السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

السودانيّون واصلوا التّظاهر: ضغوط على المجلس العسكري لتشكيل "حكومة مدنيّة"

المصدر: "أ ف ب"
السودانيّون واصلوا التّظاهر: ضغوط على المجلس العسكري لتشكيل "حكومة مدنيّة"
السودانيّون واصلوا التّظاهر: ضغوط على المجلس العسكري لتشكيل "حكومة مدنيّة"
A+ A-

كثّف المحتجون والحكومات الغربية الضغوط اليوم على قادة المجلس العسكري الانتقالي في #السودان، لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، بينما حذّر الناشطون من وجود محاولة لـ"فض الاعتصام" المتواصل منذ عشرة أيام خارج مقر القيادة العامة للجيش في #الخرطوم.

وواصل آلاف اعتصامهم ليل الأحد- الاثنين، بعدما وجه قادة الحركة الاحتجاجية مطالب الى المجلس العسكري الذي تم تشكيله في أعقاب إطاحة الرئيس عمر البشير.

ودعا "تجمع المهنيين السودانيين" الذي قاد التظاهرات ضد البشير على مدى أشهر، أنصاره الى المشاركة في الاعتصام أمام المجمع. وجاء في بيان صادر عن التجمع: "هناك محاولة لفض الاعتصام من أمام القيادة العامة (... للجيش) وإزالة جميع المتاريس"، من دون أن يحدد الجهة التي تنوي القيام بذلك. وأضاف: "نرجو من الجميع التوجه فوراً إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتكم ومكتسباتكم".

وأفاد شهود عيان أن مركبات عدة للجيش انتشرت في محيط المنطقة، بينما شوهد جنود وهم يزيلون متاريس أقامها المتظاهرون كتدابير أمنية.

من جهته، التقى السفير البريطاني لدى الخرطوم عرفان صدّيق بنائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، وأبلغه بـ"أهم طلب له وهو ألا يستخدم العنف، وألا تجري أي محاولة لفض الاعتصام بالقوة".

وأفاد السفير عبر "تويتر" أنه أعرب، خلال اجتماعه بدقلو، عن دعمه لمطلب "تجمع المهنيين السودانيين" بتشكيل حكومة مدنية تتولى إدارة البلاد.

وجاءت المحادثات بعد يوم من صدور بيان مشترك عن سفارات كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج أشار إلى أن مطلب الشعب السوداني بـ"التغيير الشرعي" لم يتحقق بعد. وقالت: "حان الوقت للمجلس العسكري الانتقالي وجميع الأطراف الأخرى لدخول حوار شامل لإحداث انتقال إلى حكم مدني".

بدوره، طالب "تجمّع المهنيين السودانيين" "الحكومة الانتقالية المدنية المرتقبة، مسبوقة بقوات شعبنا المسلحة"، بالقبض على "البشير وقادة جهاز الأمن والاستخبارات".

والتقى المجلس العسكري الأحد الأحزاب السياسية، ودعاها إلى التوافق على "حكومة مدنية" تترأسها شخصية "مستقلة"، وفقا لمراسل وكالة "فرانس برس" الذي حضر اللقاء.

وأكد الفريق ياسر العطا، عضو المجلس العسكري، أثناء الاجتماع في الخرطوم، "اننا نريد إقامة دولة مدنية تقوم على الحرية والعدالة والديموقراطية".

وسلم وفد من عشرة أعضاء يمثلون المحتجين، قائمة بالمطالب خلال المحادثات مع المجلس العسكري ليل السبت، وفقا لبيان لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات.

لكن في مؤتمر صحافي لاحق، لم يرد المتحدث باسم المجلس على المطالب، رغم إعلانه تعيين رئيس جديد لجهاز الأمن والمخابرات، بعدما استقال رئيسه صلاح قوش السبت.

وأكدت وزارة الخارجية أن رئيس المجلس العسكري الفريق الركن عبد الفتاح البرهان "تعهد إقامة حكومة مدنية بالكامل". وحض المجتمع الدولي على دعم المجلس من أجل تحقيق إرادة الشعب السوداني في إنجاز انتقال ديموقراطي.

وفي آخر تغيير ضمن صفوف الجيش، عيّن اليوم البرهان الفريق أول هاشم عبدالمطلب رئيسا للأركان.

أما الممثل الأميركي جورج كلوني الذي عمل جاهدا لتسليط الأضواء على النزاع في إقليم دارفور، فحض قوى العالم على الضغط على الجيش "لتسليم السلطة التنفيذية كاملة إلى حكومة انتقالية بقيادة مدنية".

وكتب في مقال مشترك مع الناشط الحقوقي جون برندرغاست، نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أن "أشد أشكال الضغط فعالية ستكون عبر ملاحقة الأموال التي عمد البشير وحلفاؤه الى غسلها عبر المنظومة المالية الدولية".

ويتولى "حميدتي" قيادة وحدة مكافحة التمرد السودانية المثيرة للجدل المعروفة بـ"قوات الدعم السريع"، والتي تتهمها المجموعات الحقوقية بارتكاب انتهاكات في دارفور.

لكن في موقع الاعتصام اليوم، قال شهود عيان إن المتظاهرين رفعوا لافتة تحمل صور حميدتي، كُتب عليها: "لن ننسى وقفتك معنا".

وتعهد البرهان أن يعمل المجلس على "محاربة الفساد واجتثاث النظام ورموزه". وأمر بإطلاق كل الذين حوكموا بتهمة المشاركة في التظاهرات في السودان، بموجب حالة الطوارئ التي فرضها البشير في آخر أسابيع له في السلطة، وتوعد بمحاكمة جميع المتورطين في قتل المتظاهرين.

وحكم البشير السودان بقبضة من حديد لمدة 30 عاما قبل إطاحته الأسبوع الماضي، في أعقاب تظاهرات حاشدة هزت البلاد منذ كانون الأول.

ويعتصم عشرات آلاف السودانيين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة منذ 6 نيسان. وطالبوا في البدء المجلس العسكري بدعم مطلبهم إقصاء البشير. لكن لم ترضِ اطاحته في انقلاب عسكري المتظاهرين الذين يطالبون بمحاكمة المسؤولين في عهد البشير.

وطالب "تجمع المهنيين السودانيين" أيضا بمصادرة ممتلكات حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير، وإطلاق الجنود الذين اصطفوا مع الحركة الاحتجاجية.

وفي ساعة متأخرة الأحد، أعلن المجلس العسكري تشكيل لجنة لتسجيل ممتلكات حزب البشير ومصادرتها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم