الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رسالة لافتة للراعي وترقب إجراءات تبدد المخاوف

المصدر: "النهار"
رسالة لافتة للراعي وترقب إجراءات تبدد المخاوف
رسالة لافتة للراعي وترقب إجراءات تبدد المخاوف
A+ A-

يبدو المشهد الداخلي في لبنان على أهبة ترقب ايام مفصلية في ملف الموازنة والمالية العامة وسط تصاعد الاحتدام السياسي والشعبي والاعلامي في مسألة تخفيض العجز المالي تجنبا لانزلاق البلاد نحو متاهات خطرة باتت تتردد يوميا على السنة الجميع بلا اي تحفظات . واذ تترقب الاوساط المعنية انتهاء عطلة الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي لتبين الاتجاهات التي ستسلكها المعالجات الحكومية والرسمية للاستحقاق المقبل المتمثل بإنجاز إقرار الموازنة بسرعة تؤكد هذه الاوساط ان الامور لم تعد تحتمل مزيدا من التريث والانتظار لان الواقع الذي تشهده البلاد بات على الصعيد المعنوي والنفسي والاعلامي على درجة عالية من الاحتدام والتوتر في ظل المخاوف المتصاعدة على الوضع المالي بفعل ما شهدته الايام الاخيرة من اطلاق لمواقف رسمية ووزارية ونيابية ساهمت في زيادة القلق ولم تؤد الى اي تبريد او طمأنة للرأي العام المتوجس . ولذا تتوقع الاوساط ان ينعقد اجتماع حاسم بين رئيس الحكومة سعد الحريري وممثلي مكونات الحكومة مطلع الاسبوع المقبل لبت التوافق على التخفيضات التي ستعتمد في الموازنة والتي تتطلب مظلة سياسية جامعة ليتمكن الحريري بعدها من ادراج الموازنة على جدول اعمال مجلس الوزراء والشروع في مناقشتها واقرارها علما ان الحريري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون متوافقان على استعجال ادراج الموازنة في الاسبوع الطالع وربما يوم الخميس للبدء في مناقشتها . وقالت الاوساط انه على على رغم المخاوف الواقعية التي تصاعدت في الايام الاخيرة حيال الواقع المالي والتي أشيع على هامشها الكثير من ظواهر تنم عن تصاعد الخوف العام فان القدرة على احتواء المخاوف تبقى قائمة وموجودة وستتعزز بقوة في اللحظة التي تبدأ فيها مراحل إقرار الموازنة لان ذلك سيعكس التوصل الى قرار سياسي كبير بفتح الباب امام الخطوات والاجراءات الاضطرار ية لخفض العجز في الموازنة وتقنين الإنفاق المالي العام وبدء اطلاق مسيرة مالية تقشفية وهي امور ستنعكس ايجابا وبسرعة على تهدئة المخاوف العامة وبدء تبديدها كما على تراجع الخشية من انزلاقات نحو انهيارات حفلت بها الفترة الاخيرة .

ولعل هذه الملفات ستشكل اليوم محور اللقاء الثنائي الذي سيعقده الرئيس عون مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي قبيل قداس الفصح انطلاقا من موقف الرئيس عون المستعجل انجاز الموازنة وانطلاقا من مواقف البطريرك الراعي المتقدمة واللافتة للغاية كما برزت في رسالة الفصح التي وجهها قبل ظهر امس . ذلك ان الرسالة الفصحية تضمنت ما يمكن اعتباره الادانة الاقوى والأشد حدة للطبقة السياسية اللبنانية على لسان البطريرك الراعي الذي ميز رسالته لهذه السنة بإجراء مقارنة لافتة بين دولة الاستقلال ودولة ما بعد الحرب والطائف ونهاية الاحتلالات . وذهب الراعي على مشارف المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الى التذكير بان “السياسة اللبنانية تمكنت في النصف الاول من تكوين دولة جعلت من لبنان سويسرا الشرق ومحط إعجاب العالم “ فيما لفت الى انه بعد منتصف السبعينات والحروب والاحتلالات وعدم التزام تنفيذ الطائف “لم تعرف الجماعة السياسية او لم تشأ ان تبني دولة عصرية تعود بلبنان الى سابق عهده “ . بل ان البطريرك الراعي عكس صورة شديدة القتامة لواقع “إحلال المواطنة الدينية محل المواطنة السياسية “ مشيرا الى قيام “شبه دويلات طائفية ونفوذ حزبي في المناطق “ .بعد ذلك تناول البطريرك الملف المالي والفساد وما الى ذلك وانتهى الى اقتراح إجراءات لمعالجة الواقع وكان من ابرزها دعوته الى التشبه بحملة التضامن والتبرعات التي قام بها كثيرون من أفراد ودول لاعادة إعمار كاتدرائية نوتردام في باريس متسائلا “الا يستحق لبنان المهدد اقتصاده وماليته ان يقوم المتمولون الكبار من ابنائه المقيمين والمنتشرين بالتبرع لصالح خزينته تجنبا لانهيار هيكله على الجميع “ .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم