الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

اقباط مصر يصلون من أجل السلام... غير نادمين على عزل مرسي

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

صلى اقباط مصر اليوم، خلال قداس رأس السنة، من اجل ان يعم السلام في البلاد بعد شهور من الاضطراب، الا انهم غير نادمين على تأييدهم للجيش لدى اطاحته بالرئيس الاسلامي محمد مرسي.


وبدأ الاقباط الذين يشكلون قرابة 10 في المئة من المصريين البالغ عددهم اكثر من 85 مليونا ويشكلون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط، السنة الجديدة باحتفالات في الكنائس في كل انحاء مصر.
وكان الاقباط استهدفوا من اسلاميين متشددين الذين اتهموهم بتأييد قرار الجيش بعزل مرسي في الثالث من تموز الماضي.
وبعد ان فضت قوات الامن بالقوة في 14 اب الماضي اعتصامين لانصار مرسي في القاهرة ما ادى الى سقوط مئات القتلي، صب الاسلاميون غضبهم على الاقباط فاحرقوا عددا من منازلهم ومحلاتهم وكنائسهم خصوصا في محافظة المنيا بصعيد مصر.
ولكن اقباطا تم اجراء مقابلات معهم هذا الاسبوع اكدوا انهم ما زالوا يعتقدون بصحة موقفهم الذي اتخذوه قبل ستة اشهر عندما ايدوا التظاهرات الحاشدة التي طالبت برحيل مرسي وقالوا انها منعت "الاخوان المسلمين" من تحويل مصر دولة اسلامية.
في منزله البسيط الذي يخيم عليه الحزن في احدى ضواحي القاهرة، وامام صورة لوالدته التي قتلت في اعتداء على كنيسة، قال ابرهيم جورج انه "غير نادم على تأييد الجيش الذي اطاح بمرسي اياً كان الثمن الذي سأدفعة".
وقتلت والدة جورج وابن خالته وصغيرتان قريبتان له تبلغان من العمر 8 و12 عاما في 20 تشرين الاول الماضي امام كنيسة العذراء في منطقة الوراق الشعبية اثناء خروجهم من حفل زفاف.
وبجوار صور للمسيح ولبابا الاقباط الراحل شنوده الثالث، استرجع جورج تفاصيل الهجوم الدامي في لقاء مع "فرانس برس" قائلاً بعين دامعة "وصلت للكنيسة بعد الهجوم، وجدت مجزرة دم وامي مقتولة وموضوعة على كرسي ومغطاة بملاءة بيضاء. فانهرت".
ورغم هذه المأساة التي لم يمر عليها الا شهرين ونصف الشهر تقريبا، فإن البهجة كانت تملأ مساء أمس كنيسة العذراء في الوراق.
وكان الاولاد والبنات يرتدون ملابس ملونة ويضعون على رؤوسهم قبعات بابا نويل الحمر ويجرون بمرح في فناء الكنيسة، فيما قام متطوعون بتوزيع الحلوى على المصلين الذين جاؤوا للاحتفال بالسنة الجديدة. 
واضفت شجرة عيد الميلاد المزينة باضاءة ملونة مزيدا من الفرحة على اجواء الاحتفال، بينما كانت اعلام مصر معلقة على جدران الكنيسة الداخلية المطلة على الفناء.
وكان الهجوم على كنيسة الوراق واحدا من اعتداءات عدة استهدفت الاقباط الذين حملهم الاسلاميون الغاضبون مسؤولية عزل مرسي بعد عام واحد امضاه في السلطة.
وعلى مدى ايام متتالية، قامت اعداد كبيرة من الاسلاميين بأعمال عنف ضد الاقباط خاصة في صعيد مصر خصوصا في مدينة دلجا في اسيوط التي فرت منها اكثر من 100 اسرة قبطية.
ويقول داود ابرهيم راعي كنيسة العذراء في الوراق للوكالة عينها: "ظهور البابا تواضروس في مشهد عزل مرسي اجج من المشاعر السلبية ضد الاقباط"، موضحا ان "ما زاد الامر هو تاكيد البابا انه لن يمنع المسيحيين من التظاهر ضد الاوضاع الموجود في 30 يونيو".
بائع المقتنيات القبطية هاني لبيب قال وهو يجلس اسفل صليب ذهبي معلق في محله في حي شبرا ذي الاغلبية المسيحية في القاهرة "الامور الان مختلفة نحن الان نتعامل مع عدو يتربص بنا ويهاجمنا بعد ان ظل لفترة طويلة غامضا تجاهنا".
وتعتقد الموظفة ليديا حبيب (50 عاما) بأن "هناك تعصبا من المتشددين الاسلاميين ضدنا وهو ما يجعلهم يهاجموننا"، وتابعت: "هذه السنة مختلفة، فنحن كبش فداء لعزل مرسي".
الا انها اكدت تصميمها على هزيمة الخوف، قائلة: "ان هدفهم اخافتنا، لكنني سأتحدى اي خوف وساذهب الى الكنيسة في العيد" في اشارة الى عيد الميلاد الذي يحتفل به الاقباط في السابع من كانون الثاني.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم