الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حفلات للملك فرنسوا الأول ولوحات عن الطبيعة... سنوات دا فينتشي الأخيرة في فرنسا

المصدر: "أ ف ب"
حفلات للملك فرنسوا الأول ولوحات عن الطبيعة... سنوات دا فينتشي الأخيرة في فرنسا
حفلات للملك فرنسوا الأول ولوحات عن الطبيعة... سنوات دا فينتشي الأخيرة في فرنسا
A+ A-

أمضى ليوناردو دا فينتشي السنوات الثلاث الأخيرة من حياته في مدينة أمبواز الفرنسية بدعوة من ملك فرنسا فرنسوا الأول، وهي فترة كان فيها غزير الإنتاج، لكنها ليست أساسية لأبرز أعماله التي أنجزت في #إيطاليا.

وتقول المفوضة العامة في قصر كلو-لوسيه، حيث توفّي المبدع الكبير في الثاني من أيار 1519، كاترين سيمون ماريون: "لا بدّ من التحلّي بالواقعية، فالسواد الأعظم من أعماله أنجز في إيطاليا".

وما زال إيطاليون كثر لا يفهمون سبب عرض تحف فنية كثيرة من توقيعه في متحف اللوفر في باريس.

في خريف العام 1516، لبّى دا فينتشي دعوة الملك المنتصر في معركة مارينيانو الذي التقاه في كانون الأول 1515 في بولونيا.

وهو كان حينها في الـ64 من العمر، وقد اجتاز سلسلة #جبال_الألب برفقة فرنشيسكو ميلتسي، أقرب أتباعه، حاملا معه رسوم #الموناليزا والقديس يوحنا المعمدان والقديسة حنّة، فضلاً عن دفاتره المتعددة ومخطوطاته وأوراق دوّن عليها ملاحظات.

واستقبله فرنسوا الأول ووالدته لويز من سافوا بالأحضان. وعيّن "كبير الرسّامين والمهندسين والمعماريين لدى الملك". كما فتح له قصر كلو الذي بات اليوم كلو-لوسيه على بعد 400 متر من قصر أمبواز الذي كان ينزل فيه الملك مع حاشيته، وخصصت له نفقة كبيرة.

فهل شكّلت فرنسا أرضا لمنفى يتنعّم فيه بعيش رغيد في فترة بدأ يسطع خلالها نجم ميكيلانيجلو ورافاييلو في روما؟ لا، فهو اختار مغادرة بلده من تلقاء نفسه لينضمّ إلى حاشية الملك فرنسوا الأول، وفق المؤرّخة الفنية هايلي إدواردز دوجاردان التي وضعت كتابا عن الفنّان العظيم.

وخلال السنوات الثلاث في أمبواز، "تولّى ليوناردو تنظيم حفلات للملك وإنجاز أعمال هندسة مدنية ورسم لوحات جديدة عن الطبيعة وإضفاء لمسات على لوحة القديسة حنّة"، وفق ماريون، التي أوضحت "ظلّ يتحلّى بفضول كبير حتّى النهاية. وهو كان بصحّة جيّدة يمتطي الخيل ويتّبع نظاما غذائيا نباتيا".

وأشارت ماريون إلى أنّ "والدة فرنسوا أدركت أن ليوناردو هو الشخص المناسب ليساعد ابنها على الإشعاع. أمّا العاهل الشاب، فهو كان معجبا بمعارفه الواسعة في علم التشريح والنبات والروحانيات. وكان يزوره كلّ يوم تقريبا ويناديه "أبتي". وكان ليوناردو ينقل إليه معارفه".

لكنّ القول أنّ "ليوناردو توفّي في حضنه هو رواية من نسج الخيال"، على حدّ قول ماريون.

ولفتت هايلي إدواردز دوجاردان إلى أنّ "ليوناردو لم يعد في تلك الفترة يبتدع أفكارا ولم يكن يتوقّع منه أن يقوم بذلك. وهو لم يعد يجري طلبيات أو يصنع أي قطعة للملك فرنسوا الأول. فهو لم يكن يريد القيام بذلك، بل كان غارقا في أبحاثه ويريد أن يمضي سنواته الأخيرة بهناء في وجود من يقدّم له المسكن والمأكل ولا يطلب منه شيئا سوى اثارة النقاشات الفكرية".

أما في ما يخصّ ورشة تشييد قصر شامبور التي انطلقت بعد بضعة أشهر على وفاة المفكّر الكبير، "فيسود ظنّ أنّ خططها استوحيت من أعمال لليوناردو"، وفق المفوّضة العامة، التي أوضحت أنّ "ليوناردو أنجز خططا للملك لبناء قصر مثالي في رومورانتان، والتقى بدومينيكو دا كورتونا المهندس المعماري الذي تولّى ورشة شامبور... ويمكن القول أنّ أعماله شكّلت مصدر إلهام للقصر الجديد بتصاميمه المعمارية المتمحورة حول نقطة مركزية".

وبالنسبة إلى دوجاردان، "ليست هذه المسألة الجدلية محسومة بعد، فالعمارات المتمحورة حول دعامة مركزية كانت شائعة في إيطاليا في تلك الحقبة".

كيف وصلت اللوحات الثلاث، ومن بينها الموناليزا، إلى اللوفر؟ رجّحت سيمون ماريون أن يكون ليوناردو أعطاها لتلميذه (وعاشقه على الأرجح) سالاي (جان جاكومو كابروتي) الذي يقال أنّه باعها لفرنسوا الأول قبل حتّى وفاة الرسام.

وأكدت المؤرّخة الفنية من جهتها أنّ "الغموض لا يزال يلفّ حياة ليوناردو بدرجة كبيرة".

ويرقد رفاته اليوم في كنيسة القديس أوبير في قصر أمبواز الملكي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم