السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الجراد وصل إلى لبنان؟ تذكير بـ"كارثة" 1915... وإليكم التّفاصيل

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
الجراد وصل إلى لبنان؟ تذكير بـ"كارثة" 1915... وإليكم التّفاصيل
الجراد وصل إلى لبنان؟ تذكير بـ"كارثة" 1915... وإليكم التّفاصيل
A+ A-

كلا. "لم يصل #الجراد_الصحراوي الى #لبنان"، وفقا لما ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي منذ ساعات قليلة. هذا التأكيد حصلت عليه "النهار" من مسؤولين معنيين مباشرة بالامر، و"لا داع للهلع"، على قولهم. اما اخافة اللبنانيين بـ"كارثة لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الأولى"، في ما لو... فأمر "مبالغ فيه" وليس في محله.

في واقع الامور، ثمة بوستات واخبار خاطئة اخرى تتناقلها صفحات وحسابات لبنانية وعربية، منذ ظهور اسراب الجراد الصحراوي في اليمن والسعودية. كذلك أمكن، في "عجقة" فيديوات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، رصد مقاطع قديمة لا علاقة لها بموجة الجراد حديثا.

"النّهار" دققت وسألت من أجلكم

زعمان متناقلان في الساعات الاخيرة تدقّق فيهما "النّهار" في هذه المقالة.

1-الاول خبر نشره موقع الكتروني لبناني الاحد: "ظهور أسراب من الجراد في البقاع. وستستمر حتى الغد، خصوصا بعد تحول الرياح جنوبية شرقية جافة مع انخفاض نسبة الرطوبة". كذلك، بدأ تناقل بوست آخر. "أنباء عن ظهور الجراد في بلدة القاع قرب مركز الامن العام". وفي المنشورين، لا ذكر لاي مصدر جدي! فقط صورة واحدة غير واضحة لما يزعم انه حشرات في السماء.

هذه الانباء غير صحيحة اطلاقا، على ما يؤكد رئيس مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية مديرها العام الدكتور ميشال افرام لـ"النهار". "كلا، لم تصل اي اسراب من الجراد الصحراوي الى لبنان، ولا ظهور له على الحدود اللبنانية- السورية".

ويفيد انه "تواصل مع مديرة الابحاث الزراعية في سوريا، واكدت لي ان لا ظهور بعد لاي اسراب جراد في البلاد. كذلك، تواصلت مع مدير الابحاث الزراعية في الاردن الذي اعلمني بان سربين من الجراد وصلا الى الحدود الجنوبية للبلاد مع السعودية. وتم القضاء عليهما. ولذلك، من المستبعد جدا ان يصل الجراد الى لبنان".

في قراءة لاحوال الطقس، صحيح ان "الحرارة ستكون مرتفعة اليوم"، على قوله، غير ان "الاسبوع الجاري يشهد انخفاضا في درجات الحرارة. وستكون الرياح غربية لا تساعد في وصول الجراد الصحراوي الى لبنان، بحيث يبقى محصورا في جنوب الاردن والسعودية، ولن يصل الى لبنان وسوريا".

لبنان سيكون اذاً "في منأى" عن الجراد. بالنسبة الى الجراد المحلي الموجود فيه، فإنه "لا يشكل اي خطر. كذلك، لا تسمح الظروف المناخية بتكاثره، ولا بوصول الجراد الصحراوي من اليمن والسعودية"، على ما يشرح افرام.

الصورة ادناه وصلت اليه اخيرا، ويظهر فيها جراد محلي، على ما تبلغه رئيسة قسم الحشرات في المصلحة المهندسة زينات موسى. "نحن في الفترة التي يظهر فيها. غير ان الظروف المناخية الحالية ليست ملائمة لتكاثره"، وفقا لشرحها. الى ذلك، يطمئن افرام اللبنانيين الى ان "مصلحة الابحاث الزراعية متأهبة، وتتابع الوضع الميداني للتنبيه او الارشاد عند الضرورة". وحتى الساعة، "لا داع للهلع"، على ما يؤكد.

2- زعم ثان يشغل اللبنانيين: "مراجع بيئية تحذر من غزوة مرتقبة للجراد بكثافة في الصحراء العربية... وفي حال عدم مكافحته في السعودية، من المتوقع دخوله الى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وصولا الى بيروت، مما يتسبب بكارثة لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الأولى".

اذا كانت هذه "الكارثة" تسترجع غزو الجراد للبنان عام 1915، وانتشار المجاعة و"موت الوف اللبنانيين جوعا يومذاك"، فإن المهندس عماد نحال من مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في لبنان، يستبعد اي سيناريو من هذا القبيل. "المعلومات المتوفرة من هيئة مكافحة الجراد في المنطقة الوسطى تشير الى ان اسراب الجراد تنتشر في اليمن، وقد تحركت قليلا في اتجاه السعودية. لكن لا تحركات اطلاقا في اتجاه لبنان والعراق وفلسطين وسوريا"، على ما يفيد.

ويشرح ان "الجراد الصحراوي موجود في السعودية واليمن، ويتحرك عادة بين البلدين. ويجرى مسح له لمراقبته ومتابعة مراحل نموه ومكافحته". ويتدارك: "ما نشهده حاليا من انتشار له في اليمن والسعودية ليس غريبا اطلاقا. الظاهرة سنوية، وتحركات الجراد معهودة ولا تتوقف في المنطقة الوسطى. والوضع تحت مراقبة الجهات الرسمية، لا سيما وزارات الزراعة في البلدان المعنية، بالتعاون مع الفاو".

نسأله عن احتمال وصول الجراد الى لبنان، كما يتخوف منه بوست، فيؤكد ان لا خطر اطلاقا في هذا الشأن. بالنسبة الى كارثة 1915، "لم تكن هناك يومذاك اي متابعة او مكافحة للجراد الصحراوي من حكومات المنطقة، ولا اي هيئات اخرى. حتى "الفاو" لم تكن تأسست بعد. لذلك وصل الى لبنان، وتسبب بما تسبب به. الوضع مختلف حاليا، اذ تعمد الدول التي تشهد تكاثرا للجراد فيها، منها السعودية واليمن وسلطنة عمان ومصر والسودان، الى مكافحة الجراد فيها".

هذه المكافحة من شأنها "منع وصوله الى لبنان او الحد منها"، على ما يضيف، علما ان "لبنان، كما سوريا والاردن، ليس من دول تكاثر الجراد". واذا حصل ان وصلت اليه اسراب، "فلا داع للخوف او الهلع، لانها لن تكون بأعداد تشكل خطرا. كذلك، لا يمكن ان تستقر فيه، لعدم توفر ظروف مناخية معينة تحتاج اليها، منها الحرارة العالية والتربة الرملية وامطار موسمية غزيرة. كذلك، لا تتوفر في لبنان ظروف اخرى مؤاتية لتكاثرها فيه".

الطريق التي قد يسلكها الجراد ليصل الى لبنان- وحتى الساعة "لم تُرصَد اي اسراب متوجهة اليه"- تبدأ من اليمن والصحراء السعودية، مرورا بالاردن، ثم سوريا. غير ان هذا الامر "مستبعد"، في رأيه، "لان الجراد يتنقل عبر أنظمة طقس تتيح له ذلك. واذا لم تتوفر، فلا يستطيع التنقل بأسراب كبيرة. وعادة لا تصل الينا انظمة طقس من اليمن".

ماذا عن الجراد المحلي؟ يجيب: "لا يشكل خطرا. وهو يختلف عن الجراد الصحراوي، ولا يتنقل بأسراب على غراره".

-في احدث تقرير لمنظمة "الفاو" (3 ايار 2019) عن انتشار الجراد الصحراوي، تنبيه الى ان "الوضع خلال الأسابيع القليلة الماضية تفاقم في مناطق تكاثر الربيع التقليدية في إيران والسعودية". و"سيستمر التكاثر في كلا البلدين. ومن المرجح أن يتشكل مزيد من مجموعات الجراد وبعض الأسراب الصغيرة".

غير ان التقرير لا يشير اطلاقا الى لبنان. ووفقا لنشرة الجراد الصحراوي التي اصدرتها "الفاو" في 3 نيسان 2019 (الحالة العامة في آذار 2018، والتوقعات حتى منتصف ايار 2019)، لبنان بين دول اخرى "من غير المحتمل حصول تطورات مهمة فيها"، تبعا للتوقعات.

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم