30 لوحة ستُنقل إلى لبنان لمعرض "بيكاسو والعائلة" متحف سرسق يحتضنها والافتتاح قد يحضره عون وماكرون

ارتدت السفارة اللبنانية في باريس الاسبوع الماضي حلة الفنان الكتالوني بابلو بيكاسو وذلك بمناسبة المعرض الذي سيقام في بيروت في متحف سرسق من ٢٦ ايلول الى ٦ كانون الثاني المقبلين تحت عنوان "بيكاسو والعائلة". ولهذه المناسبة، اقام سفير لبنان في باريس رامي عدوان حفلا في صالونات السفارة عرض خلاله لوحتين للفنان، قدم الاولى فهد الحريري من مجموعته الخاصة وهي عبارة عن لوحة زيتية لإمراة تعود الى العام ١٩٤٣، اما اللوحة الثانية فقدمها دافيد نحماد احد كبار هواة الفنان وهي تجسد طبيعة ميتة تعود الى العام ١٩٢١.

احتشد المدعوون امام اللوحتين وعلى رأسهم مدير متحف بيكاسو في باريس لوران لو بون ومديرة متحف سرسق زينا عريضة وامينتي المعرض كاميل فريسكا وياسمين شمالي.

واستهل سفير لبنان كلمته بالترحيب بالفنان وبعرض لوحاته في لبنان، معتبرا "ان الفن والثقافة هما من ميزات لبنان الذي بدا يلمع اسمه في كثير من المحافل الفنية والثقافية في مجالات من السينما الى الموسيقى والابتكار الفني". وشكر السفير عدوان اللذين قدما اللوحتين للمناسبة ومتحف بيكاسو على هذه البادرة اذ تم اختيار لبنان ضمن جولة للوحات الفنان في حوض البحر المتوسط.

اما زينا عريضة فعبرت عن "التعاون الوثيق بين المتحفين" وقالت "انه سيتم عرض ما بين 20 و 30 لوحة خلال ثلاثة اشهر وسيكون المتحف كالعادة مفتوحا للجميع مجانا. واشارت الى "الصعوبات التي واجهتها لتنظيم معرض بهذه الاهمية في بيروت ان من ناحية نقل اللوحات وتأمينها والسينوغرافيا التي ستعرض فيه".

وشكرت عريضة دانيال دي بيتشوتو زوجة المرحوم ادغار دي بيتشوتو راعية هذا المعرض "التي اخذت بشكل فريد على عاتقها كل المصاريف لتكريم زوجها الذي كان يعشق لبنان".

وقال مدير متحف بيكاسو لوران لو بون الذي كان مع سيريل كاراوغلون من المبادرين الى اقامة المعرض "ان ما يجمعنا اليوم هو "الكرم والشغف"،" وتابع "والعلاقة بين اشخاص فريدين كان لديهم طموح لعرض لوحات الفنان الكبير في لبنان وخلق تعاون فريد بين متحفين".

ونوّه لو بون انه منذ العام ٢٠١٧ اقيمت العديد من المعارض في اطار مشروع "بيكاسو والمتوسط" وجالت عدد من لوحاته في اسبانيا واليونان وقبرص والمغرب وتونس من اجل عرض مجموعة اعماله المعروضة في باريس في قصر لاسيه على اكبر عدد ممكن من الناس.

ويقول سيريل كاراوغلون الذي سألته "النهار" عن المبادرة التي قام بها مع لو بون وكيف تمكن من جعل هذا الحدث حقيقة في بيروت، فقال "ان مدير المتحف عرض عليه فكرة اقامة معرض في بيروت لنحو اهم ثلاثين لوحة لبيكاسو تمثل مجموعته المعروضة في قصر لاسيه وبصفته عضوا في مجموعة من اللبنانيين الذين يطمحون لفتح متحف للفن المعاصر والحديث في لبنان، والمشروع قيد الانشاء، فاتح دانييل دي بيتشوتو بالمشروع فقررت رعايته على عاتقها الشخصي وترميم اقدم لوحة لبيكاسو لعرضها في المعرض "الفتاة الحافية الرجلين" ١٨٩٥ ففاتح سيريل لو بون بالمشروع وامكان حصوله بفضل مساهمة دي بيتشوتو. وهكذا تم عرض المشروع على متحف سرسق.

ويقول كاراوغلون ان اهمية المعرض اولا لكونه سيسمح للبنانيين بالتمتع بعرض العديد من لوحات الفنان ذي السمعة الدولية وثانيا لتعلقه بمحور العائلة وذلك لما تعنيه للبنانيين. وبالاضافة الى اللوحات سيتم عرض منحوتات ورسمات وافلام وثائقية عن حياة الفنان الذي انجز نحو ٥٠ الف لوحة.

وعلى الصعيد التربوي سيتمكن التلامذة في لبنان من مشاهدة المعرض حيث سيتابعون افلاما وثائقية وتقدم لهم هدايا تذكارية في اطار المعرض في اطار تربوي هادف الى تشجيع الثقافة والفن.

ويقول كاراوغلون "ان هذه المبادرة ستفتح آفاقاً جديدة في لبنان فهناك العديد من المتاحف الفرنسية والدولية على غرار متحف بيكاسو عرضت عليه اقامة معارض لمجموعاتها في لبنان الذي يعتبر مركزا ثقافيا مميزا في الشرق الاوسط.

ويختم حديثه منوها بان المعرض يمكن ان يشكل مناسبة للرئيسين ايمانويل ماكرون وميشال عون للمشاركة في افتتاحه، خصوصا ان على جدول اعمال الرئيس ماكرون زيارة قريبة للبنان.