احتفاء بلقب "عاصمة عالمية للكتاب"... "ألف ليلة وليلة– الفصل الأخير" في الشارقة

سلمت أثينا الراية هذه السنة إلى إمارة الشارقة لتكون عاصمة عالمية للكتاب. الاحتفالات بدأت بافتتاح النصب التذكاري وتكمل بعرض فني ضخم. "ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير" عرض بصري فني مميز يروي سيرة التاريخ الإبداعي للأدب العربي والإنساني، ويوثّق بشكل بصري واحدة من أهم الأعمال الأدبية والفنية. العمل انتجه مسرح المجاز ليكون فاتحة احتفالات الإمارة بنيلها اللقب فتتالى العروض من 23 نيسان حتى 27 منه باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.

يكشف رئيس مجلس الشارقة للإعلام ورئيس لجنة حفل افتتاح الشارقة العاصمة العالمية للكتاب الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي ان التحضيرات لهذا العمل الضخم بدأت منذ نحو العام، بعد استلام اثينا لقب عاصمة عالمية للكتاب في 23 نيسان من العام الماضي في اليوم العالمي للكتاب، في حينها كان قد قرر أنّ الشارقة ستستلم اللقب بعد اثينا، مضيفاً أنّ الشارقة استحقت اللقب بعد سنوات من العمل الكبير في هذا الشأن، شارحاً في لقاء جمعه مع صحافيين من كلّ العالم، أن الشارقة استوفت الشروط التي تضعها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "الأونيسكو"، من هذا المنطلق حصلت على اللقب. "نحن لا نطمح الى اللقب بنفسه بقدر ما نطمح النتائج المطلوبة على المستوى الثقافي... الألقاب مهمة والتي تضعنا على الخريطة العالمية إلا انها مكملة للدور الذي تلعبه امارة الشارقة"، لافتاً الى أنّ اللقب يطلب منا المزيد في المستقبل.

ويشير الى أنّ العرض ليس الا احتفاء باللقب، لافتاً الى ان الفكرة انطلقت من سؤال ما هو العمل الذي يتعلّق بكتاب وفي الوقت عينه عمل عالمي، "نحن اليوم نتكلم على كتاب عالمي حوّل الى عرض فني نود ايصاله الى الجميع من دون النظر الى جنسية معينة او دين معيّن او ثقافة معينة".

يُذكّر القاسمي في معرض حديثه أنّ فريق العمل كبير بين كتاب وموسيقيين كتب الفصل الاخير وماذا سيحدث بعد الف ليلة وليلة... القصة التي لم تروِ بعد! ويشرح أن هذه القصة تتحدّث عن الكتاب عن ثقافة القراءة، متمنياً أن ينجح هذا العمل الفني الكبير في امارة الشارقة، لافتاً الى انه في حال النجاح سنعمل على نشره في العالم.

ويؤكد أنّ الرسالة الأهم خلال هذا العرض التي نركّز عليها خلال هذا العمل هي القراءة والكتابة وثقافة الكتاب، "عمل فني انساني لا يعرف حدود اللغة هدفه تعزيز ثقافة القراءة"، لافتاً الى أنّ هذا العرض يعتمد على حركات استعراضية موسيقى ولا يعتمد على شخص بل على فريق عمل كامل من 500 فنان هم الأفضل حول العالم من 25 جنسية.

يشار الى أن هذا العمل يسرد سيرة ثلاث مغامرات يخوضها أبناء شهرزاد، فيروز وقادر وأمين، ليأخذ الحضور إلى عوالم خيالية تسرد فصلاً جديداً لأسرار الحب والحكمة والمعرفة، ويجوب بهم في رحلة ساحرة نحو البراري والوديان والجبال باستخدام تقنيات لأول مرة من تنفيذ مالتبل انترناشونل بالتعاون مع 7 فنجرز و "Artists in Motion" المتخصصين في مجالات التقنيات الصوتية والضوئية الاحترافية.

ويتوزّع العمل الذي يتضمن عوالم غامضة لحكايات شهرزاد في ألف ليلة وليلة، حيث تظهر شخصيات وطاقات خارقة ضمن سلسلة فصول تتحول فيها سينوغرافيا المسرح إلى ممثلين وعارضين يجسدون العوالم التي يعيش فيها أبطال العرض على إيقاع الضوء وتتبدل المشاهد بحركات احترافية ينفذها الممثلون على الأرض وعلى الحبال وهم يتسلقون أجساد بعضهم بعضها ويقدمون حركات فنية بهلوانية رياضية.

من جهته، أعرب المدير الإبداعي فيليب سكاف عن ثقته بأن العرض سيغير قواعد ومستويات العروض الثقافية والفنية في المنطقة، إذ تسهم المشاهد المسرحية بالكشف عن قصة شهرزاد التي لم تُروَ بعد، والتي يرويها مسرح المجاز في الفصل الأخير من فصول ألف ليلة وليلة.

وأضاف: "يعد هذا الإنتاج العرض الفني الخيالي الأضخم من نوعه في العالم، الذي استوحى مشاهده من أبرز الأعمال الأدبية في تاريخ الثقافة العربية والأدب العالمي، كما يسهم بتعزيز مكانة الشارقة مركزاً ثقافياً إبداعياً متميزاً في المنطقة والعالم، إذ لم تدخر فرق العمل المسرحية والتقنية والفنية أي جهود لتقديم عرض عالمي يليق بهذه المكانة، وتوفير تجربة فريدة مستوحاة من ألف ليلة وليلة، ينفذها نخبة من نجوم الفن والمسرح والموسيقى".

من جهته، قال مخرج العرض سيباستيان سولديفيلا: "نعد الجمهور بعرض ملهم في الطريقة التي يوفر فيها سينوغرافيا بانورامية، تمزج بين المشاهد البصرية الحيوية، والموسيقى، والثرات، والحركات الاستعراضية والبهلوانية، في لوحة فنية مثيرة تناسب أفراد العائلة كافة، أعدها نخبة من المتخصصين في هذا المجال".