السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

من "شجرة المليون" إلى "مؤتمر بيروت للبيئة"... خطوات تبث الأمل لإنقاذ بيئتنا وشعبنا

المصدر: "النهار
نضال مجدلاني
من "شجرة المليون" إلى "مؤتمر بيروت للبيئة"... خطوات تبث الأمل لإنقاذ بيئتنا وشعبنا
من "شجرة المليون" إلى "مؤتمر بيروت للبيئة"... خطوات تبث الأمل لإنقاذ بيئتنا وشعبنا
A+ A-

في وسط كل ما يمر به لبناننا في هذه الأيام بالذات على الصعيد الاقتصادي وحيرة بين الاستراتيجيات الإنقاذية، نرى عملاً متوازياً لا يزال يؤكد على استراتيجية حماية البيئة والتقدم في عملية التشجير على نطاق واسع ومدروس.

الثلثاء الفائت، شهدت على غرس "الشجرة المليون" ، من قبل رئيس الجمهورية وفي القصر الجمهوري بالذات كرسالة تأكيد من بيت الشعب على المضي في سياسة التشجير واعتبار حماية البيئة من الأولويات. كما أن مؤتمر بيروت للبيئة الذي عقد بالأمس برعاية الرئيس عون ووزير البيئة فادي جريصاتي يبث الأمل بوقف نزف طبيعتنا ونحر جبالنا ومحاربة الفساد المتطاول على أقدس ما ائتمنّا عليه، على طبيعتنا، بيتنا الأول وملاذنا الأخير.

وخلال حفل الغرس الذي اعتبره بمثابة عيد للشجرة في لبنان، شدد الرئيس عون على ضرورة صون ثالوث العوالم الإنسانية والنباتية والحيوانية لحياة متوازنة ورفض فكرة قطع الأشجار الغوغائي والتعويض عن كل شجرة مقطوعة بغرس ست أشجار.

هذه الخطط والإصرار على تطبيقها تصب في المسعى الإنقاذي للثروة الحرجية بعد أن خسر لبنان اكثر غاباته ليصل غطاؤه الحرجي الى 13% فقط والخطة تهدف إلى زرع أربعين مليون شجرة للوصول إلى تغطية الـ20% من الأراضي العامة ووصل غابات لبنان بعضها بالبعض الآخر. وكانت الشجرة المليون هذه هي نتاج المجهود الذي وضعته جمعية التحريج في لبنان LRI بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID.

ضمّ مؤتمر بيروت للبيئة 2019 الذي عقد في فندق هيلتون الحبتور تحت عنوان "فرصة لبنان",   فعاليات سياسية وبيئية ومنظمات دولية على أعلى المستويات لتحديد مسار العمل الإنقاذي لبيئتنا المريضة وتخفيض مستوى التلوث الذي يفتك بشعبنا وكتأكيد من الدولة على معالجة الوضع المستفحل من خلال دعم جهود وزارة البيئة، وبالتنسيق مع كافة الجهات المعنية كوزارة الداخلية والقضاء. وهنا كانت دعوة الوزير جريصاتي لكافة السياسيين للاعتراف بأن بيئتنا ليست بخير وبضرورة اعتبارها أولوية الأولويات لحمايتها من شتى التدخلات ولتطبيق القانون على الجميع. كما أنه وجه نداء الى رئيس الجمهورية للقيام بتعديل الدستور وإدراج الشرعة البيئية وتحديد الحقوق والواجبات واعتماد المبادئ الموجبة للوقاية ولجعل الملوث يدفع. ومن هنا يأتي تعهد الوزير جريصاتي بتحويل وزارة البيئة إلى وزارة سيادية لمنع التجاوزات.

كان نهار أمس طويلاً ومشوّقاً بدأ بكلمة ممثل الاتحاد الاوروبي ثم منظمة الأمم المتحدة والبنك الدولي ووزير البيئة ووزير الخارجية ممثلا رئيس الجمهورية وطُرحت خلاله المشاكل والاحصاءات المتعلقة بكل من المواضيع التالية والحلول الممكنة من اختصاصيين في جلسات نقاش متتالية ومنظمة:

- الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة

- المقالع المستدامة وإدارة الأراضي

- النظام البيئي والتراث الطبيعي

- نوعية الهواء وتغير المناخ

- الإدارة المتكاملة للأحواض البيئية

- الإدارة البيئية

وتتوج ختامها بمشاركة نائب رئيس الوزراء الوزير غسان حاصباني ممثلا رئيس الوزراء سعد الحريري في موضوع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة حيث دارت نقاشات مباشرة مع الحاضرين.

وبعد المشاركة، كناشطة بيئية، في هاتين المناسبتين الواقعتين في اسبوع واحد، ولمس الجهود الحقيقية للتضامن في انجاحها، لا بد لي أن أحلم بذلك النهار الذي سأمشي وأنقل لكم صورة لبناننا المكللة جباله بالأرز والغابات المتنوعة حتى لو كانت ما زالت شتلات صغيرة، إذ إن القطع يتطلب ساعة إنما الزرع يتطلب دهراً. ولربما لن أُصدم مجدداً في جولاتي بكسارات ومقالع تنبت لتفرم ما تبقى من جمال وكمال، كذلك القسم من الجبل الشامخ في جبل موسى الذي مررت به السبت الفائت وتلك البقعة المطلة على شلال كفرحيلدا الذي وصلته من شهر.

وكما دعوتكم قرائي ومتابعيّ على حساباتي Instagram وال Facebook بأن "نكزدر" في وطننا وطبيعتنا ونشجع قرانا البعيدة من دون ترك أي شيء خلفنا (#مش_كل_ما_كزدرنا_وسّخنا_ورانا)، أعود لأشدّد على هذا الأمر وأدعوكم إلى نشر الكلمة، إذ ليس من المنطق أن يُعين حارس لكل انسان ليمنعه ويعاقبه على رمي النفايات أو إشعال الغابات، ناهيك عن قطعها. وليس من المقبول إطلاقاً ترك مخلفات الـ picnic أينما توجهنا، وآخر ما رأيته كان يوم الأربعاء وعلى ضفاف النهر في أول وادي القديسين, وادي قنوبين!!

حان وقت إلغاء الفكرة أن النظافة تقف عند حدود عتبة البيت وكل ما بعدها مباح وكأن الجبال والوديان ليست بيتنا والشوارع والأزقة ليست ممراتنا اليومية!!

ألا تكفينا أزمة النفايات والتخبط لإيجاد حل لها وما تؤدي من تداعيات على صحتنا في مساحات عيشنا وخاصة عند حرقها؟ هل حقاً نُعتبر شعباً فاقداً أقل أسس الحضارة وحس الانتماء للارض والطبيعة، مجبرين الدولة على إقرار عقوبات على الموسِّخين، بدلا من أن نكون قدوة للغرباء على أرضنا وحرساً عليهم؟ ألسنا أبناء الحرف والثقافة والفن والعراقة والحضارة والتجارة والصناعة منذ بداية الزمن؟ وماذا نترك للتاريخ وللإنسان بعد زمننا هذا؟

يمكننا أن نلوم العالم أجمع على مصائبنا ولكن دعونا نقف وقفة ضمير مع ذاتنا أولاً وعلى الصعيد الفرديّ، لنبدأ بأن نكون حرساً على ذواتنا وعلى من حولنا، ومن بعدها هيا بنا إلى العمل، إلى #ثورة_التشجير التي دعوت كل واحد منكم على البدء بها، على سطوح ومداخل أبنيتكم وأزقتكم وأي مكان متاح لكم لنعوض بالقليل عن جرائم طبيعتنا ونسعى لتنقية الهواء في محيطنا، ولعلنا نعود لنستيقظ على صوت زقزقة العصافير ورائحة الأرض في مدننا الملوثة.

أعذروا حماستي ولكن لبناننا جنّة الشرق والعالم كما أبرهن لكم في كل مشوار ومقال، ومرفوض بالمطلق أن يكون مزبلة وخطراً، ليس فقط على شعبه بل أيضاً على جيرانه!!

انتظروا مني قريباً مقالا يتناول حدثاً روحياً تاريخياً كنت قد شاركت به مع بدء الشهر المريمي ومن وادي القديسين تحديداً حيث الطبيعة تمجد خالقها وحيث الضباب يمسي بخوراً. ويمكنكم متابعة بثي المباشر والـstories على حساباتي:

Instagram @ nidal.majdalani

وعلى Facebook @ Travelling Lebanon @ Nidal Majdalani

وعلى Twitter @ Nidal Majdalani ،

كذلك يمكنكم تصفّح مدوّني Travelling Lebanon Blog



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم