الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

محمد صبحي لـ"النهار": السينما فشلت معي... ولن أبيع نفسي!

المصدر: "النهار"
محمود إبراهيم
A+ A-

للسنة العاشرة على التوالي، يتغيّب الفنان #محمد_صبحي عن الظهور في الموسم الرمضاني، بعدما كان أهم الفنانين الذين ينتظرهم الجمهور بعد الإفطار لمشاهدة أعمالهم القيّمة أمثال "سنبل"، و"يوميات ونيس"، و"فارس بلا جواد"، و"ملح الأرض"، و"أنا وهؤلاء".

يتحدث صبحي في مقابلته مع "النهار" عن الأسباب وراء ابتعاده عن الظهور الدرامي في التلفزيون، ورفضه فكرة الاحتكار التي أصبحت تسيطر على المسلسلات، وعدم قبول عرض منصب وزير الثقافة أكثر من مرة، وإمكانية تقديم عمل جديد لكشف خداع العدو الإسرائيلي مثلما قدّم من قبل "فارس بلا جواد"... وكانت هذه بداية المقابلة.

لماذا يستمر غياب محمد صبحي عن الموسم الدرامي الرمضاني؟

لا أريد أن أُنتج عملاً درامياً وأذهب لتسويقه للقنوات فيكون الرد عليّ شكراً يا أستاذ محمد، لأنهم لن يستمعوا إلى شروطي وسيجبرونني على شروطهم.

ما رأيك في حالة الاحتكار التي سيطرت على السوق الدرامي خلال رمضان المقبل؟

الوسط الفني بمصر لا يختلف كثيراً عن حال الشعب المصري، فهناك من هو متوحش الثراء ومن هو ثري، ومتوسط الحال، ومن هو تحت خط الفقر، ومصطلح الوسط الفني لا يشمل فقط الفنانين والمخرجين والمؤلفين بل أيضاً العمال والفنيين، وحينما يحدث احتكار في عالم المسلسلات، ونجد أن الموسم يقتصر على 15 عملاً درامياً، فأنت هنا ضربت العمال الفقراء في مقتل، بعد أن كان الفرد الواحد منهم يعمل في العام بـ40 مسلسلاً وفيلماً، فأصبح لا يجد قوت يومه، وهذا الاحتكار ليست له علاقة بالدولة، إنما من تسبب فيه هو القطاع الخاص، وأنا ضد هذا الاحتكار، فإذا كانت سياسة الدولة وتوجهاتها هي بناء الإنسان المصري، فالبناء يكون من خلال الثقافة والإعلام، فكيف يتم وضع سياسات الاحتكار والإقصاء في الثقافة والإعلام ونحن نريد بناء إنسان؟ فهل يعقل أن يجلس فنانون في منازلهم؟ هذه قضية بالغة الخطورة، فهؤلاء هم الفنانون الذين أقاموا اعتصاماً وقت حكم جماعة الإخوان، وحموا مصر من الإرهاب، وكانوا أكثر الشخصيات إيماناً بسيادة الدولة، فهل جزاؤهم الآن أن يقصوا من عملهم؟ فإذا كانت الدولة تريد بناء الإنسان فيجب ألا تقتل الفنان الإنسان.

هل لدى محمد صبحي خطة لوقف هذا الاحتكار ومنعه؟

ما قلته هو رسالتي إلى الدولة المصرية، فالدولة لا بدّ أن تفهم أن الفنانين فيهم المثقف والمفكر والواعي والعالم، فليس كل الفنانين مجرد أراجوزات. ليس من مصلحة الدولة أن يتم احتكار الإعلام والفن فيها، فالفنانون من أكثر الناس عشقاً لتراب هذا الوطن، ويجب ألا يتم التعامل مع الفن بسياسة احتكار السلع، فما يحدث الآن أوجد غصة في قلوب وحلوق الكثير من الفنانين والمثقفين، وأكثر ما أحزنني هو أنني لم أجد من يهاجم تلك السياسة سوى القليل، وربما أبرزهم الشاعر الكبير فاروق جويدة. 

مَن مِن المخرجين كنت تتمنى أن تقف أمامهم؟

كنت أتمنى العمل من المخرج حسن عبدالسلام، وأعتبر السيد راضي الأب الروحي وأستاذي الذي أعطاني الفرصة الأولى ودفعني للوسط الفني بلا وسائط وكان مؤمناً بموهبتي.

لماذا لم تنتشر أعمالك السينمائية مثل التلفزيونية؟ 

انطلاقتي في السينما كانت موفقة منها فيلم "أبناء الصمت" العام 1974 ثم "الكرنك" ثم "وراء الشمس" مع نادية لطفي و"بالوالدين إحسانا" مع حسن الإمام. بعد فترة دخلت الأفلام الكوميدية مثل "أونكل زيزو حبيبي" للمخرج نيازي مصطفى، ثم "الجريح" لمدحت السباعي، ثم "هنا القاهرة" للمخرج عمر عبدالعزيز، وفيلم "الشيطانة التي أحبتني" للمخرج سمير سيف، و"محامي تحت التمرين" و"العميل رقم 13 " للمخرج مدحت السباعي، وحققت نجاح 22 فيلماً بمقاييس السوق وقتها، ومنذ العام 1978 بدأت أفلام المقاولات تُعرض عليّ بمبالغ خيالية لتمثيل 4 أو 3 أفلام، والفيلم يصوّر في أسبوعين، ولكنني توقفت مردداً "أبيع السينما أفضل من بيع نفسي".


ولكن السينما هي العامل الرئيسي لنجاح أي فنان؟

أقولها بلا غرور السينما هي التي فشلت معي ولست أنا الذي فشلت فيها، أنا أحتاج إلى "مناخ سينمائي"، لأن السينما في يد المخرج والسيناريست، والنجاح مقترن بالمخرج كونه رب العمل.

ما العمل الذي لا يزال يؤثر في وجدانك من أعمالك الفنية؟

مسلسل "فارس بلا جواد" أهم ما قدمت في مصر والوطن العربي لأنه كان فاضحاً "للمشروع الصهيوني". العمل كشف لأجيال عديدة الوجع والجرح والدماء والأجيال التي ضحت بنفسها على مدار 4 حروب.


هل في خطتك تقديم أعمال جديدة تواجه الخطر الصهيوني؟

يستحيل في الوقت الحاضر أن أفعل هذا الأمر، لأنني وقت عرض مسلسل فارس بلا جواد، أقاموا عليّ قضية في محكمة "لاهاي" مع الكاتب الراحل إبرهيم نافع واتهمنا بمعاداة السامية.

أين لجان المراقبة من الأداء على خشبة المسرح؟

يوجد جهاز الرقابة على المصنفات الفنية وأنا أثق في تقييماته الفنية وأتعامل معه على مدار اكثر من 50 عاماً، لكن المشكلة الحقيقية هي "التسيب" تحت ستار "الحرية" في أن يفعل ما يشاء، وهدم الكثير من القيم والاخلاقيات. مثلاً نحن الدولة الوحيدة التي تقدم مصطلحات غريبة!! مثل المسرح الشبابي والأغنية الشبابية! فكيف لدولة تحارب التمييز بين الرجل والمرأة، ثم يضعون مئات من أنواع التمييز في الفن والحياة بمختلف الفئات والاعمار، فأنا في يوم ما كنت اتعامل كشاب مع كبار الفن أمثال محمد عوض وفؤاد المهندس، يأتي اليوم يريدون فرض علينا كلمة الشباب فقط.

ما رأيك في أغاني المهرجانات ومطربيها؟

لا تشغلوا عقولكم بهؤلاء، للإسفاف جمهور عريض على شاكلتهم، كذلك الفن المحترم، ومن وجهة نظري أن الفنان هو الذي يختار جمهوره وليس العكس.

لماذا رفضت منصب "وزير الثقافة "عدة مرات؟

رئيس الوزراء المصري الأسبق إبراهيم محلب عرض عليّ منصب وزير الثقافة عدة مرات ورفضت، وفي المرة الرابعة قلت له "أقبلها ثم أستقيل بعد 3 شهور"، فسألني عن سبب الرفض، أجبته: "وزير الثقافة يدير الثقافة بينما الفنان هو الصانع للثقافة ولا أستطيع حرمان نفسي من هذه الصناعة الموجهة للعقول، فلو أريد إدارة الثقافة يجب وضع خطة واستراتيجية تؤمن بها الدولة قبل وزير الثقافة".

ما رأيك في مصطلح النجم "نمبر وان"؟

لا أريد ظلم أي فنان، فأنا لو سألت مقاس حذائك كام فسترد عليّ قائلا "43"، وسأجيب عليك أنني مقاس حذائي "44"، فأنا لا أرى أن من يقول ذلك فيها إهانة لي ولكن عليه أن يقدّم فناً يليق بالرقم الذي يطلقه على نفسه، أما عن نفسي فلم أهتم بهذه الأرقام مطلقاً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم