الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"مكتبات المستقبل: استشراف ما بعد الرقمية": تفاؤل بمستقبل الوصول الحرّ للمعلومة

المصدر: الشارقة – "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
"مكتبات المستقبل: استشراف ما بعد الرقمية": تفاؤل بمستقبل الوصول الحرّ للمعلومة
"مكتبات المستقبل: استشراف ما بعد الرقمية": تفاؤل بمستقبل الوصول الحرّ للمعلومة
A+ A-

لطالما ارتبطت كلمة بحث بالموسوعات والكتب والمكاتب والأرشيف والصور، لكنّها، مع الثورة الرقمية، باتت يرتبط بالانترنت. فالجميع مَن يبحث دراسة معيّنة أو معلومة علمية عبر محركات البحث باللغة العربية، يبقى قلقه الأكبر: ما هو المصدر؟

من هنا، وبهدف تعزيز العمل البحثي، نظّمت جلسة حوارية عن سياسات التخطيط الثقافي المستقبلية خلال فاعليات #مهرجان_الشارقة_القرائي_للطفل، شارك فيها الفائزون الثلاثة بجائزة الشارقة للأدب المكتبي: الباحثان المصريان عبد الرحمن فرج ونرمين إبرهيم علي إبرهيم اللبان، ومحمد فتحي الجلاب.

البداية مع فراج، أستاذ علم المكتبات والمعلومات في جامعة بني سويف، الذي قدّم شرحاً عن البحث الذي فاز من خلاله بالجائزة، وحمل عنوان "المحتوى الرقمي العربي على الإنترنت المتاح وفقاً للوصول الحر"، فأشار إلى أنّه متفائل بمستقبل الوصول الحر على مستوى الأرشفة والنشر في العالم العربي.

وقال لـ"النهار" إنّه "لا بد للمؤسسات العلمية والجامعات الاعتناء بمصادر المعلومات العلمية من الدوريات المتخصصة، المستودعات الرقمية والكتب المفتوحة والمصادر التعليمية المفتوحة"، مشدداً على ضرورة الاهتمام بسياسات إتاحة المحتوى الرقمي وتنظيمه، معتبراً في الآن عينه أنّ "المحتوى الرقمي العربى ضعيف مقارنة بالمحتوى المنتشر باللغات الأجنبية، الا أنّ هناك الكثير من المجلات العلمية، والمستودعات الرقمية والكتب المفتوحة ومصادر تعليمية مفتوحة وكلّها متاحة للمستخدمين"ـ لافتاً إلى "أهمية تقديم الثقافة المعلوماتية للباحثين - مستخدمي الانترنت، وتعريفهم على أن هناك ما يسمى بالوصول الحرّ Open Access واتاحة المصادر العلمية مجاناً من دون قيود".

وفي ما يتعلّق بإتاحة المحتوى العلمي في المستودعات الرقمية، شدد على ضرورة التنظيم وتحديداً التنظيم المؤسساتي، وانشاء برامج عن التوعية المعلوماتية على مستوى الجامعات والمؤسسات العلمية، مشيراً الى انّه "لا بد من المؤسسات العربية تمويل مثل هذه المشاريع بهدف الوصول الى مستقبل مشرق على مستوى العلوم والتكنولوجيا"، لافتاً الى أنّ "الجهات المناسبة لتنظيم المحتوى الرقمي هو بإنشاء مجالس وطنية للمعلومات في كلّ دولة عربية وذلك بإشراف جامعة الدول العربية".

أما الباحثة نرمين إبرهيم اللبان،  فتحدّثت عن "دور الشراكة في إثراء القيمة المعرفية الناتجة عن مشروعات التراث الأرشيفي الرقمي". وأشارت إلى أن "الاتجاه العالمي حالياً هو تشجيع الأطفال وأفراد المجتمع عموماً بالاعتماد على الوثائق في اعتبارها مصدراً أولياً ومحايداً، ويتم الحصول على المعلومات من خلالها بشكل نقي"، مضيفة أنّ "الوثائق مصدر مهم لاكتساب المعلومات وليس فقط الكتب والإنتاج الفكري الذي يتأثّر في رؤية الكاتب".

وتقول لـ"النهار": "غالباً ما يواجه الباحث مشكلة في الوصول الى المستندات أو الوثائق أو الخرائط المتعلّقة بالتراث العربي الثقافي والمنتشرة في أماكن عدة في محيطنا. من هنا أتت فكرة البحث بأن يكون التراث العربي متاحاً لكل باحث، وتجميع كلّ المعلومات والصور في مستودع الكتروني واحد"، لافتة الى أنه "من خلال هذا المستودع، في إمكاننا خلق البيئة الافتراضية لهذه الأمكنة التراثية لتكون متاحة لكل باحث".

وتابعت: "هذه الدراسة غير مستحيلة وقابلة للتنفيذ رغم العدد الهائل للمعلومات على مستوى العالم العربي، إذا عُمل عليها بشكل جدي ومنظم ووضعت الآليات الصحيحة وتطبيق الخطّة الزمنية الموضوعة وتأمين التمويل، فسنستطيع تحقيق هذا الأمر".

من جهته، تحدّث الباحث والمدرّس في قسم المكتبات والمعلومات في جامعة المنيا أحمد ماهر خفاجة عن "التكاملية بين علوم المكتبات والمعلومات والعلوم الأخرى ودورها في خلق المعارف الجديدة"، لافتاً إلى "أهمية تطوير المحتوى الرقي العربي على مستوى المكتبات وعلى مستوى الوسائط الأخرى المتعددة". 

ويشرح في حديثه لـ"النهار" أنّ "علم المكتبات والمعلومات مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلوم الأخرى"، لافتاً الى أنّ "بلداً من دون مكتبات يُعتبر بلداً من دون ثقافة. فمن المهم تطوير هذا التخصّص بهدف أن يكون هناك اختصاصيون معلوماتيون يستطيعون خدمة البلد ومفكريها وعلمائها ودعمهم لتطوير عملهم وتحقيق إنجازات أكبر وبحوث أفضل". ولفت الى أنّ "المكتبات التقليدية لها دور كبير في مجالات البحث، على رغم هذه الثورة الرقمية، الا أن القائمين على الشكل الالكتروني للمكتبات هم أنفسهم القيّمون على المكتبات التقليدية".

وأطلقت مكتبات الشارقة العامة التابعة لهيئة #الشارقة للكتاب، خلال الندوة، الدورة 21 من جائزة الشارقة للأدب المكتبي بعنوان "مكتبات المستقبل: استشراف ما بعد الرقمية".

وأكدت مديرة إدارة مكتبات الشارقة إيمان بوشليبي، أنّ اختيار موضوع هذه الدورة من الجائزة "يعكس ضرورة التحوّل التدريجي للمكتبات ومؤسسات المعلومات إلى مجتمعات ما بعد الرقمية والفضاءات الالكترونية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم