السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

السيسي يعاكس الشارع العربي متمسّكاً بولايته بعد 2022

السيسي يعاكس الشارع العربي متمسّكاً بولايته بعد 2022
السيسي يعاكس الشارع العربي متمسّكاً بولايته بعد 2022
A+ A-

صانع الاستقرار بالنسبة للبعض وحاكم منفرد بالنسبة لآخرين، يقود المشير السابق عبد الفتاح #السيسي مصر منذ العام 2013 وقد تمتد فترة حكمه حتى عام 2030 بعد موافقة البرلمان على تعديلات دستورية تتيح ذلك.

ومن غير المرجح انطلاق تظاهرات في ظلّ حكم السيسي، أو احتجاجات شعبية مثلما حدث أخيراً في بلدان مثل الجزائر والسودان.

اذ أُجبر الرئيس الجزائري عبد العزيز #بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ عام 1999، على الاستقالة في أوائل نيسان الجاري، بعد أشهر عدة من الاحتجاجات ضده في الشوارع. كذلك سقط الرئيس السوداني عمر #البشير، الذي حكم ثلاثة عقود في 11 نيسان، بعد انتفاض الشعب ضدّه بسبب الغلاء والظروف الصعبة.

على النقيض من ذلك، في القاهرة، تصوّت الغالبية في البرلمان، اليوم، لتعديل الدستور والسّماح للسيسي بالبقاء في السلطة بعد نهاية ولايته الثانية عام 2022، وينبغي إجراء استفتاء شعبي لإقرار ذلك.

ويترأس السيسي #مصر منذ عام 2014 بعد أن أزاح سلفه الاسلامي محمد مرسي في العام 2013 اثر تظاهرات جماهيرية حاشدة طالبت برحيله، وتمكن من الفوز بسهولة بالانتخابات الرئاسية بنسبة 96,9 في المئة.

وفي آذار 2018، فاز السيسي بولاية رئاسية ثانية بنسبة تجاوزت 97 في المئة، في انتخابات غاب عنها منافسون.

ومنذ توليه الحكم، أسكت السيسي كل المعارضة اسلامية كانت او ليبرالية.

وفي 14 آب 2013، أي قرابة شهر بعد اطاحته مرسي، قتل شرطيون أكثر من 700 متظاهر من أنصار الرئيس الاسلامي خلال بضع ساعات في القاهرة.

وللمفارقة، كان مرسي اختار السيسي وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة في آب 2012.

من جهتهم، أبدى الناشطون العلمانيون واليساريون الذين أيدوا إطاحة مرسي، أسفهم بعد ذلك على موقفهم.

ويواجه نظام السيسي انتقادات عديدة من منظمات دولية ومحلية لحقوق الإنسان بشأن قمع الحريات واستهداف المعارضين السياسيين اثر سجن الآلاف منهم.

كذلك دفع السيسي بالجيش في شمال #سيناء، حيث ينتشر الفرع المصري لتنظيم #الدولة_الاسلامية، لكنّه لم ينجح حتى الآن في القضاء على موجة الاعتداءات الدامية التي تستهدف أساسا رجال الجيش والشرطة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أطلق برنامجاً للاصلاح يستهدف تقليص الدعم الذي تقدمه الدولة للسّلع الأساسية والكهرباء والمحروقات. ورغم الاستياء الشعبي لم تندلع أي احتجاجات.

وخلف نظارته السوداء الشهيرة، يظهر ضابط الجيش السابق، الذي استبدل الزي المدني بالعسكري كثيراً في وسائل الإعلام المصرية وعلى شاشات التلفزيون فيشارك مرة في اطلاق حدث أو في مؤتمرات مع الشباب المصري.

ويتحدّث السيسي باللهجة العامة ويلقي خطباً مسهبة بصوت دافئ، تتخللها أحياناً ضحكات بصوت مرتفع أمام جمهور منتبه ومهذب دائماً. 

وبلهجة أبوية، يصف السيسي المصريين بأنّهم "نور عينه"، مؤكّداً أنّه "ليس أكثر من خادم للشعب تم اختياره لخدمة بلده".

وكان السيسي احتفظ بشعبيته لدى المصريين الذين سئموا من سنوات الفوضى عقب ثورة 2011، والذين لا يزالون يرون فيه الرجل الوحيد القادر على إحياء اقتصاد كان على شفى الانهيار والانتصار على الجهاديين.

ولد السيسي في تشرين الثاني 1954، في حي الجمالية بقلب #القاهرة الإسلامية، وكان من الصغر طفلاً قيادياً وسط اقرانه وفق عارفيه آنذاك.

وتخرج من الكلية الحربية في العام 1977، ودرس بعد ذلك في انكلترا، ثمّ في الولايات المتحدة، قبل أن يصبح رئيساً للاستخبارات العسكرية ابّان عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وتشير تسجيلات لأحاديث خاصة، سرّبتها وسائل اعلام إسلامية، إلى درجة عالية من الكبرياء. ففي أحد هذه التسجيلات، يروي أنّه حلم ذات يوم بلقاءه الرئيس الراحل أنور السادات، في إشارة إلى أنّه سيصل إلى الحكم في وقتٍ من الأوقات.

وفي تسجيل آخر يتحدث عن حلم يرفع فيه سيفا أحمر اللون مكتوب عليه الشهادتين.

وأثناء حملته الانتخابية في العام 2014، اعتبر أنّ "الحريات" لا ينبغي أن تكون على حساب "الأمن القومي".

كما أكّد في مقابلة صحافية أنّ الأمر يتطلب "20 إلى 25 عاما لإقامة ديموقراطية حقيقية" في مصر.

ويقول المقربون من السيسي، وهو أب لأربعة أبناء وزوجته محجّبة، أنّه رجل متديّن يؤدّي فروض الصلاة الخمسة يومياً. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم