الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المسيح هو الملك ومن البدء مجده

المصدر: "النهار"
جورج شكرالله
المسيح هو الملك ومن البدء مجده
المسيح هو الملك ومن البدء مجده
A+ A-

أيّ جمال، أيّ سحر، وما أرقّ السماوات؟

هو الملك! وهل من ملوكٍ أمام مهابته، ووقاره، وسموّ مجده؟من البَدء هو الملك بالأصالة، وهؤلاء الأرضيون تقليد، والمقارنة كبرياء وجهل وحماقة.

الوصف! إنه فوق الوصف... الجبروت! فوق الجبروت... العظمة! فوق العظمة!

له المجد... نعتٌ لمن ليس له وصار له. هو المجد...هو فيه ومنه، وبه.

ربط السماء بالأرض، ومن ملكوته حمل أعظم دعوة: "أحبّوا بعضكم. أحبّوا أعداءكم!"

تجسّد بالطاعة القصوى. تجسّد إنسانًا من الروح القدس، ومن عذراء العذارى مريم، ليسلّم الإنسان رسالة: "الله آب، ليس سيّداً. شوق الله عظيم لعودة الإنسان إلى حضنه الدافئ الهنيّ".

بندهة الحبّ الإلهيّ، التفّ تلاميذه حوله، وبعصا الحقّ شرّد الخطيئة، وحرّر الإنسان من ربقها.

بتبشيره الحي، فتّت صنم الوثنية، ورخّص التعلق بالسلطة، وترّب المادة.

من عمقه الإلهي فاضت القوة المقدسة. فاضت إلى عيني الأعمى فرأى، والأبرص فطهر، والمخلع فحمل فراشه ومشى، ولعازار الميت فخرج من القبر...

علّم الإنسان أن يرفع نظره إلى فوق. أن يلغي الأرض منه، ويرتقي بكليته صوب الكمال الإلهي، فيكون كاملاً. صلّى للواحد في كلّ، والكل في واحد، فتكون الحياة.

إلى أورشليم، وعلى ظهر جحش ابن أتان، ووسط هتافات "هوشعنا في الأهالي، مبارك الآتي باسم الرب" دخل بجلال وأبهة وفرح.

في العشاء السرّي، أخذ الصليب شكله النهائي.

لمسه المسيح بروحه، وحمله في قلبه... كسر الخبز جسدَه، وسكب الخمر دمَه، وناولهم مجانية العطاء وقمة البذل والتضحية.

وصلوا... مع المشاعل، ومع المنطفئ...يهوذا.

وانقضّوا عليه... اقتاده الحقد عنهم، أغبياء الأبدية... كالسيل انهالوا عليه... وزحفًا به حملِ الكون، للمحاكمة.

قال له بطرس: سأتبعك أينما ذهبت، فقال له:

ستنكرني يا بطرس ثلاث مرّات قبل صباح الديك.

وبعدما نكره، نظر إليه المسيح وكأنه يقول له: أنا قوّتك يا بطرس ومن دوني، فأنت واهٍ كالتبن في الريح.

إلى عمود الدهر جلدوه. بعظام حقدهم، بحبال كرههم، بنار حسدهم تألبوا عليه. ثِقلُ الصليب، وجور الشرّ كمنا له، كأيّ مجرم خطير.

مددوه على الصليب، والشوك يدمي، أيدي اليهود ثبتت المسمار إلى كفه، ومطرقة الرومان غرزته غرزًا... وملأ الألم والوجع العالم.

كأنْ لم يكفه ما عانى على الأرض، حتى يشتمه ويحتقره لصّ الشمال في الفضاء! أما للصّ اليمين، فقد قال: "الحقّ الحقّ أقول لك، اليوم تكون معي في الفردوس".

استودع روحه بين يدي أبيه وبدأت الحكاية:

هبط إلى الجحيم فأقام الموتى.

قام من الموت في اليوم الثالث.

قسم التاريخ إلى: قبل وبعد.

ظهر على تلاميذه فنفخ فيهم الروح القدس، وأرسلهم إلى البشرية يعمّدون ويبشرون.

حوّل شاول من مضطهد شرس لتلاميذه، إلى مدافع ملتهب عن المسيحيين، حتى قطع عنقه.

أبطل الذبيحة الدموية، ورفع عنها، ذبيحة روحية، وكرّسها مدى الدهر.

أحنى رأسه واستودع الروح، فاستيقظ المدى على هدير الأبدية، وعمّ الكونَ صمتٌ عظيم.

عبر الزمان بين ذراعيه، فطهر في ماضيه، وحاضره، وصار مستقبلاً نقيّاً ينعم في ملكوت الله.

هذا هو، إله السموات والأرض. هذا هو الكلمة. هذا هو ابن الله. هذا هو الحياة والقيامة إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين آمين. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم