السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جلسة مع جان عبيد

رؤوف قبيسي
Bookmark
جلسة مع جان عبيد
جلسة مع جان عبيد
A+ A-
هناك جملة أسباب تحمل أي لبناني عاقل حر، على تجنب مخالطة رجال السياسة اللبنانيين، بسبب ما اقترفوه من جرائم بحق الوطن والمواطنين. يكفي أن البلد الذي كان الفرنسيون زمن الانتداب يسمّونه جبل العطور، صار تحت حكم رجال "الاستقلال"، ومَن جاء بعدهم من الزعماء "الوطنيين"، مكباً للنفايات. لست إلا واحداً من مئات الألوف من المواطنين البسطاء الذين يمقتون رجال السياسة هؤلاء، ولا يروقني أن أخاطب أحداً منهم بألقاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة، غير أن الكثيرين من اللبنانيين، يعرفون حق المعرفة أن السياسيين ينهبون الدولة ومال الناس، لكنهم، متى جاء موسم الانتخابات، هرولوا إلى صناديق الاقتراع وأعادوهم إلى التحكم بمقادير البلاد، شأنهم شأن مَن يتعجّل الموت من سفّاحه!تحضرني في هذه المناسبة، قصة قد تكون أمثولة لنا جميعاً، رواها ميخائيل نعيمة في سيرته الذاتية "سبعون". كان نعيمة بعد عودته من الولايات المتحدة مطلع الثلاثينات، قد بدأ يتلقى دعوات كثيرة لإلقاء خطب. وحدث ذات يوم، أن وجهت إليه دعوة للمشاركة في احتفال في دمشق، كان من المنتظر أن يحضره رئيس الجمهورية، وقبل موعد الاحتفال، ذهب وفد إلى الفندق الذي يقيم فيه، ليطلعوه على برنامج الإحتفال، وليخبروه بأن العادة أن يتوجه الخطيب إلى رئيس الجمهورية وحده، ويفتتح كلمته بعبارة "يا صاحب الفخامة"، فما كان منه إلا أن قال لهم، إن من المستحسن أن يستغنوا عنه، لأنه لا يريد أن يتفوه بعبارة لا يقبلها عقله، ويمجّها ذوقه، وينفر منها فؤاده، وانه لا يفهم ما هي "الفخامة"، وكيف يكون إنسان واحد ذا فخامة، وباقي الناس ليسوا من أصحاب الفخامة! أخيراً إنتهى الجدل بأن نزل الوفد عند رغبة نعيمة، الذي ألقى كلمته مجردة من عبارة "يا صاحب الفخامة". لكن القوم في الشرق، على حد قول الكاتب الراحل "لا تزال تستهويهم النعوت الكاذبة والألقاب المزيفة،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم