"الشارقة القرائي" يناقش معاني الفن في حياة الطفل: لإثراء المحتوى وزيادة الإنتاج

للفن حصة أساسية في #مهرجان_الشارقة_القرائي_للطفل. فقد نظمت محطات حوارية مع فنانين عرب سلّطوا الضوء خلالها على أهمية الفن في حياة الطفل وتأسيس جيل مرتبط مع الثقافة. ومن أبرز الحاضرين الفنان المصري عبد الرحمن أبو زهرة الذي شارك والفنانة البحرينية هيفاء حسين في ندوة حوارية بعنوان "علامات مضيئة"، تحدّثا خلالها عن أهمية تقديم فنّ للطفل يرقى بمعارفه وثقافته ويخاطب واقعه ويثري تجربته الحياتية والعملية.

وأكد الفنان عبد الرحمن أبو زهرة الذي طبع في مسيرته الفنية ذكرى جميلة عند كل طفل من خلال سلسلة متنوعة من الأعمال الموجهة للأطفال، أن الإعلام يملك دوراً كبيراً في تربية الأجيال والممثل يمتلك قدرة كبيرة على إيصال الرسالة والمعلومة والفكرة والقيم للأطفال، داعياً إلى الاهتمام بشكل كبير بالأعمال الموجهة للأطفال وأن يقوم بأداء الأدوار فيها كبار الممثلين لما لها من أهمية وخطورة في آن معاً.

وتابع: "في جميع أعمالي التي قمت فيها لطالما خاطبت الطفل كما هو في مجتمعه وثقافته ووعيه وهذا ما يجب على كتاب أدب الطفل أن ينتبهوا له في أن يخاطبوا الجيل الجديد بمجتمعه بموازنة منطقية بين القيم الأساسية وبين ما يحيط به من خيارات تكنولوجية متطوّرة مثل التي يغرق بها في وقتنا الراهن، كما يجب أن تكون هناك مؤسسات تُعنى بالبحث عن المواهب الفنية والنهوض بها واكتشافها ليكون لها دور في تقديم أعمال فنية ثرية في المستقبل"، لافتاً الى أنّ "الفنون الإنسانية كلها مرتبطة ببعضها البعض. تعلمت من الموسيقى الكلاسيكية الكثير من الخيارات التي سمحت لي بتطوير أعمالي، ناهيك بأنّ النصوص التي تكتب بشكل جيد تسهم في تهيئة المناخ أمام الممثل ليتقمص الشخصية بشكل كبير، هذا عامل مهم وأدعو المبدعين في مجال التأليف والموسيقى لأن يعتنوا بما يقدموه للأطفال فهم يمتازون بشيء فريد يختلف عنا نحن الكبار بأنهم يعرفون ماذا يريدون".

من جانبها، أشارت الفنانة هيفاء حسين التي قدمت العديد من الأعمال المتميزة على خشبة المسرح إلى أننا نعيش حالة من قلة دعم الأعمال الموجهة للأطفال، لافتة إلى أن الأجيال الجديدة تعيش واقعاً مغايراً عن الأطفال في السابق حيث وصفت المظاهر التكنولوجية والتقنية التي تنتشر بكثافة هذه الأيام بأنها تلعب دوراً مهماً في إبعادهم من السينما والمسرح والفن النبيل داعية إلى مضاعفة الانتاجات الخاصة بالطفل وأن تخاطب ما يريده ويفهمه.

وفي الاطار عينه، نظّمت جلسة حوارية أكدت خلالها الفنانة المصرية الكوميدية شيماء سيف أنّ الإعلام العربي يفتقر إلى المواد القادرة على جذب الصغار وتعليمهم مقارنة بالإعلام في الكثير من بلدان العالم.

وأشارت الى أنها سلكت طريق الفن المخصص للأطفال، نظراً للعفوية التي يمتلكها الصغار، والتي تجعلهم يتحدثون على سجيتهم، فضلاً عن شح المنتج الإعلامي الهادف الذي يحمل مضامين توعوية وتربوية للأطفال، في إطار كوميدي يتيح للصغار فرصة التعبير عن الذات دون قيود.

وعن برنامج "مس أندرستاند" أوضحت سيف أن البرنامج لا يستند إلى سيناريو ونصوص مسبقة، حيث يرتكز العمل على عدد من الأفكار التوعوية التي يتم التوافق عليها، بهدف إتاحة الفرصة للأطفال المشاركين التصرف على طبيعتهم، وعدم تقييد حريتهم بالنصوص، بغية إحداث التأثير المطلوب.

وشرحت أنّ الفقرات التي قدمتها خلال البرنامج أخرجت الطفلة بداخلها، الأمر الذي انعكس بالإيجاب على الجو للبرنامج، وكذلك بين الجمهور الذي بات يتابعه بشغف، نظراً لتفرد فكرته التي تقوم على عدم تقييد الأطفال بنصوص أو أدوار معينة، سوى تلك التي تحتاج إلى بعض المهارات الخاصة.

وعن المحتويات التي تقدم للأطفال في شتّى أرجاء العالم العربي، أوضحت سيف أنها فقيرة مقارنة مع المجتمعات الغربية، مشددة على ضرورة إثراء المحتويات المقدمة للطفل العربي، وزيادة انتاجها، مشيدة بالتجربة التي قدمتها إمارة الشارقة عبر معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومهرجان الشارقة السينمائي، وغيره من الفاعليات التي تفتح الباب على مصراعيه للتخصص في الأعمال والمحتويات التي تعنى بالطفل.

وقبيل اختتام الجلسة وجهت الفنانة شيماء سيف رسالة إلى الأسر، بضرورة مصادقة الأبناء في إطار لا يتجاوز الاحترام، بالإضافة إلى تحديد فترات استخدام الأجهزة الذكية، محذرة من المحتويات التي تعرضها هذه الأجهزة، كما طالبت الأطفال بضرورة مواصلة المراحل التعليمية، والتوجه نحو التخصص الذين يجدون لديهم شغفاً اتجاهه، مشيرة إلى أن الطفل الذي لديه رغبة في احتراف العمل الفني عليه التوجه إلى المسرح في اعتباره بوابة الفنون.