الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

على مشايخ "الصحوة" إصلاح ما أفسدوه

فيصل. ج. عباس- رئيس تحرير عرب نيوز
على مشايخ "الصحوة" إصلاح ما أفسدوه
على مشايخ "الصحوة" إصلاح ما أفسدوه
A+ A-



كان الاعتذار العلني الذي بث على قناة روتانا خليجية هذا الأسبوع لرجل الدين السعودي #عائض_القرني عن المخالفات التي ارتكبها مشايخ حركة "الصحوة" هاماً وموضع ترحيب كبير. ومع ذلك، يبقى الاعتذار غير كاف لإصلاح الضرر الناجم عن الأفكار المتطرفة التي نشرها الصحويون على نطاق واسع.

وكانت "عرب نيوز" السعودية بدأت منذ شهر آذار حملة لتسليط الضوء على "دعاة الكراهية". وتناولنا في كل أسبوع سير رجال دين مثيرين للجدل من مختلف المذاهب، وكشفنا تأثيرهم الخبيث على من يتبعهم. وما يشترك فيه هؤلاء الدعاة هو أنهم استخدموا الدين، سواء كان ذلك الإسلام أو اليهودية أو المسيحية، للتلاعب بالعقول والتحريض على العنف.


لذلك فلم يكن من المفاجئ أن تتضمن سلسلتنا الأولى ـ والتي اختتمت الأحد الماضي بملف عن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي ـ لشخصيتين بارزتين من حركة الصحوة هما: سلمان العودة وسفر الحوالي.


كان إعداد فريقنا لملفي هذين الرجلين بسيطاً ومعقدًا في آن معاً. صعباً، لأنهما أوهما على مدى عقود من الزمان الملايين بأنهما من حماة الإسلام. لكن الحقيقة، بالطبع، هي أنه لم يلحق شيء الضرر بديننا أكثر من التطرف والكراهية اللذين كانا ينشرانهما.

لكن البحث في سيرهما كان بسيطاً أيضًا بسبب النجومية التي كان هذان الداعيتان يتمتعان بها، ولا سيما سلمان العودة. فقد كان حبهما للشهرة يعني أن معظم الفتاوى والمقاطع والخطب التي تم جمعها وتوثيقها كانت متاحة بسهولة على حساباتهما الموثقة على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الإلكترونية الخاصة بهما.

ومن باب المهنية وإعطاء الصورة كاملة، حرصنا أيضًا على توثيق التراجعات والانعطافات التي قام بها بعض رجال الدين هؤلاء، أو بدا أنهم يقومون بها. فالكثير من هؤلاء الدعاة هم مثل الحرباء، يغيرون خطابهم ليناسب الأوقات والظروف السياسية المختلفة، وخاصة بعد هجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة وعندما ضرب الإرهاب السعودية. لكن الكثير من التطرف الذي نشروه لا يزال موجوداً، ولا تزال مصداقية تراجعاتهم موضع شك. على سبيل المثال، إذا كان سلمان العودة قد تخلى فعلاً عن ماضيه، فلماذا احتفظ بفتاواه المثيرة للجدل على موقعه الرسمي على الإنترنت؟

وفي هذا المنعطف المهم في تاريخ #السعودية وتطورها، وفيما أعلنت القيادة التزامها بإعادة الوطن إلى الإسلام المعتدل، لا يوجد مجال لأنصاف الحلول أو الجهود غير الصادقة لمواجهة الأفكار المتطرفة.

وفيما تعمل المملكة على تمكين المرأة، وتعيد التواصل مع الأديان الأخرى، وتحتضن الفن والموسيقى والترفيه، فإن على رجال الدين الذين شجبوا كل تلك الأمور في السابق اتخاذ موقف حازم وواضح، وذلك لإعادة تفسير الإسلام وعرضه بالشكل المتسامح الذي يفترض أساساً أن يكون عليه.

هذا مهم، ليس فقط للسعودية، ولكن للعالم الإسلامي بأسره، الذي سيسعى دائماً للحصول على التوجيه والإرشاد من أرض الحرمين الشريفين.

بناء عليه، فإن الاعتراف بالأخطاء الماضية، كما فعل عائض القرني، يمكن اعتباره شجاعة؛ لكن يجب أن نكون واضحين أيضًا أن هذه ليست نهاية التصحيح الضروري للمسار، فهذه هي البداية فقط!

*مترجم عن صحيفة عرب نيوز السعودية الصادرة بالإنكليزية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم