الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

من مدينة الازهر والمزاهر

سمير عطاالله
Bookmark
من مدينة الازهر والمزاهر
من مدينة الازهر والمزاهر
A+ A-
من مصر، يبدوالعالم العربي أكثر بانورامية. وأكثر تاريخية وعمقاً. فهي شريك أول في صناعة الحدث والمصير والمتغيرات. وقد حاولت مصر الحديثة الابتعاد قدر الامكان عن استقطابات المنطقة، لكن قدرها الجغرافي والتاريخي أكبر منها. تجمُّع بشري هائل على مفترق أفريقيا وآسيا. بقعة استراتيجية كبرى بين المتوسط والبحر الأحمر. ومن حولها براكين، وفي قلبها تيار الأخوان وجدار السلفيين. حدود مع ليبيا، وحدود مع السودان، وامتداد في الجزائر، وحدود مع الجزء اللاهب من فلسطين المحترقة. وعالم عربي مضطرب تحيط به ثلاث قوى اقليمية متغطرسة وعدائية وتوسعية: واحدة تدعي حقوقها عليه من أيام التوراة ويشوع بن نون، الذي اوقف الشمس باشارة من يده، وواحدة من أيام كسرى أنو شروان، وواحدة من أيام الباب العالي.وهناك من هو أعلى من الجميع وأعظم وأكثر أحقية في التدخل وطلب النفوذ: الدولة القطرية العظمى، التي تفوز على بريطانيا في استضافة الدورة الاولمبية، و "يتوسط" وزير خارجيتها بين اسرائيل وبيننا في حرب 2006، وتستضيف عاصمتها جميع أشاوس لبنان وفرسانه وكراماته كي لا يفترسوا بعضهم البعض، وترسل طياريها للقتال في ليبيا، وتهدد وحدة مجلس التعاون منذ ثلاثين عاماً، وتُحلّ "الجزيرة" من الدوحة محل "صوت العرب" من القاهرة.عندما تتأمل هذا المشهد "المعاكس" من القاهرة وهضبة الاهرام والنيل وميدان التحرير و 25 مليوناً ومقر الجامعة العربية، لا بد أن يكون الأمر مقلقاً. ومن حول مصر تحولات ربما كانت مدخلاً إلى متغير أساسي في شكل العالم العربي: سقوط النظام العسكري الاسلامي في السودان، مقابل سقوط الحركات الاسلامية وقيام نظام شبه عسكري في ليبيا، وسقوط وانتهاء نظام المنة في الجزائر: فإن كنت قد حاربت من أجل استقلال البلاد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم