السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لستُ الآن إلا بعض ما أهذي على الورق

كميل حمادة
لستُ الآن إلا بعض ما أهذي على الورق
لستُ الآن إلا بعض ما أهذي على الورق
A+ A-

- ومن أفتى بسفك التوت في ورقي

شفاهك أم سلالاتٌ من النزق

ومن عصر النبيذ الغرّ فوق دمي

فضجّ ألحاناً في قلبي وفي عرَقي

- أنا بنت النبيذ الحبر من دهرين ما زالت تعتق سحنة القلقِ

انا (ح ب رٌ) .. انا (ب ح رٌ) .. انا (ح ربٌ) .. ولكن لستُ لستُ الـ(ر ب ح)، يا نجماً يريد الآن أن يُغوى الى أفقي

خساراتٌ مجازات ستغزو قلبك الطفليّ، فابكِ الآن مهما شئت: خلخالاً.. أساور من ظنون البال.. وابكِ الآن عنقوداً من الحلَقِ

تعال اليّ محمولاً على الصلبان.. حلاجاً بغير دمٍ وغير وضوئه القدسي.. مجنوناً بلا ليلى يلوّح للنخيل- الحزن وهو يوزّع الأظلال للغرباء في الطرقِ

أو اذهبْ في متاه البال.. اذهب في دمي ملحاً.. او اذهب في دمي حلماً.. وعد من فوهة الأرقِ

-رويدك يا ابنة الكلمات... وهم انت... بعض اصابعي رسمتك تشكيلاً من الأصوات والأنغام والأوزان والكلمات والاشكال والخطوات.. لست الآن الا بعض ما أهذي على الورقِ

فغُرّي غير قافيتي.. تلاشَيْ في متاه البال مثل الشعر... مثل العازف الجوال في ليل شتائي يدوزن وحدة الغسقِ

وغيبي خلف باب الريح... وابتعدي الى اللاوعي.. (فاللاوعي يفضحنا.. وصورتنا التي تخفي ملامحنا ونلبس وعينا ثوباً وأقنعةً.. مرايانا محدبة.. مرائينا مقعرة لنخفي الشعراء والاطفال في دمنا.. ولكن ليس نخفيها.. وتفضحنا كنايات من الحبر الذي نستلّه وجعاً من الأيام والحدق.

الا اقتربي بعيداً خلف ذاكرتي وغيبي في صدى الأشجار... في أبياتيَ انعتقي

أريد الآن أن أخلو الى أرقي

أريد الآن ان آوي الى غارٍ بلا سقف لأرجع من مخيلتي بلا وحيٍ.. ولا طُرُق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم