أميركا تسرع وتيرة خطة لخفض عدد الموظفين في سفارتها في كابول

قال مسؤولون أمريكيون ومساعدون في الكونغرس إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يسرع من وتيرة تنفيذ خطة لخفض عدد موظفي السفارة في كابول إلى ما يصل إلى النصف اعتبارا من نهاية الشهر المقبل ما أثار مخاوف بشأن تقويض عملية السلام الهشة في أفغانستان.

يأتي قرار بومبيو المتعلق بأكبر بعثة ديبلوماسية أميركية قبل موعده المتوقع بعام تقريبا في تطور مفاجئ بالنظر إلى التقدم المتواضع الذي تحقق حتى الآن في المحادثات التي تجريها واشنطن مع ممثلين عن حركة طالبان بشأن اتفاق يمهد السبيل لانسحاب القوات الأميركية وإنهاء أطول حرب شاركت فيها الولايات المتحدة.

وتعد سفارة كابول مؤشرا على حجم الاستثمار الأميركي في أفغانستان منذ بدء الحرب هناك في 2001 عقب هجمات الحادي عشر من أيلول. ويضم مجمع السفارة شديد التحصين نحو 1500 موظف وتكلفت عملية توسعته قبل أربع سنوات 800 مليون دولار ويضم حاليا 700 سرير لمبيت الموظفين.

وقال مسؤول أميركي إن تخفيض عدد الموظفين في سفارة كابول يجب أن ينظر إليه في إطار إعادة توزيع للديبلوماسيين الأميركيين حول العالم وفقا لما تتطلبه استراتيجية الأمن القومي لإدارة الرئيس دونالد ترامب التي حولت اهتمامها من التركيز على مكافحة الإرهاب إلى مواجهة تجدد المنافسة مع "قوى عظمى" مثل روسيا والصين.

وأبلغ مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية اللجان الرئيسية في الكونجرس بخطة الخفض الأسبوع الماضي قبل وصول مذكرة رسمية بالأمر. ومن شأن التخفيض الحاد في عدد موظفي السفارة أن يكون له أصداء في أنحاء أفغانستان.

وقد يتسبب القرار في تقويض علاقة متوترة بالفعل مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني بعد شهر من خلاف علني بين الدولتين بسبب استبعاد كابول من المفاوضات مع طالبان في العاصمة القطرية الدوحة.

وقال مسؤولون أميركيون ومستشارون في الكونغرس إن من بين المخاوف بشأن تبعات القرار هو أنه قد يثير قلق الدول في حلف شمال الأطلسي الذين يختلفون مع ترامب بالفعل بشأن عدد من القضايا كما من شأنه أن يثير انزعاج الأفغان العاديين أيضا.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في بريد إلكتروني ردا على طلب بالتعليق إن الوزارة "تراجع بشكل دوري وجودنا في بعثاتنا الخارجية ليعكس التغير في الظروف وفي أهداف سياستنا". ولم توضح لماذا قرر بومبيو تقديم موعد تنفيذ الخطة.

وقال أحد المستشارين في الكونغرس إن خفض عدد الموظفين "سيبدأ في موعد قريب جدا هو 31 أيار ويريدون الانتهاء منه بحلول أيلول".

وأكدت أربعة مصادر أخرى من بينهم ثلاثة مسؤولين أميركيين خطة خفض عدد موظفي السفارة الأمريكية في كابول للنصف وقال أحدهم إن ذلك سينفذ من خلال عدم التوظيف في المواقع التي تصبح شاغرة بشكل دوري.

وقال مسؤول أميركي ومستشار في الكونغرس إن قرار بومبيو لم يكن مرفقا به أي تبرير مثل خفض النفقات.

وقال المسؤول الأميركي "كان ينبغي أن يكون لديك بعض المؤشرات.. بعض الإرشادات لكن لم يكن هناك أي شيء" مضيفا أن أمر بومبيو أثار شعورا "بالصدمة والذهول" في وزارة الخارجية عندما صدر قبل أسبوعين.