الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنان ليس حرًّا. دولتُهُ أيضًا. شعبُهُ أيضًا أيضًا!

عقل العويط
عقل العويط
لبنان ليس حرًّا. دولتُهُ أيضًا. شعبُهُ أيضًا أيضًا!
لبنان ليس حرًّا. دولتُهُ أيضًا. شعبُهُ أيضًا أيضًا!
A+ A-

أمس، في الأول من أيّار كان عيد العمّال. الثالث من أيّار هو اليوم العالميّ لحرية الصحافة. السادس من أيار هو عيد شهداء السادس من أيّار.

قد يكون من واجبي ومن لزوم الشرف، بصفتي مواطنًا لبنانيًّا (غير حرّ)، التذكير بمسألة الحريّة في لبنان.

والحال هذه، لا بدّ من توجيه هذا المقال في اتجاه أهل السلطة، المؤتَمنين على الدستور وعلى الحريّة في لبنان.

فهل يعلم أهل السلطة هؤلاء أن شعب لبنان ليس حرًّا؟

هل يعلمون أن القانون الانتخابيّ الذي تُجرى على أساسه الانتخابات، ويُختار في هديه ممثّلو الشعب، ويتمّ من خلاله تداول السلطة، لا يجعل من اللبنانيين شعبًا حرًّا؟

هل يعلمون أن عمّال لبنان – نعم عمّاله - ليسوا أحرارًا؟

هل يعلمون أن صحافييه – نعم صحافيّوه - ليسوا أحرارًا؟

هل يعلمون خصوصًا أن شهداءه – نعم شهداؤه - ليسوا أحرارًا؟

وهل يعلمون أن دولة لبنان – نعم دولتُه – ليست حرّةً؟

الأرجح، بل من المؤكد، أنّهم لا بدّ أن يكونوا يعلمون في قرارتهم أن الحريّة ليست قائمةً في لبنان إلاّ شكلًا، وظاهرًا، وفي النصوص.

من المؤكد أنّهم يعلمون أن هذه الحريّة مريضة وممصوصة ومدعوسة ومنتزَعة ولا فاعليّة لها، لا في المضمون ولا في الجوهر ولا في التنفيذ.

الحريّة مريضة بكذبة الديموقراطية، بشراء الضمائر، بتأجير الشرف، ببيع السيادة. بالعشائرية، بالإقطاعية، بالطائفية، بالمذهبية، بالعنصرية، بالفساد، بالزبائنية، بالرشوة، بانعدام المراقبة والمحاسبة، بالقدرة على جني الأموال ومراكمتها بطريقة غير مشروعة، بالتهربّ من الضريبة، وبانتهاك القانون والدستور والمعيار.

لبنان نفسه ليس حرًّا. ومن داخل ومن خارج. ومن جهاته الأربع.

إنّه عبد. عبد الداخل وعبد الخارج.

من المؤكد، والحال هذه، أن أهل السلطة يعرفون في العمق أنّنا ولبنان ودولة لبنان عبيدٌ بعبيد.

كما من المؤكد، والحال هذه، أنّهم يعرفون أن سببًا أساسيًّا في ذلك، هو أنّهم، ومعاونيهم، والعاملين معه، يعرفون السبب.

مثلما كان أسلافهم، ومعاونوهم، والعاملون معهم، في المراتب والمراكز والمسؤوليات كافةً، يعرفون هذا السبب،

شأن رئيس الجمهورية في هذه المعرفة، شأن رئيس السلطة التشريعية، رئيس مجلس النوّاب، ورئيس الحكومة، وشأن النوّاب والوزراء، وشأن السلطة القضائية!

إن معرفة السبب، تلقي على عاتق العارفين مسؤوليات جسيمة.

هل يتحمّل العارفون الموجودون في مراكز المسؤولية والسلطة والحكم والقرار، هذه المسؤوليّة؟ وكيف؟

***

على هامش ذلك كلّه، وعلى هامش السؤال الآنف ذكره، لا بدّ من أن أكون صريحًا فأقول إن العمّال والصحافيين (أنا واحدٌ من هؤلاء) والشهداء ليسوا أحرارًا. بل هم عبيد.

أخصّص الكلام لهؤلاء، باعتبار أن الأعياد أعيادهم والمناسبات مناسباتهم.

لا بدّ من أن يكونوا عارفين بذلك.

معرفتهم هذه، تلقي على عاتقهم، حيث هم، في المعامل، في الإدارات، تحت القوس. فوق القوس. في المكاتب، على الورق، على الشاشات، في الأثير، على الأرض، تحت الأرض، المسؤوليات الكبرى.

إنّهم يعرفون أنهم ليسوا أحرارًا. ويعرفون أنهم عبيد.

ويعرفون أن المسؤولين عنهم، والمسؤولين فيهم، يعرفون هذه الحقيقة.

فيا لعار مَن يعرف، ولا يريد أن يعرف. أو يعرف ولا يفعل شيئًا. أو يعرف ولا يريد أن يفعل شيئًا!

نحن ولبنان ودولة لبنان لسنا أحرارًا. نحن عبيدٌ بعبيد، من فوق إلى تحت.

نحن عبيدٌ، يا أصحاب السلطة. فخذوا علمًا بذلك!

[email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم