الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

محرقة "السائح" في طرابلس.. لاحداث فتنة!

المصدر: النهار
محمد نمر
A+ A-

شهدت أمس مدينة طرابلس محرقة ثقافية تحولت بها كتب مكتبة السائح التابعة للأب ابرهيم سروج، ومخطوطاتها، في شارع الراهبات إلى اشلاء على مذبح تاريخ مدينة الفيحاء الثقافية. أداة الشيطان لم تكتف بزرع الفتنة بين أهالي باب التبانة وجبل محسن، ولم تكتف بقتل أرواح البشر بل راحت تعبث بالثقافة والتاريخ، محدثة سيلاً من الكلمات، لا هدف له سوى احداث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، فما السبب؟


اليد الجاهلة التي امتدت على تاريخ لبنان، اتهمت الأب سروج بكتابة دراسة ضد الاسلام، إلا أن المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء المتقاعد أشرف ريفي تدارك الأمر سريعاً، وأوضح في بيانه أن "لا صلة للأب سروج بالدراسة وأن شخصاً غير لبناني يدعى احمد القاضي كتبها"، واصفاً العمل بـ"الاجرامي"، ودعا السلطات "الأمنية والقضائية إلى التحرك فوراً وسوق المعتدين إلى القضاء".


"حرام"


مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار يعرف هذه المكتبة منذ أكثر من 50 سنة، وقال: "انها تحوي على كم كبير من المطبوعات والكتب المتنوعة، وصاحبها الأب سروج صديقنا وهناك تواصل بيننا، وهو من أبناء المدينة أبا عن جد ومتفاعل في كل قضايا طرابلس".
وفي اتصال مع "النهار"، وصف الشعار احراق المكتبة بـ"الفاجعة الكبيرة والجريمة نكراء وأمراً في غاية الألم، الغاية منه اشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين".
لمّح المفتي إلى "يد طابور خامس شريرة جدا، تريد الفتنة وتعمل على جّرنا بأي سبب إلى التقاتل وهذا الأمر بات مكشوفا، لكني افتخر بوعي اخواننا المسيحيين خصوصاً، والطرابلسيين عموما واعتبر أنه يمثل أصالة المدينة". وجزم بأن "كل هذه الأحداث لا علاقة لها بأبناء طرابلس الأصليين على الاطلاق".
وأضاف: "حتى لو كانت مكتبة مسيحية مئة بالمئة، فإن الاعتداء على الثقافة والعلم وعلى التعدد والتنوع فضلا عن الممتلكات الشخصية حرام في ديننا وشريعتنا".


"مؤامرة"


عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة استنكر احراق المكتبة، وأكد أنه "ضد عادات طرابلس وتقاليدها، إنها مدينة التعايش والتعددية". وقال لـ"النهار": "انها من أقدم مكتبات طرابلس، وتمثل المجمع الثقافي والعلمي في طرابلس المعروفة بمدينة العلم والعلماء، ففي المكتبة كتب دينية وعلمية ومصاحف قديمة (قرآن)، وباحراقها خسرنا ثروة ثقافية وعلمية، إنهم يحاولون احراق الشيء المتبقي من هذه المدينة"، وأضاف: "الأب ابرهيم معروف بفكره وانفتاحه وثقافته وهو من أكثر المقربين إلى المسلمين. وتعتبر عائلته، من مئات السنين، من نسيج طرابلس وأهلها".
وشدد على أن "احراق المكتبة لن يهدد العيش المشترك في طرابلس لأن كل الأطياف تعرف المدينة وحقيقتها، والمطلوب من الأجهزة الأمنية العمل بجدية لكشف المجرم الذي قام بعمل لا يليق بالمدينة".


وأسف "لعدم جدية الأجهزة الأمنية في وضع الحد للفلتان المني في المدينة"، وطالب "المعنيين من السلطة السياسية والأمنية بالعمل على ضبط الوضع حتى لا تدفع طرابلس أثمان باهظة ورسائل على المستوى الداخل والخارج لأنها مدينة التعايش والوحدة الوطنية والانفتاح"، يضيف: "لم يتعرض أحد في طرابلس إلى كنيسة ولا إلى شخص من اخواننا المسيحيين، بل هناك من يحاول تشويه صورة طرابلس لتصويرها على انها مدينة التكفير والتعصب والخارجة عن القانون وهذا يدخل ضمن اطار المؤمرة على المدينة".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم