الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - المعلوماتية والنهوض الاقتصادي اللبناني

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - المعلوماتية والنهوض الاقتصادي اللبناني
أرشيف "النهار" - المعلوماتية والنهوض الاقتصادي اللبناني
A+ A-
تستمر اليوم في لبنان عملية اعادة اعمار ضخمة هي الاوسع نطاقاً على امتداد الشرق العربي، لتعيد تأهيل البنى التحتية التي دمّرتها احداث سنوات الحرب اللبنانية من جهة ولتصنع للبنان موقعاً اقتصادياً على خارطة المنطقة والعالم. وعلى رغم ان عملية اعادة الاعمار حقّقت خطوات مهمة على طريق استعادة لبنان لبُناه التحتية في حقول الاتصالات والكهرباء والمياه وغيرها، الا ان التساؤل الاساسي المطروح بالحاح يدور حول دور لبنان وموقعه في محيط اقليمي ودولي يشهد ولا يزال تغيرات جذرية على كل الصعد، وفي ظل احتمالات التسوية السلمية القائمة في المنطقة بما تلقيه في ساحتنا من تحديات. اننا نعيش اليوم المراحل الاولى من عملية صوغ نظام اقتصادي عالمي جديد يختلف في انماطه واسسه ومفاهيمه عن مجتمع اليوم بمقدار ما اختلف النظام الذي اعلنت عن قدومه الثورة الصناعية عن ذلك الذي ساد خلال العصر الزراعي، والعامل الاول وراء هذا التغيير هو ظهور مجموعة من التقنيات المتقدمة في مجالي الالكترونيات الدقيقة والاتصالات اطلقت ما يسمى بمجتمع المعلومات او المجتمع ما بعد الصناعي في اشارة واضحة الى مجتمع تختلف فيه المفاهيم الاقتصادية ونمط العمالة واسلوب الحياة اختلافاً جذرياً عما هو قائم. لقد ادّى غياب لبنان عن مجريات التطور المتسارع الذي شهدته المنطقة والعالم الى واقع جديد، يتطلب وقفة موضوعية متأنية لتحديد الدور المستقبلي الاقتصادي للبنان في ضوء حركة المنطقة والعالم. الاقتصاد اللبناني في بُعديه المحلي والاقليمي مع تقدّم عملية الاعمار، يكثر الحديث عن استرجاع لبنان دوره الخدماتي والسياحي، في توجه يوحي بامكان استعادة الواقع الاقتصادي اللبناني الذي كان قائماً قبل الاحداث، والذي تميّز على مدى عقدي الخمسينات والستينات بمعدلات نمو مرتفع تجاوز 7 في المئة سنوياً، وحظي بمعدلات توظيف رأسمالي سنوي عالية قاربت في المتوسط 20 في المئة من الناتج الوطني، الامر الذي وفّر للبنان وفي مرحلة زمنية قصيرة نسبياً ازدهاراً وتقدماً كبيرين، لافتين الى ان معدلات النمو والتوظيف المحقّقة في تلك الفترة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية التي يأتي في طليعتها: 1- نظام الاقتصاد الحر والسرية المصرفية اللذين يعتمدهما لبنان. 2- قيام اسرائيل والاضطرابات السياسية الحادة التي شهدتها المنطقة العربية بعد ذلك. 3- انغلاق الانظمة العربية وافتقارها الى المعرفة والخبرة اللازمتين للتعامل مع الاسواق العالمية. 4- الاكتشافات البترولية وبروز ظاهرة العوائد النفطية الكبيرة. لقد انعكست معطيات عقدي الخمسينات والستينات في بنية الاقتصاد اللبناني طغياناً لقطاع الخدمات على القطاعات الاقتصادية الاخرى وتسبّبت بانكشاف الاقتصاد اللبناني وتبعيته المفرطة للخارج، وان رؤية موضوعية للعوامل التي كانت في اساس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم