الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حذار الفلتان المالي والسوق السوداء

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
حذار الفلتان المالي والسوق السوداء
حذار الفلتان المالي والسوق السوداء
A+ A-

بدأت المصارف تقنين السحب النقدي من أجهزة الصرف الآلي لجهة المبالغ المسموح سحبها، ولجهة عدد العمليات على البطاقة، بحيث لا تتجاوز المبالغ النقدية المسحوبة ألف دولار أميركي في اليوم الواحد أو ما يوازيها بالليرة. إجراء وقائي بدأت المصارف تتبعه في العديد من المناطق جراء استمرار إضراب موظفي مصرف لبنان، ممّا حدّ من كميات السيولة المتوفرة .

ظاهرة تهدف - كما قال أحد الخبراء الاقتصاديين في الشمال - إلى الجبه المسبق لأي مضاربات محتملة يمكن أن تستغل الإضراب المذكور، فيما عمد بعض التجار إلى الاعتذار عن قبول شيكات من غير الزبائن المعروفين لديهم، لكنهم قبلوا باستعمال البطاقات لسداد أثمان المشتريات، باعتبار أن العملية تتمّ عبر الحسابات البنكية.

ورغم التأكيد - حسب المصدر نفسه - بأن العامل الظرفي - أي الاضراب - أدى إلى عدم وجود أموال كافية، لكنه توقع أن "تعود الأمور إلى طبيعتها خلال ساعات، إذ لا مشكلات جدية تستدعي تعميم أجواء التوتر خصوصاً وأن المساعي مستمرة لوقف إضراب الموظفين في المركزي.

الوضع هذا استغله الصيارفة الذين يعملون وفق هواهم ودون حسيب أو رقيب، ما ساهم في زيادة منسوبَي القلق والهلع عند الناس، لا سيما بعد إقدام عدد منهم على رفع سعر مبيع الدولار إلى مستويات بين 1540 و1550 ليرة. لكن من دون تفسير السبب لبقاء سعر الشراء على حاله، أي نحو 1510 ليرات.

وتسبّبت هذه المعطيات مجتمعة في موجة طلب على النقود من الصرافات الآلية. ومن المعتاد حصول زيادات في عمليات السحوبات في أوائل كل شهر من قبل الموظفين في القطاعين العام والخاص. لكن كثرة الشائعات تسبّبت في تكبير الموجة هذه المرة ولجوء الكثيرين إلى سحب كامل رواتبهم بعدما كانوا يكتفون بسحب ما يحتاجونه تباعا لأن الشائعات حرّضتهم على ذلك، ومنها ما يزال يتردد إلى الآن "اسحبوا الأموال من المصارف قبل أن تُفرض عليها الضرائب أو قبل أن تحول الإجراءات المالية الجديدة دون تمكينكم من سحب ما ترغبون به من أموال".

ظاهرة أعادت ذاكرتنا إلى أيام الرئيس أمين الجميل حين بدأ التجار والسماسرة يتلاعبون بالدولار عبر السوق السوداء ورفعوا سعره إلى ثمانية آلاف ليرة لبنانية قبل أن يعود ويمسك مصرف لبنان بزمام الأمور المالية ويعيد الدولار إلى الألف وخمسماية ليرة ويثبته لسنوات طويلة.

فهل نعود إلى لعبة السوق السوداء مجدداً ونقع في المحظور، أم أن المعالجات من رأس الهرم حتى أسفله ستوصلنا إلى برً الأمان؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم