الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

نداء من مواطن لبناني إلى مانحي سيدر

المصدر: النهار
ماجد المقصود
نداء من مواطن لبناني إلى مانحي سيدر
نداء من مواطن لبناني إلى مانحي سيدر
A+ A-

يشهد المواطن اللبناني حركة غير اعتيادية ونشطة بامتياز لأهل السلطة في لبنان، وذلك للمرة الأولى منذ عقود لإنجاز موازنة العام المالية ٢٠١٩ في ظل ضغوط ووصاية مباشرة تقريباً من لجنة المتابعة لمؤتمر سيدر للإفراج عن الأموال الموعودة، وذلك لإنقاذ لبنان من طيف الإفلاس مع ما يترتّب عن ذلك من مشاكل اجتماعية وسياسية تضاف إلى هرم المشاكل المزمنة التي يعاني منها الوطن الصغير، ما يهدد كيانه ووجوده كوطن.

هذه الحركة مقرونة بقلق وخوف عميق طارئ ظاهر على وجوه المعنيين لإدراكهم بأنه لا مفرّ من الاصلاحات المطلوبة وتنفيذ شروط سيدر قبل السماح بتدفق الاموال لتنفيذ المشاريع المزمع إنشاؤها لتحريك عجلة الاقتصاد شبه المنكمش جراء سياسة نقدية مبهمة للكثيرين، وغير مفهومة في بعض الأحيان، وتقترن بجمل مبهمة مثل الهندسة المالية أو ما شابه ذلك.

في ظل هذا التماهي والانصياع الكامل لأهل السلطة لشروط الدول المانحة، أنتهز هذه الفرصة النادرة لأطلب من القيمين على مؤتمر سيدر إضافة بعض الشروط رغم علمي بأن المانح هو مقرض ولا يعنيه سوى الشق المالي واستعادة نقوده في يوم من الايام مع بعض الفائدة.

اسمحوا لي أيها السادة القيمون على مؤتمر سيدر أن أطالبكم باسم الكثيرين من مواطني بلدي بأن تفرضوا على أهل السطة شرطاً بأن لا يتجاوز راتب النواب والوزراء أكثر من عشرة أضعاف الحد الادنى للأجور، وبأن تلغى مخصصات النواب المحترمين لأن التزفيت والترقيع من اختصاص الوزارات المعنية، وأن يكفّوا عن التوسط لأزلامهم في إدارات ومؤسسات الدولة بحثاً لهم عن فائدة معينة وطبعاً خرقا للقانون.

أطلب منكم أن تسألوهم من أين تأتي الاموال لدفع تعويضات تفوق المليار ليرة أي أكثر من ألف مرة راتب العامل اللبناني لبعض موظفي القطاع العام مهما علت رتبته. اسألوهم لماذا التأخير في إقرار الموازنة ونحنا أصبحنا في نصف السنة تقريباً. أسالوهم في أي كوكب يعيشون حتى يقترحوا موازنة لوزارة الدفاع توازي أربعة أضعاف وزارة الصحة العامة في حين أن بلداً نووياً كفرنسا تبلغ فيه موازنة وزارة الصحة حوالي ستة أضعاف وزارة الدفاع:

إسألوهم كيف لهم أن يقترحوا موازنة للشباب والرياضة بموازنة تبلغ ٨ ملايين دولار في حين تبلغ موازنة وزارة التربية ١.٣٥ مليار دولار. أعلموهم بأن الأمان الصحي والاجتماعي يولد طاقة إيجابية لدى الشعب ومزاجاً جيداً، وهو ما يؤدي إلى زيادة الانتاج والابتكار والاحساس بالانتماء والمشاركة الفعالة في بناء مستقبل الاوطان طالما أن كبارهم وأطفالهم مؤمّنون.

أعلموهم بأن الزمن تغير وأننا بتنا نشهد على فراغ المقاعد في مهرجاناتهم، وبأن حتى حضورهم الشخصي لم يعد يجدي نفعاً، فالصورة تبهت مع الزمن. اسألوهم لماذا اليوم يتحدثون عن محاربة الفساد رغم أنهم يديرون الدفة أباً عن جدّ في غالب الحالات. أخبروهم بأن الطفل اللبناني اليوم رجل المستقبل لن يقبل بأبنائهم حكّاماً، فليقدِموا على التغيير وليجعلوا حكم المؤسسات هو الاساس وليس المزاج والمصلحة، وليؤسسوا لدولة لا يكون فيها طموح أبنائها الهجرة والهروب من دوامة اليأس التي طالت كافة طبقات المجتمع حتى المتمولين. اسألوهم لماذا أعراسهم وأفراحهم خارج لبنان يقيمون، وكل مآسيهم على أهل البلد يفرغون.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم