد بلديات قضاء زغرتا بيان عقب ذلك وفيه:

"إن اتحاد بلديات قضاء رغرتا لطالما كان شديد الحرص للحفاظ على البيئة ومعالجة مشاكلها، وقد بادر الى إطلاق حملات عدة آخرها عملية الفرز من المصدر منذ اكثر من سنتين ونشر التوعية حول كيفية التعامل مع النفايات.

من هذا المنطلق فإننا نرفض تماماً أن يصار الى رمي النفايات عشوائياً ونؤيد الناشطين البيئيين في تحركاتهم تجاه الحفاظ على موقع فنيدق وغيرها من المواقع الطبيعية.

ونحن اذ نستنكر ما حصل، نلفت الى اننا لا نقبل لغيرنا ما نرفضه عندنا، كما اننا ضد خلق مكبات عشوائية بل نسعى مع رؤساء اتحادات الاقضية المجاورة لايجاد حل جذري وصحي وقانوني لمشكلة النفايات.



وان اتحاد بلديات قضاء زغرتا يلفت الى انه كان سارع الى وضع هذا الرقم 03/036070 بتصرف كافة المواطنين للتواصل والابلاغ عن اي شكوى من هذا النوع من اجل التنسيق ومنع استحداث مكبات عشوائية سواء في قضاء زغرتا او خارجه".


ومن عكار الى طرابلس حيث وصلت الى المدينة شاحنات محملة بالنفايات لرميها في احدى البؤر، ولكن بعض الناشطين في المجتمع المدني عمدوا الى اعادة تفعيل ما يسمى "حراس المدينة" وهي مجموعة من الناشطين عملت قبل سنتين مع اشتداد أزمة النفايات ونقلها الى مناطق بعيدة من جبل لبنان وبيروت، فعملوا على ايقاف الشاحنات واعادتها الى مصدرها، وتوزعوا على مجموعات تشرف على مداخل طرابلس مهمتهم رصد الشاحنات وايقافها ويعملون بمسمى "حراس المدينة" الذين عادوا الى "خدمة" مدينتهم ونظموا مجموعات تتناوب ليلاً لمنع دخول اي شاحنة محملة بالنفايات الى طرابلس بعدما ثبت لديهم ان نفايات من خارج المدينة ولا سيما من شكا تهرب الى مكب المدينة الذي اصبح جبلاً من النفايات ولم يعد يستوعب المزيد بانتظار العمل بالمكب الجديد الذي يقام بجانب القديم.

وبالانتظار منظر النفايات المكدسة في الشوارع وقرب المستوعبات يزيد القرف والروائح الكريهة المنبعثة منها تزكم الانوف بدل ان كانت تزكمها في مثل هذه الايام رائحة الوزال الزكية التفتح في الجرود والناشر عطره وعبيره الى السواحل؛ وشتان ما بين الرائحتين واهلاً وسهلاً بكم صيفاً في لبنان!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم