الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

دفاعاً عن فؤاد شهاب المتهم في كتاب أنطوان سعد

عصام بكداش
Bookmark
دفاعاً عن فؤاد شهاب المتهم في كتاب أنطوان سعد
دفاعاً عن فؤاد شهاب المتهم في كتاب أنطوان سعد
A+ A-
شدّني عنوان الكتاب "مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة" (وهو الاتفاق مع الفلسطينيين المسلحين في 3 تشرين الثاني عام 1969) للكاتب الأستاذ أنطوان سعد، وقرأته بتأن مرتين، فوجدت نفسي أمام محكمة تاريخية فيها إتهام وأحكام، إنما لم أجد فيها محامي دفاع ولا قاضياً يحكم. وقد لمحت في قفص الاتهام خلف الرئيس الاستثنائي فؤاد شهاب ظِلال متهم ثان هو النظام السياسي اللبناني.وبناء على تمتّعي بشرف تكليفي من الحركة الثقافية في انطلياس بأن أكون أحد المعلقين على هذا الكتاب، وبناء على قناعاتي الذاتية بهذا الموضوع أسمح لنفسي ضمن الدقائق القليلة المتاحة أن أكون محامي الدفاع راجياً منكم حضرة السيدات والسادة أن تسمحوا أيضاً لأنفسكم أن تكونوا أنتم القضاة.ما لجأت الى عبارتي "أسمح لنفسي" وأن "تسمحوا لأنفسكم" إلا بغرض الاستعذار المسبق من الرئيس فؤاد شهاب الذي كان يرفض أن يدافع عنه أحد بل كان يصرّ على ترك الحكم عليه للزمن والتاريخ. والتاريخ لما يزل قابضاً على أعماقه.تجلّت إرادة الرئيس فؤاد شهاب هذه حين أسرّ بها الى الضابط المرافق بعد أن أقدم بنفسه بتاريخ 21 نيسان 1973، أي قبل أن ينهي القدر مسار حياته بخمسة أيام، أقدم، وهو في حالة حزن شديد، على حرق ثلاثة صناديق تحتوي على مفكرات وأفكار وملاحظات ووقائع ومراسلات. (كتاب جمهورية فؤاد شهاب الأستاذ نقولا ناصيف ص 26 و27 وفيهما تفاصيل بليغة عن هذه الواقعة بالإضافة الى شهادة زوجته السيدة روز رينيه وهي: "أحرق كل أوراقه ولم يبق على ورقة حتى لا يكذب، لأنه لا يستطيع أن يكتب كل ما يعرفه. الناس لن يصدّقونا")يتبين من هذه الواقعة البليغة، غير توقع الزمن والتاريخ المناسب، أن مَنْ يسعى الى القيام بمهمة الاتهام والأحكام أو حتى الدفاع، والدفاع هنا بين قوسين، لا يملك في الحقيقة إلا الخطب والمحاضر الرسمية والأعمال المعلنة والمعروفة وما أسرّ به الرئيس فؤاد شهاب مباشرةً الى المقربين منه، في حين أن الكاتب الأستاذ أنطوان سعد اعتمد في المفاصل الاتهامية الأساسية على أقوال واجتهادات وتصرفات ذاتية، ومنها ما هو متناقض، أو صاعق أو فيه مبالغات أو شطط، عائدة الى بعض المقربين من الرئيس فؤاد شهاب والى بعض من صار يعرفون بالشهابيين أو أصحاب النهج الشهابي (مثال على ذلك ص 17 و18) فالحقيقة، أن الرئيس فؤاد شهاب ليس مؤسساً لحزب بل هو إنسان متقشف في كيان فكري نفسي إيماني أخلاقي وانضباطي معجون بتجارب وهموم المسؤوليات التي حملها في أرفع المراتب العسكرية والسياسية لدولة لبنان: مؤسساً وقائداً للجيش ورئيساً للجمهورية. وعليه أرى أن الصحيح هو القول أن لا شهابية خارج فؤاد شهاب ولا شهابي غير فؤاد شهاب.في أطروحة الكاتب في الاتهام والحكم:بحثت عن أطروحة الكاتب فوجدتها مركزة في نص الإهداء وفي صفحات المقدمة والخاتمة، ويمكنني إيجازها في فكرتين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم