الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حياتنا ستتغير... هكذا سيكون مستقبلنا مع الدراجات!

المصدر: bbc
جاد محيدلي
حياتنا ستتغير... هكذا سيكون مستقبلنا مع الدراجات!
حياتنا ستتغير... هكذا سيكون مستقبلنا مع الدراجات!
A+ A-

في خريف عام 1865 دبّ الذعر والخوف في مدينة أنسونيا في ولاية كونيكتيكت الأميركية بسبب اختراع غريب في الشكل والمضمون كان وراءه بيير لاليمينت، وهو ميكانيكي فرنسي سكن في الولايات المتحدة لبضعة أشهر، وأحضر معه من فرنسا آلة من تصميمه، عبارة عن هيكل مزود بعجلتين ودواسة، أطلق عليها اسم "دراجة". وسرعان ما حل تصميم آخر ابتكره بيني فارثينغ محل تصميم لاليمينت الثقيل، وكان تصميماً غير جذاب، إذ كانت مركبة بعجلة أمامية كبيرة الحجم وآلة للسباقات، ضعف سرعة الدراجة السابقة. الخطوة التكنولوجية التالية أثمرت عن "دراجة آمنة"، أشبه إلى حد كبير بالدراجة الحديثة، ومزودة بجنزير يربط عجلتين متساويتين في الحجم والإطار. كما أصبح التحكم في السرعة من طريق تروس وليس بدفع العجلة العملاقة.

وبحسب BBC، تحولت الدراجة بعد ذلك إلى قوة تحرير للمرأة، وأداة دعت إلى التخلص من الأحزمة المصنوعة من جلد الحيتان والتنورات التي تشد الخصر واستبدالها بملابس أبسط ومريحة، فضلاً عن ركوبهن الدراجات بدون مرافق لهن. وما زالت الدراجات تساهم في تمكين الشابات حتى يومنا هذا. فعلى سبيل المثال بدأت حكومة ولاية بيهار الهندية في عام 2006 دعم شراء الدراجات للفتيات المراهقات اللاتي يستخدمنها في الذهاب إلى مدارسهن الثانوية، وركزت الفكرة على أن الدراجات ستتيح للفتيات السفر عدة أميال لمتابعة دروسهن. والبرنامج حقق نجاحاً، مما عزز على نحو كبير فرص تمسك الفتيات بمدارسهن الثانوية، فالدراجات ستؤدي دوراً كبيراً في الدول الفقيرة وستصبح أكثر وأكثر وسيلة للتنقل بدلاً من السيارات. وحتى في أميركا، تعتبر الدراجة وسيلة غير مكلفة لتوسيع الأفق، إذ أسس نجم كرة السلة ليبرون جيمس مدرسة في مسقط رأسه في ولاية أوهايو توفر دراجة لكل طالب.

كان الإنتاج العالمي للدراجات والسيارات، قبل نصف قرن، مماثلاً بواقع 20 مليونقطعة سنوياً لكل منهما، ثم تضاعف إنتاج السيارات ثلاثة أضعاف منذ ذلك الوقت، لكن إنتاج الدراجات زاد بمعدل أسرع مرتين إلى نحو 120 مليون دراجة سنوياً وهذا ما سيزداد أكثر وأكثر في المستقبل، فالدراجات هي الحل للتنقل بالنسبة للفقراء، كما أنها أسرع بكثير وستساهم في تخفيف زحمة السير التي تخنق كل دول العالم، كما ستكون الحل الأوفر في ظل غلاء المحروقات وحتى الكهرباء في المستقبل. وبينما نقف على حافة عصر السيارات ذاتية القيادة، يتوقع كثيرون أن تكون سيارة المستقبل مستأجرة وليست مملوكة، باستخدام نقرة واحدة لتطبيق هاتف ذكي. وعلى المستوى العالمي، يوجد ما يزيد على ألف برنامج لتأجير الدراجات، وعشرات الملايين من الدراجات سهلة الاستئجار، مع تزايد العدد بسرعة في السنوات الأخير.

وأعلنت شركة "أوبر" لسيارات الأجرة بالفعل أنها تخطط للتركيز أكثر على أعمال تسيير الاسكوتر الكهربائي والدراجات الهوائية، والتقليل من السيارات. والسوق تبدو مهيئة للنمو، على اعتبار أن الدراجة لا تزال في كثير من الأحيان أسرع وسيلة للنقل في المناطق المكتظة. وإذا كان الجيل التالي من السيارات يعتمد على تصميم كهربائي لا يلوّث، يتحكم فيها روبوت يتوخى الحذر، فقد تزداد شعبية الدراجة بسرعة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم