السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الاحتباس الحراري يجعل الأغنياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقراً!

جاد محيدلي
الاحتباس الحراري يجعل الأغنياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقراً!
الاحتباس الحراري يجعل الأغنياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقراً!
A+ A-

يعاني العالم كله من ارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي المتطرف الذي يؤدي إلى حصول كوارث طبيعية، وتوجد دراسات عديدة حول هذا الموضوع، إلا أن دراسة جديدة أفادت بأن التغير المناخي أدى على مدار نصف القرن الماضي إلى تفاقم التفاوت بين دول العالم، إذ عرقل النمو في البلدان الأكثر فقراً، بينما أدى على الأرجح إلى زيادة معدلات الرفاهية في بعض من أكثر دول العالم ثراء. وفي هذا الإطار، أشار باحثون في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأميركية في هذه الدراسة إلى أن نسبة الفجوة بين الدول الأشد فقراً وتلك الأكثر ثراء، تزيد الآن بنسبة 25٪ عما كانت ستصبح عليه، إذا لم تشهد الأرض ظاهرة الاحتباس الحراري. وتعتبر الدول الأفريقية الواقعة على خطوط العرض الاستوائية الأكثر تضرراً، إذ إن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في دول مثل موريتانيا والنيجر، يقلّ بنسبة 40٪ مما كان يُفترض أن يصبح عليه، إذا لم تكن درجات الحرارة قد ارتفعت بمعدلاتها الحالية. 

وبحسب BBC، أشارت الدراسة إلى أن الاحتباس الحراري يُسهم على الأرجح في زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الكثير من الدول الغنية، ومن بينها بعض من البلدان الأكثر تسبباً في انبعاث ما يُعرف بالغازات الدفيئة المُسببة لهذه الظاهرة. مارشال برك، معدّ الدراسة، من قسم علوم نظام الأرض في جامعة ستانفورد، أمضى أعواماً طويلة يحلل العلاقة بين درجات الحرارة والتقلبات الاقتصادية التي شهدتها 165 دولة من دول العالم، في الفترة ما بين عامي 1961 و2010. واستخدمت الدراسة أكثر من 20 نموذجاً مناخياً لتحديد مقدار ارتفاع درجة الحرارة الذي شهدته كل دولة بسبب تغير المناخ. وأظهر برك أن النمو تسارع في الدول ذات الطقس البارد في السنوات التي كانت فيها درجات الحرارة أعلى من المتوسط، بينما انخفض في البلدان التي يسودها طقس حارّ. ويقول إن البيانات المأخوذة على مدار فترات مختلفة من التاريخ تُظهر بوضوح أن الأراضي الزراعية تكون "أكثر إنتاجية، وأن الناس يصبحون أكثر صحة، وأن مستوى إنتاجيتنا يزيد بشكل عام في أماكن العمل"، عندما تتسم درجة الحرارة بالاعتدال في ارتفاعها أو انخفاضها، أي عندما لا تكون باردة بشدة أو حارة للغاية. ويشير إلى أن الدول التي يسودها طقس بارد جنت "فوائد ارتفاع درجة الحرارة" على وجه الأرض. أما نظيراتها ذات الطقس الحارّ، فقد أُنزِلَت بها "عقوبة الاحترار"، بفعل ما أدى إليه ارتفاع درجات الحرارة، من جعلها بعيدة من أن تنعم بدرجة الحرارة المثلى بالنسبة لها.

وبحسب الدراسة، شهدت الفترة بين عامي 1961 و2010، معاناة كل الدول الـ18 التي كانت الانبعاثات الكربونية منها تقلّ عن معدل 10 أطنان من ثاني أكسيد الكربون لكل فرد (9 أطنان تحديداً)، من التأثيرات السلبية الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، وذلك من خلال انخفاض نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل في متوسطها إلى 27٪ مقارنة بما كان يفترض أن يكون عليه الحال، إذا لم تزد درجة الحرارة بالمعدلات السائدة في الوقت الراهن. وعلى النقيض من ذلك، فإن 14 من الدول الـ19 التي زادت الانبعاثات الإجمالية التراكمية منها على 300 طن من ثاني أكسيد الكربون لكل فرد (272 طناً بالتحديد) استفادت من الاحتباس الحراري بزيادة قدرها في المتوسط 13٪ في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. وتقول الدراسة إن الأمر لا يقتصر على عدم مشاركة الدول الفقيرة في اغتنام الفوائد الكاملة الناجمة عن استهلاك الطاقة فحسب، بل إن الكثير منها أصبحت أكثر فقراً - نسبياً - بفعل استهلاك البلدان الثرية للطاقة. تغير المناخ لا يفيد أحداً على المدى البعيد، لكنه في الوقت الحالي يجعل الدول الغنية أكثر ثراء والفقيرة اكثر فقراً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم