الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"أذهبُ برجلي الاصطناعية إلى المدرسة"... عشرات الآلاف بأطراف مبتورة في السودان

المصدر: "أ ف ب"
"أذهبُ برجلي الاصطناعية إلى المدرسة"... عشرات الآلاف بأطراف مبتورة في السودان
"أذهبُ برجلي الاصطناعية إلى المدرسة"... عشرات الآلاف بأطراف مبتورة في السودان
A+ A-

تسببت الحرب الأهلية في جنوب #السودان ببتر أطراف عشرات آلاف الأشخاص، فيما فرص الحصول على الرعاية الصحية اللازمة محدودة في هذا البلد، نتيجة القتال وغياب البنى التحتية، إذ عادةً ما تكون الطرق غير سالكة خلال موسم الأمطار.


وبالرغم من ساقه الاصطناعية، يلعب ستيفن (12 عاما) تحت الشّمس، متنقّلاً بين أشخاص مقعدين على كرسيٍّ متحرّك وهو يلهو مع أولادٍ آخرين.

فعندما كان في الخامسة من العمر، اصطدمت السيارة التي كان يستقلها، هو وعائلته، بلغمٍ أرضيّ في بلدة بانتيو الواقعة شمال البلاد. ونتيجة الحادث، قتلت جدّته، وأصيبت ساقه اليسرى، وكان لا بد من بترها.

نقل ستيفن إلى مركز لإعادة التأهيل البدني، تديره اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جوبا، ويضمّ أيضاً مشغلاً لصنع الأطراف الاصطناعية ومستشفى للمرضى الآتين من كل أنحاء البلاد لتزويدهم أطرافاً جديدة.

وقال ستيفن، مشيراً إلى رجله الاصطناعية: "تساعدني في الذهاب إلى المدرسة".

وبعد حصوله على رجل اصطناعية في العام 2013، منعت الحرب ستيفن من العودة لإجراء قياسات جديدة كل ستة أشهر على النحو الموصى به. وعندما وصل أخيراً إلى المركز هذا الشهر، كانت رجله الاصطناعية قد أصبحت قصيرة جداً. 

ويأتي نحو 60% من المرضى إلى المركز، وهو واحد من أصل ثلاثة مراكز موجودة في البلاد، بعد تعرضهم لإصابات وإعاقات سببها إطلاق النار، وفقاً للصليب الأحمر. كما تبتر أطراف كثيرة أيضاً بسبب النقص في العلاجات اللازمة.

من جهته، قال المتخصص في الأطراف الاصطناعية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جوبا، ريجيس تيفينو، أنّ "إصابة بسيطة أو كسر صغير تعالج في معظم البلدان بسهولة... أمّا هنا فقد تتسبب التهابات تؤدي إلى بتر الأعضاء بسبب مشكلات في الرعاية الصحية"، موضحةً أنّ "غالبية المرضى يتأثرون بالحرب بطريقة أو بأخرى".

وأصبح أشخاص آخرون معوقين بسبب شلل الأطفال أو الكساح المرتبط بسوء التغذية أو غيرها من الأمراض التي تم القضاء عليها في أجزاء كثيرة من العالم.

في هذا المصنع، يوضع الجص على قوالب من الأرجل التي تدور في آلات، بينما يشكّلها العمال ويضعونها في هياكل بلاستيكية.

وقال مدير المشغل إيمانويل لوباري أنّه "يمكن صنع طرف اصطناعي خلال يوم واحد بعد أخذ المقاسات للمريض"، مشيراً إلى أنّ "الكثير من المرضى لا يمكنهم الوصول إلى المركز لاجراء القياسات".

وكان المركز، صنع في العام الماضي 580 طرفا اصطناعيا، وتكفّلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدفع ثمنها، لكنّ تحديات كثيرة تواجه المرضى الذين يحتاجون إلى تجريب الأطراف الاصطناعية.

وتعتبر الطرق في جنوب السودان سيئة، لدرجة أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعتمد على طائرات ومروحيات لنقل المرضى إلى المستشفيات ومراكز إعادة التأهيل البدني. أمّا في موسم الأمطار، فقد يكون من الصعب الهبوط في الكثير من المناطق النائية.

إلّا أن إحضار الأشخاص الذين أصيبوا خلال هذه الحرب الأهلية من أنحاء البلاد، يجلب مشكلاته الخاصة. اذ قال العامل الاجتماعي جايمس سوما: "يأتون إلى هنا في حالة صدمة، وبعضهم مصاب بطلقات نارية أو ألغام... نتحدث معهم عن التسامح"، وفي بعض الأوقات يتهجمون على بعضهم البعض بسبب انتماءاتهم العرقية.

ويحتاج الأشخاص الذين سبق أن استخدموا طرفا اصطناعيا مثل ستيفن، إلى يومين أو ثلاثة أيام قبل تمكنهم من العودة إلى ديارهم. لكن بالنسبة إلى المرضى الجدد يستغرق الأمر أسابيع.

من جهتها، أشارت المعالجة الفيزيائية اوكيتا روبرت كانيارا إلى أنّه "يأتي إلى المركز الكثير من الأطفال، ولدينا أطفال أصيبوا بطلقات نارية فيما كانت أمهاتهم تحملهم على ظهورهن"، موضحةً أنّ "العمل مع الأطفال صعب لأنّهم لا يمكنهم تفهم أوضاعهم مثل الكبار".

وهناك مرضى أصيبوا بلدغات أفعى مثل لايتول التي تبلغ خمس سنوات. ويقول الأطباء في المركز أنّه "كان من الممكن إنقاذ رجلها من البتر" لو أنّها حصلت على المساعدة في الوقت المناسب.

وقالت كانيارا أنّ "العمل مع ستيفن كان صعبا جداً، فيما تأقلمت لايتول مع وضعها الجديد بشكل أسرع".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم