الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

طرق "الحرير الجديدة" مشروع الرئيس الصيني الرائد

المصدر: "أ ف ب"
طرق "الحرير الجديدة" مشروع الرئيس الصيني الرائد
طرق "الحرير الجديدة" مشروع الرئيس الصيني الرائد
A+ A-

افتتح الرئيس الصيني شي #جينبينغ قمة "طرق الحرير الجديدة" التي يريد شي من خلالها التسويق لمبادرته هذه، لتكون بلاده محوراً للعلاقات الاقتصادية العالمية. ويعرف المشروع رسمياً باسم "الحزام والطريق"، ويهدف إلى تحسين الروابط التجارية العابرة للقارات عبر بناء مرافئ وطرقات وسكك حديدية ومناطق صناعية.

في ما يلي أبرز النقاط المتعلقة بهذا المشروع.

يشارك الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الحليفان المقربان من الصين، في هذه القمة إلى جانب 35 رئيساً ورئيس وزراء من أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين #لاغارد. غير أن معظم دول أوروبا الغربية، الحذرة تجاه المشروع الصيني، يقتصر تمثيلها على وزراء، فيما لم ترسل الولايات المتحدة أحداً. وفرنسا ممثلة بوزير خارجيتها جان-ايف لودريان.

أما الاستثناء فهو رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي #كونتي الذي انضمت بلاده إلى المبادرة الصينية في آذار، لتكون أول دولة من مجموعة السبع تقدم على هذه الخطوة. وبالمجموع، يضمّ المنتدى الذي يستمرّ حتى يوم السبت، ممثلين عن 150 بلداً، من بينهم كوريا الشمالية المجاورة.

منذ إطلاق شي في عام 2013 لطرق الحرير الجديدة، استثمرت الصين 80 مليار أورو في مشاريع متعددة، كما قدمت المصارف قروضاَ بقيمة تتراوح بين 175 و265 مليار أورو، بحسب المسؤول الصيني الرفيع المكلّف بإدارة البرنامج شاو ويمينغ.

وفق وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وقعت حتى الآن 126 دولة و29 منظمة دولية اتفاقات تعاون مع بيجينغ.

ولا تنص هذه الاتفاقات على دعم غير مشروط للمشروع الصيني، بل يقترح بعضها التعاون في دولة ثالثة أو في مجال الاستثمار.

يربط خط سكك حديد الصين بأوروبا، ويصل 62 مدينة صينية بـ51 مدينة أوروبية متوزعة على 15 دولة. وقامت تلك القطارات بـ14691 رحلةً منذ إطلاقها في عام 2011 بحسب بيجينغ.

وتجاوزت القيمة الإجمالية للبضائع المتبادلة في الاتجاهين الـ30 مليار أورو عام 2018. وفي مؤشر على عدم التوازن التجاري الثنائي، 94 في المئة من القطارات المنطلقة من الصين تكون ممتلئة، في مقابل 71 في المئة من القطارات القادمة في الاتجاه المعاكس. ومن المقرر أن تربط سكتا حديد الصين بلاوس وتايلند.

وفي كينيا، تصل سكة حديد مسماة "طرق الحرير" العاصمة نيروبي بمومباسا التي تحتوي على المرفأ الأبرز في البلاد المشرف على المحيط الهندي.

شيّدت في باكستان سلسلة مشاريع بنى تحتية (طرق، سكك حديد، نقاط انتاج طاقة) لتربط على طول طريق تجاري الساحل الجنوبي للبلاد بمدينة كشغار الصينية (شمال غرب). وهذا المشروع المسمى "الممر الاقتصادي الصين-باكستان"، يتضمن تشييد طرقات سريعة وسدود كهرمائية وإدخال تعديلات على مرفأ كوادر الباكستاني على بحر العرب.

وبالنسبة لإسلام آباد، فالطموح هو تعزيز النمو القومي. ولبيجينغ، فالهدف هو تأمين طريق أكثر سرعةً وأماناً عبر هذا الطريق البحري لوارداتها النفطية من الشرق الأوسط.

لكن المشروع يثير استياء الهند، فالممر يقطع بالجزء الذي تديره باكستان من كشمير التي لا تزال نيودلهي تحتلّ جزءاً منها بشكل غير شرعي.

من جهته، حاول الرئيس الصيني شي جينبينغ الرد على الانتقادات الموجهة لمبادرته "طرق الحرير الجديدة" المتهمة خصوصا بأنها "فخ ديون" للدول الفقيرة، مؤكداً أنها مجموعة مشاريع تخدم البيئة وقابلة للاستمرار ماليا بلا فساد. وفي كلمته أمام رؤساء حوالى أربعين دولة وحكومة، بينهم #بوتين، هاجم الرئيس الصيني الذي تخوض بلاده حرباً تجارية مع الولايات المتحدة، الحمائية. 

وللمرة الثانية خلال سنتين، جمع رئيس ثاني قوة اقتصادية في العالم حوله قمة حول "طرق الحرير الجديدة" وهي مبادرة ضخمة تهدف الى تشييد بنى تحتية في دول نامية تحتاج إليها في آسيا وأوروبا وإفريقيا. والهدف هو تعزيز العلاقات بين الدولة الآسيوية العملاقة وشركائها التجاريين الرئيسيين التي تحتاج إليها لتأمين إمداداتها وأسواق لمنتجاتها على حد سواء. لكن منتقديه يتهمونه بأنه يعمل على تعزيز مواقع ونفوذ الشركات المتمركزة في الصين بشكل أساسي، لكنه في الوقت نفسه ينصب "أفخاخاً من الديون" للبلدان التي تستفيد من قروض تمنحها المصارف الصينية.

رداً على ذلك، شدد الرئيس الصيني على ضرورة أن تتسم المشاريع "بالشفافية" و"القابلية للاستمرار" لميزانيات الدول التي تشارك في مبادرة "طرق الحرير الجديدة".وقال في خطاب استغرق ثلاثين دقيقة "يجب أن يجري كل شيء بشفافية وعلينا ألا نتسامح إطلاقاً مع الفساد". وأضاف أن بيجينغ تريد تشجيع المشاريع البيئية، بينما تواجه بعض الخطط التي تشملها مبادرته لسدود ومحطات لتوليد الطاقة تعمل بالفحم الحجري، اتهامات بالتسبب بأضرار للبيئة.

بدورها، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إن الاستثمارات التي تندرج في إطار "طرق الحرير الجديدة" يجب "ألا توظف إلا في الأماكن التي تكون فيها قابلة للاستمرار".

ودعت في كلمة إلى "شفافية أكبرواستدراجات عروض مفتوحة وتنافسية وتقييم أفضل للمخاطر عند انتقاء المشاريع".

وكانت قالت الخميس في بيجينغ أنها تشعر بالارتياح لأن الصين بدأت تعالج قضايا البيئة والمديونية التي تندرج في إطار مبادرتها.

وكما فعل مرات عدة منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد تامب إلى الرئاسة، دعا شي المشاركين إلى أن يقولوا "بوضوح لا" للحمائية، وهي دعوة كررها الرئيس الروسي الذي ألقى خطابه بعده. ودعا رئيس كازاخستان السابق نور سلطان نزارباييف من جهته الاتحاد الأوروبي إلى الانضمام إلى المبادرة الصينية من أجل إقامة "اتحاد أوروآسيوي شامل".

من جهته، اقترح رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الحليف المقرب من بيجينغ إنشاء "مكتب للتعاون في مكافحة الفساد" في إطار "طرق الحرير الجديدة". كما اقتراح زرع مئة مليار شجرة خلال سنتين من أجل مكافحة ارتفاع حرارة الأرض. وأكد شي جينبينغ أن "طرق الحرير الجديدة" ليست "ناديا" محصورا بالبعض.

وردا على قلق الولايات المتحدة في المجال التجاري، أكد الرئيس شي أن بلاده ستواصل انفتاحها وإصلاحاتها، متعهدا إلغاء الدعم المالي الحكومي للشركات العامة، الذي "يُخلّ بقواعد المنافسة"،.

كما وعد شي في خطابه بزيادة الواردات الصينية، وبعدم خفض سعر صرف اليوان، وبحظر نقل التكنولوجيا المفروض على الشركات الأجنبية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم