الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هل تحتاج الكتابة للصغار إلى علم نفس الطفل؟

المصدر: الشارقة – "النهار"
هل تحتاج الكتابة للصغار إلى علم نفس الطفل؟
هل تحتاج الكتابة للصغار إلى علم نفس الطفل؟
A+ A-

قدرات الطفل لا حدود لها، والتعامل معها صعب، إلا أنّ إشراكهم أساس في صناعة المستقبل، وهذا يتحقّق من خلال المعرفة. من هنا أتى شعار #مهرجان_الشارقة_القرائي_للطفل هذه السنة، "استكشف المعرفة". وللتواصل مع الطفل طرق عدة، إلا أنّ المقاربة في هذا التواصل أساس، من هنا نظمت محاضرات ثقافية عدة، وطُرحت أسئلة تتعلّق بالصغار. 

هل يحتاج أدب الأطفال إلى علم نفس الطفل؟، وإذا كان يحتاج إلى هذا العلم، فكيف يمكن تطويعه لخدمة هذا الأدب؟، وبالتالي، ما الضرر الذي يمكن أن ينتج عن ابتعاد كتّاب أدب الطفل من علم نفس في صناعة منجزاتهم الأدبية؟ بهذه الأسئلة بدأت المحاضرة الثقافية "أدب الأطفال وعلم نفس الطفل... العلاقة والنتائج"، التي قدمها الكاتب والناقد هيثم يحيى الخواجة الذي شدّد على أنّ "الكتابة للطفل ليست حقل تجارب يتم فيه إلقاء ما يمكن من الإنتاجات الأدبية، وإنما على كاتبي أدب الطفل مراعاة العديد من الشروط التي تسهم في دعمه بما يحتاج إليه من أدب، ومنها الشروط الفنية، والإفادة القصوى من علم نفس الطفل، بما يمنح الكاتب مرونة أدبية لإنتاج منجز يتضمّن التشويق والإثارة وتعزيز القيم وفتح الباب أمام المعارف التي توسّع مدارك الطفل وتنميها"، لافتاً الى ضرورة "معالجة أي مشكلة تختصّ بالطفل من خلال الأعمال الأدبية مثل القلق، والخوف، والغيرة، وغيرها، لا يمكن أن تتم من دون معرفة علم نفس الطفل، وأي كاتب يغفل عن هذه الأمور، لا يمكن أن يسمى أدبه أدب أطفال، إنما مجرد كتابة لا تنتمي إلى واقع، ولا يسندها دليل، أو تقوم على ذوق فني".

وخلال ندوة أدبية نظّمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بعنوان "أدب أطفال عالمي"، أكدت الكاتبة الإماراتية بدرية الشامسي أنّ الوصول بأدب الطفل المحلي إلى العالمية، يحتاج إلى الكثير من جهود الترجمة، مشيرة إلى أنّ "الساحة الأدبية المحلية تمتلك إنتاجات نوعية ومتميزة يقدّمها مبدعون ومبدعات لهم بصمتهم"، لافتة في الوقت عينه إلى أنّها تحلم بالكتابة لطفل يستطيع أن يتذوّق الإبداعات الإنسانية ليكسب منها الخبرات والمعارف التي تلزمه في حاضره ومستقبله. وأكدت الشامسي أنّ الكتابة للأطفال ليست بالأمر السهل، داعية لتضمين المؤلفات الخاصة بالطفل برسومات تساعد في إيصال المعلومات والمضامين لهم، لافتة الى ان "النص الجيد سيجذب الأطفال".

وعن دور الكاتب في الحفاظ على خصوصية ثقافة مجتمعه والتعريف بها، نظمت جلسة حوارية بعنوان "نكتب عن ثقافتنا"، تحدثت خلالها الشاعرة والكاتبة والفنانة التشكيلية الإماراتية مريم إبرهيم الزرعوني عن اهتمامها بالتوثيق في كتاباتها للتراث والثقافة الإماراتية التي تستند إلى قيم التسامح والتعايش وتقبّل الآخر. وفي ردها على سؤال حول دور الكتاب في الحفاظ على خصوصية هويته وثقافته وسط ارتفاع الأصوات التي تنادي بالعولمة الثقافية، وإدماج كل المجتمعات الإنسانية في هوية واحدة، قالت: "بأي شكل من الأشكال لا يمكن توحيد الإنسانية في ثقافة واحدة، فلكلّ بلد ومجتمع خصوصيته الثقافية والفكرية، وأنماط عيشه التي تميزه عن بقية المجتمعات، وهذا لا يعني عدم قدرتنا على وضع إطار عام تلتقي فيه كل المكونات استناداً إلى المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة".

ومن جانبها، أكدت الكاتبة السري لانكية روبي لوفيل، وهي مؤلفة كتب أطفال، وكاتبة سيناريوات وأغنيات، ومنتجة برامج تلفزيونية وأفلام أن "الحديث عن الثقافة من خلال قصة يكون أكثر جمالاً، وهو ما جعلني أتجه إلى تعريف أطفالي بالثقافة السري لانكية من خلال هذا الأسلوب، الذي يجد فيه الطفل مزيداً من الدهشة والروعة، فضلاً عن إكسابه مهارات اللغة، وإلى جانب كل ذلك، أحرص إلى إدخال الجانب التعليمي في القصة، حتى تتكامل الأهداف المرجوّة من العمل الإبداعي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم