السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

111 لغة عبر فايسبوك تشكل عقبة في الحرب على المحتوى الضار

111 لغة عبر فايسبوك تشكل عقبة في الحرب على المحتوى الضار
111 لغة عبر فايسبوك تشكل عقبة في الحرب على المحتوى الضار
A+ A-

تصطدم الجهود الكبيرة التي تبذلها شركة فايسبوك لكشف الخطاب الذي يحض على الكراهية وأشكال أخرى من المحتوى مثيرة للمشاكل بعجز الشركة عن مجاراة سيل اللغات الجديدة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في كل بقاع الكرة الأرضية من خلال أجهزة الهاتف المحمول.

وتتيح الشركة لمستخدمي خدماتها البالغ عددهم 2.3 ملياري مستخدم خصائص مثل القوائم والتنبيهات بلغات يبلغ عددها 111 لغة مختلفة تقول الشركة رسميا إنها تدعمها. وتوصلت "رويترز" إلى وجود 31 لغة أخرى شائعة الاستخدام لكن الشركة لا تدعمها رسميا.

واكتشفت "رويترز" أن القواعد التفصيلية المعروفة بمسمى "معايير المجتمع"، التي تحظر على المستخدمين نشر مواد مسيئة بما في ذلك خطاب الكراهية والاحتفاء بالعنف، مترجمة إلى 41 لغة فقط من بين 111 لغة مدعومة حتى أوائل آذار الماضي.

ويتكلم العاملون في مجال مراقبة المحتوى في فايسبوك والبالغ عددهم 15 ألفا نحو 50 لغة لكن الشركة قالت إنها تستعين بمترجمين محترفين كلما اقتضى الأمر. وتغطي الأدوات الآلية للتعرف إلى خطاب الكراهية حوالى 30 لغة.

ويعقّد هذا العجز في اللغات المعركة التي تخوضها فايسبوك للحد من المحتوى المؤذي وما قد يسببه من ضرر بما في ذلك الضرر الذي قد يلحق بالشركة نفسها.

وتهدد دول من بينها اوستراليا وسنغافورة وبريطانيا حاليا باعتماد قواعد جديدة مشددة لمعاقبة مخالفيها من المديرين بغرامات باهظة أو بالسجن إذا ما تقاعست الشركة عن إزالة المحتوى محل الاعتراض على الفور.

ويتم تحديث معايير المجتمع كل شهر ويصل حجمها إلى نحو 9400 كلمة باللغة الانكليزية.

وسبق أن قالت مونيكا بيكرت نائبة رئيس فايسبوك المسؤولة عن المعايير إن ترجمة هذه المعايير إلى كل اللغات "عبء ثقيل".

وقالت متحدثة باسم فايسبوك هذا الأسبوع إن هذه القواعد تترجم على أساس كل حالة على حدة بناء على ما إذا كان استخدام كل لغة يحقق كتلة حرجة بحجم معين وما إذا كانت فايسبوك مصدرا أساسيا للمعلومات لفئة المتحدثين.

وأضافت أن من بين اللغات التي لها الأولوية في الترجمة لغة الخمير وهي اللغة الرسمية في كمبوديا واللغة السنهالية السائدة في سري لانكا حيث حجبت الحكومة موقع فايسبوك هذا الأسبوع لوقف انتشار الشائعات بعد تفجيرات عيد القيامة المروعة.

وفي العام الماضي توصل تقرير نشرته "رويترز" إلى أن خطاب الكراهية على فايسبوك الذي ساهم في نشر التطهير العرقي في ميانمار استمر من دون رادع لأسباب منها أن الشركة تباطأت في إضافة أدوات مراقبة المحتوى والاستعانة بموظفين للمتابعة باللغة المحلية.

وقالت المتحدثة إن جهود فايسبوك لحماية الناس من المحتوى الضار بلغت "قدرا من الاستثمار في اللغات يتجاوز أي شركة أخرى في مجال التكنولوجيا".

غير أن مسؤولين حقوقيين يقولون إن فايسبوك عرضة لخطر تكرار مشاكل ميانمار في دول أخرى تعاني من الصراع حيث لا تجاري القدرات اللغوية انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول محمد سنيم المشرف على الانتخابات في فيجي بجنوب المحيط الهادي إنه شعر بأثر الفجوة اللغوية خلال الانتخابات في تشرين الثاني الماضي. فقد انتشرت تعليقات عنصرية على فايسبوك باللغة الفيجية التي لا تدعمها فايسبوك.

وقال سنيم إنه خصص واحدا من العاملين معه لنقل الرسائل المنشورة وترجمتها بالبريد الالكتروني إلى موظف بشركة فايسبوك في سنغافورة سعيا لإزالتها.

وتكثر مشاكل مماثلة في دول افريقية مثل اثيوبيا التي انتشر فيها محتوى مستهجن خلال اشتباكات دامية بين سكانها البالغ عددهم 107 ملايين نسمة. وقال جاي روزن نائب رئيس فايسبوك المشرف على تنفيذ السياسات الآلية في تصريح لـ"رويترز" إن تعلم الآلة يستلزم كما هائلا من البيانات لتدريب أجهزة الكومبيوتر وإن ندرة النصوص باللغات الأخرى يمثل تحديا في تطوير هذه الأدوات بسرعة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم